روح التميمي
2007, 11:06 AM
محمد العبدالعزيز العبيدالله
ولد في عنيزة سنة 1369هـ , وبها نشأ وترعرع , أمضى حياته الوظيفية في المجال الصحي , وانتهى به مشوار العمل في مجمع الخدمات الصحية بعنيزة حيث تقاعد مبكرا .. له من الأولاد ستة , أربع بنات وولدان .
محمد العبيدالله من شعراء عنيزة المقدمين , عرفناه وعرفه الناس في الغزل , لكن له قصائد مختلفة في الحياة والناس وهو ما تطلق عليه العامة (الفَكر) أي التفكر , وله شعر في الرثاء , ومختلف الأغراض الشعرية .. لكنه يبقى أولا وأخيرا شاعر غزل .
قال مقدم ديوانه عن شخصيته ( منذ كان تلميذا في المرحلة الابتدائية كنت ألمس فيه نباهته وحسه المرهف , وكنت ألاحظ اللمسات الفنية في تعبيره بالكلمة , وبالرسم أبان ذلك .. كما كنت بعد ذلك أتبع ما ينشره في الصحف من قصائد كانت تُنبىء عن ميلاد شاعر ستكون له مكانته في هذا الميدان ) , وقال عن شعره ( فيه لمحات من الشعر الشعبي الأصيل , تدل دلالة واضحة على اتصاله بشعر الآباء والأجداد , كما أن الديوان اقتصر على غرض واحد من أغراض الشعر هو الغزل , ولكنه الغزل العفيف البعيد عن التشبيب بالمرأة ووصف محاسنها , والتغني بجمالها , فهو يقتصر على بث الشكوى والتعبير عن ألم الحرمان والصدود . وإنه وإن كان هذا هو العامل المشترك في كثير من قصائده إلا أن التعبير عنه جاء بأساليب متنوعة , استخدم فيها ألفاظا وأكارا لا تخلو من الجدة مع المحافظة على الجانب التقليدي فيما يتعلق بالوزن والقافية ) .
أبوأحمد (أبوعزيّز سابقا) شاعر ذو حساسية مفرطة تجاه الجمال , يتأثر فيه بسرعة ويعبر عن تأثره شعرا , غزله يُصنّف ضمن إطار الجزل اللفظ , الناعم المعنى , له أسلوب خاص في التعبير , حتى إنك لتكاد تجزم أن القصيدة عندما تسمعها لأول مرة وأنت لا تعرف قائلها .. أنها لمحمد العبيدالله .
وهو في المعاني عميق مستقصٍ , لا يكاد يترك في المعنى الذي يطرقه زاوية أو اتجاها وبلغة العامة ( يعرمش المعنى عرمشة) . قال ذات حيرة وترقب في قصيدة عنوانها (الوعد) :
كم انتظرتك موجب الوعد ماجيت=تاعد وتخلف والمغرة مضره
ياما على شانك قعدت وتحريت=لك أنتظر مابين همٍّ وحسره
لاوحيت خطوة عابر السوق طليت=من حب قلبي لك ومن قلّ صبره
أشغلتني وأنت بمنامك تهنيت=ما ذقت كيف الود برده وحرّه
لو ربع ما بي صابك اليوم جضيت=وصارت حياتك عقب الأفراح مُرّه
لكن قلبك خاليٍ ما تبلّيت =من الهوى ما شال مثقال ذرّه
ياليت قلبك يعرف الحب ياليت=من شان يِكوى مثل قلبي بجمره
لو قلت مقدر كان أنا عنك عدّيت=لين الفرص تسمح وألاقيك مرّه
ما هوب تاعدني وإلى أقفيت صدّيت=تراك تحرقني بكثر المغرّه
هل بقي شيء في هذا المعنى يمكن أن يقال فيه ؟ لا أظن ..!
