المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عنيزة الفيحاء / إبراهيم الدامغ


روح التميمي
2007, 07:50 PM
عنيزة الفيحاء

نـَشـَرَ الدُّكـْـتـُورُ عبدالله العثيمين قـَصـِيْـدَة ً بـِعـُـنـْوَانِ (العـــَـوْدَة) يـَتـَعـَشـَّّـقُ فـِيـْهــَا
بـَقـَـاءَ الآثــَارِ فـِي مـَدِيـْـنـَةِ عـُنـَيْزَة عـَلـَى مـَاكـَانـَتْ عـَلـَيْـهِ مِنْ قـَبـْـلُ ، مِـنْ بـُيــُوتِ الطـّـِيْنِ
وَالأَزِقــَّـةِ الضـَّيــّـِـقـَةِ ، فـَكـَانـَتْ هَـذِهِ القـَصـِيـْـدَة ُ مـُعـَارَضـَة ً لـَهُ وَأَنَّ الجـَدِيـْـدَ
لابـُدَّ أَنْ يـَكـُونَ مـَعَ بـَقــَـاءِ القــَدِيــْمِ ،
وقـَدْ نـُشـِرَتْ هَـذِهِ القــَصـِيْـدَة ُفـِي دِيْــوَانِ
(شـَرَارَة الثــَّأْرِ:ص25)..



ماذا على الشعر إن أغفى وإن ذهبـا=مـا دام ينصـح بـالآلام مختضبـا؟

مـاذا عليـه وقـد جفـت منابـعـه=وبـات باليـأس والإمحـال ملتهبـا؟

أللهوى أم الساري الطيـف نضرمـه=أم لليالي التي راشـت لنـا النوبـا؟

كـلا ومـا سـر كـلا فـي متاهتنـا=إلا الفنـاء أراد الحـب أم غضـبـا

يا باعث الجرح من أعمـاق رقدتـه=هلا رسمت علـى أسـراره النصبـا؟

وقمت تطـوي علـى جثمانـه كفنـا=مـن بعـده ينفـض الآلام والتعـبـا

ما ضر لو سار خلف النعش موكبنـا=وحالـم الأنـس فينـا قـام منتحبـا؟

فما لتابوتنـا المسلـول مـن صلـف=إلا وفي قائميـه السـوس قـد لعبـا

فاستبق مافي خيال الدهر من طُـرف=