والشاعر محمد العبيدالله شاعر وجداني من الطراز الأول , يختار ألفاظا مزلزلة تناسب حشرجة الموت التي يعبر عنها بسبب شدة الوجد التي تجعله بين برزخ الحياة والموت , يقول :
كفى الله فراقك يابعد كل من حبيت= عسى الموت لي قبلك وطيّات الأكفاني
أنا وويش يبقى لي إلى أرخصتني وأقفيت=ولا لي مرا بعيشةٍ كلها أحزانيوله في قصائده إشارات ولفتتات ومفاجآت معبرة عن مرارة الحب وشدة الوجد , يقول :
ياهيه كان إنك ترى الموت مشروع=للي يودك والرجا ما يثيبه
عجّل مماتي درب الأموات متبوع=أريح لقلبي من طويل اتْعذيبه
بالموت راحة خافقٍ منك مليوع=قاسى وعانى واحترق في لهيبه
كانك تبين أنساك وأنسى الهوى طوع . . .!
وهنا ستأتي المفاجأة طبعا , فإذا كان المحبوب يقصد بصدوده التخلص منه , فإنه هنا أعطاه أملا بحل سلمي إن صح التعبير , وإذا كان الأمر كذلك فلا بد أن نفسه تطلعت إلى ثمن هذا النسيان الطوعي غير المنتظر , ليفاجأ بالحقيقة المزلزلة وهي (هيهات .. دوّر غير ذا ينحكي به!) .
وهو يهتم كثيرا بمطالع قصائده , والمطلع هو الباب والعنوان , فإن كان جاذبا جر إلى قراءة القصيدة , والعكس هو الصحيح , فالمطلع عند العبيدالله شكل مهم , لذلك يعتني به معنى ولفظا وأسلوبا , تأملوا هذا المطلع الساحر :
بعيونكم يا أهل العيون الكحيلات=تفنّنوا بجروحنا والله أقوى !
والمطلع الذي مر بنا قبل قليل (كفى الله فراقك) , ويقول في قصيدة أخرى :
ارقد ملا عينك وخل السهر لي=خل السهر لمعذّب القلب وارتاحأما ألفاظه ومفرداته الخاصة وكذلك أساليبه في المطالع والمتن , فمزيج بين القديم والجديد .. فمن القديم مثلا قوله :
ياحمام يصفق بالجناح=بين الأشجار في روض خضر
ما تودي علومي من صباح=لابيض اللون وتْردّ الخبر
فمخاطبة الحمام , ورجاؤها بأ تحمل الرسائل للحبيب , معان وألفاظ وأساليب شعرية كانت مستعملة في الماضي , ومنها قوله :
أنا وجدي وجود اللي مريضٍ بالحشا وجعان=يشوف الموت بعيونه وهو مقفي ورحّالي
على طفل نوى قتلي وسمّ الحال بالهجران=جفاني واعذابي والجفا والصد قتّالي
والتوجد , وشكوى المرض , والتعبير عن المحبوب صغير السن بالطفل , وسم الحال .. إلخ تعبيرات قديمة , وهي في الغالب حسية تعتمد على وصف آثار الحب على الجسد .
أما المعاني والألفاظ والأساليب الجديدة فتعتمد على وصف آثار الحب على الروح , وهذا هو المؤثر في النفس , وهو الذي قدّم العليوي وغيره من المبدعين في التعبير عن آلام الروح ومكنونات النفس . . ومحمد العبيدالله له قصائد خالدة في هذا المجال , مر قبل قليل شيء منها , وأذكر هنا بعض النماذج لها , كقوله :
أدرى عناي وراعي الحب مفضوح=عينه تخونه لو جحد بالكلامي
وقوله :
من غبت عن عيني وحالي على غير=كني مريض يرجي الله نجاته
وقوله :
ليتك رخيص عندنا يوم صدّيت=ليتك مثل غيرك من الناس عادي
أو ليتني في حبكم ما تبليت=يا ليت قلبي باسمكم ما ينادي
ومنها :
أرسيت ودك في ضميري وقفّيت=ليتك قبل تقفي خذيت الودادي !
وله في شؤون الحياة , والتبصر في أحوال الدنيا وتقلباتها حكم باهرة , ساقتها معاني الرثاء , وليس في ديواه الذي بيدي غير قصائد الغزل , لكنني لا زلت أحفظ له بيتين سمعتهما بصوته في شريط أهدانيه عندما كنت في المرحلة الثانوية , في قصيدة رثاء في الشريط أثر بي هذان البيتان , من حيث المعنى الذي أظنه جديدا أولا , ومن حيث الشحنة النفسية الهائلة التي اختزلاها , يقول :
ياللي تدير الفكر والفكر حاير=فكّر بناس حولكم ساكنينا
هم ساكنين رغبة بالمقابر=وإلا المنايا قدمتهم علينا
والسؤال الإرشادي في هذين البيتين التأمل فيه وفي جوابه يجعل البدن يرتعش رعبا , ويرفع إنزيم الخوف من الخطايا والذنوب , ويهز أكتاف الغفلة اللاهية , ويجعل الإنسان يفكر حقا ويخشى من الموت قبل التوبة !
عّرف محمد العبيدالله من خلال الفن الشعبي , ففي وقت مبكر , وربما في منتصف الثمانينيات الهجرية , غنى له سلامة العبدالله (على إسطوانة طبعا) قصيدته الرائعة :
يا هلي حل يومي من عذابٍ طويل=ودّعوني وداع فراق قبل الممات
ثم غنى له عددا من القصائد , أذكر منها :
ويلاه يابو العيون السود=ويلاه وألفين عزالي
خل التغلي وخل الزود=وش غيّر اللي مضى تالي
ثم غنى له الصريخ كثيرا من الأغاني , وكذلك سليمان الهندي , وحمد الطيار , وغيرهم من الفنانين الذين أسهموا بارتقاء سوق الشعر النبطي آنذاك , وجعلوا الشعراء يتنافسون في الإبداع .
صدر لأبي أحمد ديوان بعنوان (رسائل ظامئة) الجزء الأول عام 1414هـ وقد اشتمل على خمس وثلاثين قصيدة , ثم صدر الجزء الثاني منه عام 1417هـ و وقد اشتمل على خمسين قصيدة , وقدّم له الشاعر المعروف الأستاذ / إبراهيم المحمد السبيّل .
له ديوان بعنوان (رسائل ظامئة) , صدر الجزء الأول منه عام 1414هـ , والثاني عام 1417هـ .. ثم صدر الجزء الثالث عام 1427هـ , وهو مجموعة شملت ما نشر في المجموعتين السابقتين , وهو خمس وثمانون قصيدة , إضافة إلى مائة قصيدة وقصيدة جديدة , والمجموع مائة وست وثمانون قصيدة .
ولد في عنيزة سنة 1369هـ , وبها نشأ وترعرع , أمضى حياته الوظيفية في المجال الصحي , وانتهى به مشوار العمل في مجمع الخدمات الصحية بعنيزة حيث تقاعد مبكرا .. له من الأولاد ستة , أربع بنات وولدان .
محمد العبيدالله من شعراء عنيزة المقدمين , عرفناه وعرفه الناس في الغزل , لكن له قصائد مختلفة في الحياة والناس وهو ما تطلق عليه العامة (الفَكر) أي التفكر , وله شعر في الرثاء , ومختلف الأغراض الشعرية .. لكنه يبقى أولا وأخيرا شاعر غزل .
قال مقدم ديوانه عن شخصيته ( منذ كان تلميذا في المرحلة الابتدائية كنت ألمس فيه نباهته وحسه المرهف , وكنت ألاحظ اللمسات الفنية في تعبيره بالكلمة , وبالرسم أبان ذلك .. كما كنت بعد ذلك أتبع ما ينشره في الصحف من قصائد كانت تُنبىء عن ميلاد شاعر ستكون له مكانته في هذا الميدان ) , وقال عن شعره ( فيه لمحات من الشعر الشعبي الأصيل , تدل دلالة واضحة على اتصاله بشعر الآباء والأجداد , كما أن الديوان اقتصر على غرض واحد من أغراض الشعر هو الغزل , ولكنه الغزل العفيف البعيد عن التشبيب بالمرأة ووصف محاسنها , والتغني بجمالها , فهو يقتصر على بث الشكوى والتعبير عن ألم الحرمان والصدود . وإنه وإن كان هذا هو العامل المشترك في كثير من قصائده إلا أن التعبير عنه جاء بأساليب متنوعة , استخدم فيها ألفاظا وأكارا لا تخلو من الجدة مع المحافظة على الجانب التقليدي فيما يتعلق بالوزن والقافية ) .
أبوأحمد (أبوعزيّز سابقا) شاعر ذو حساسية مفرطة تجاه الجمال , يتأثر فيه بسرعة ويعبر عن تأثره شعرا , غزله يُصنّف ضمن إطار الجزل اللفظ , الناعم المعنى , له أسلوب خاص في التعبير , حتى إنك لتكاد تجزم أن القصيدة عندما تسمعها لأول مرة وأنت لا تعرف قائلها .. أنها لمحمد العبيدالله .
وهو في المعاني عميق مستقصٍ , لا يكاد يترك في المعنى الذي يطرقه زاوية أو اتجاها وبلغة العامة ( يعرمش المعنى عرمشة) . قال ذات حيرة وترقب في قصيدة عنوانها (الوعد) :
كم انتظرتك موجب الوعد ماجيت=تاعد وتخلف والمغرة مضره
ياما على شانك قعدت وتحريت=لك أنتظر مابين همٍّ وحسره
لاوحيت خطوة عابر السوق طليت=من حب قلبي لك ومن قلّ صبره
أشغلتني وأنت بمنامك تهنيت=ما ذقت كيف الود برده وحرّه
لو ربع ما بي صابك اليوم جضيت=وصارت حياتك عقب الأفراح مُرّه
لكن قلبك خاليٍ ما تبلّيت =من الهوى ما شال مثقال ذرّه
ياليت قلبك يعرف الحب ياليت=من شان يِكوى مثل قلبي بجمره
لو قلت مقدر كان أنا عنك عدّيت=لين الفرص تسمح وألاقيك مرّه
ما هوب تاعدني وإلى أقفيت صدّيت=تراك تحرقني بكثر المغرّه
هل بقي شيء في هذا المعنى يمكن أن يقال فيه ؟ لا أظن ..!
والشاعر محمد العبيدالله شاعر وجداني من الطراز الأول , يختار ألفاظا مزلزلة تناسب حشرجة الموت التي يعبر عنها بسبب شدة الوجد التي تجعله بين برزخ الحياة والموت , يقول :
كفى الله فراقك يابعد كل من حبيت= عسى الموت لي قبلك وطيّات الأكفاني
أنا وويش يبقى لي إلى أرخصتني وأقفيت=ولا لي مرا بعيشةٍ كلها أحزانيوله في قصائده إشارات ولفتتات ومفاجآت معبرة عن مرارة الحب وشدة الوجد , يقول :
ياهيه كان إنك ترى الموت مشروع=للي يودك والرجا ما يثيبه
عجّل مماتي درب الأموات متبوع=أريح لقلبي من طويل اتْعذيبه
بالموت راحة خافقٍ منك مليوع=قاسى وعانى واحترق في لهيبه
كانك تبين أنساك وأنسى الهوى طوع . . .!
وهنا ستأتي المفاجأة طبعا , فإذا كان المحبوب يقصد بصدوده التخلص منه , فإنه هنا أعطاه أملا بحل سلمي إن صح التعبير , وإذا كان الأمر كذلك فلا بد أن نفسه تطلعت إلى ثمن هذا النسيان الطوعي غير المنتظر , ليفاجأ بالحقيقة المزلزلة وهي (هيهات .. دوّر غير ذا ينحكي به!) .
وهو يهتم كثيرا بمطالع قصائده , والمطلع هو الباب والعنوان , فإن كان جاذبا جر إلى قراءة القصيدة , والعكس هو الصحيح , فالمطلع عند العبيدالله شكل مهم , لذلك يعتني به معنى ولفظا وأسلوبا , تأملوا هذا المطلع الساحر :
بعيونكم يا أهل العيون الكحيلات=تفنّنوا بجروحنا والله أقوى !
والمطلع الذي مر بنا قبل قليل (كفى الله فراقك) , ويقول في قصيدة أخرى :
ارقد ملا عينك وخل السهر لي=خل السهر لمعذّب القلب وارتاحأما ألفاظه ومفرداته الخاصة وكذلك أساليبه في المطالع والمتن , فمزيج بين القديم والجديد .. فمن القديم مثلا قوله :
ياحمام يصفق بالجناح=بين الأشجار في روض خضر
ما تودي علومي من صباح=لابيض اللون وتْردّ الخبر
فمخاطبة الحمام , ورجاؤها بأ تحمل الرسائل للحبيب , معان وألفاظ وأساليب شعرية كانت مستعملة في الماضي , ومنها قوله :
أنا وجدي وجود اللي مريضٍ بالحشا وجعان=يشوف الموت بعيونه وهو مقفي ورحّالي
على طفل نوى قتلي وسمّ الحال بالهجران=جفاني واعذابي والجفا والصد قتّالي
والتوجد , وشكوى المرض , والتعبير عن المحبوب صغير السن بالطفل , وسم الحال .. إلخ تعبيرات قديمة , وهي في الغالب حسية تعتمد على وصف آثار الحب على الجسد .
أما المعاني والألفاظ والأساليب الجديدة فتعتمد على وصف آثار الحب على الروح , وهذا هو المؤثر في النفس , وهو الذي قدّم العليوي وغيره من المبدعين في التعبير عن آلام الروح ومكنونات النفس . . ومحمد العبيدالله له قصائد خالدة في هذا المجال , مر قبل قليل شيء منها , وأذكر هنا بعض النماذج لها , كقوله :
أدرى عناي وراعي الحب مفضوح=عينه تخونه لو جحد بالكلامي
وقوله :
من غبت عن عيني وحالي على غير=كني مريض يرجي الله نجاته
وقوله :
ليتك رخيص عندنا يوم صدّيت=ليتك مثل غيرك من الناس عادي
أو ليتني في حبكم ما تبليت=يا ليت قلبي باسمكم ما ينادي
ومنها :
أرسيت ودك في ضميري وقفّيت=ليتك قبل تقفي خذيت الودادي !
وله في شؤون الحياة , والتبصر في أحوال الدنيا وتقلباتها حكم باهرة , ساقتها معاني الرثاء , وليس في ديواه الذي بيدي غير قصائد الغزل , لكنني لا زلت أحفظ له بيتين سمعتهما بصوته في شريط أهدانيه عندما كنت في المرحلة الثانوية , في قصيدة رثاء في الشريط أثر بي هذان البيتان , من حيث المعنى الذي أظنه جديدا أولا , ومن حيث الشحنة النفسية الهائلة التي اختزلاها , يقول :
ياللي تدير الفكر والفكر حاير=فكّر بناس حولكم ساكنينا
هم ساكنين رغبة بالمقابر=وإلا المنايا قدمتهم علينا
والسؤال الإرشادي في هذين البيتين التأمل فيه وفي جوابه يجعل البدن يرتعش رعبا , ويرفع إنزيم الخوف من الخطايا والذنوب , ويهز أكتاف الغفلة اللاهية , ويجعل الإنسان يفكر حقا ويخشى من الموت قبل التوبة !
عّرف محمد العبيدالله من خلال الفن الشعبي , ففي وقت مبكر , وربما في منتصف الثمانينيات الهجرية , غنى له سلامة العبدالله (على إسطوانة طبعا) قصيدته الرائعة :
يا هلي حل يومي من عذابٍ طويل=ودّعوني وداع فراق قبل الممات
ثم غنى له عددا من القصائد , أذكر منها :
ويلاه يابو العيون السود=ويلاه وألفين عزالي
خل التغلي وخل الزود=وش غيّر اللي مضى تالي
ثم غنى له الصريخ كثيرا من الأغاني , وكذلك سليمان الهندي , وحمد الطيار , وغيرهم من الفنانين الذين أسهموا بارتقاء سوق الشعر النبطي آنذاك , وجعلوا الشعراء يتنافسون في الإبداع .
صدر لأبي أحمد ديوان بعنوان (رسائل ظامئة) الجزء الأول عام 1414هـ وقد اشتمل على خمس وثلاثين قصيدة , ثم صدر الجزء الثاني منه عام 1417هـ و وقد اشتمل على خمسين قصيدة , وقدّم له الشاعر المعروف الأستاذ / إبراهيم المحمد السبيّل .
له ديوان بعنوان (رسائل ظامئة) , صدر الجزء الأول منه عام 1414هـ , والثاني عام 1417هـ .. ثم صدر الجزء الثالث عام 1427هـ , وهو مجموعة شملت ما نشر في المجموعتين السابقتين , وهو خمس وثمانون قصيدة , إضافة إلى مائة قصيدة وقصيدة جديدة , والمجموع مائة وست وثمانون قصيدة .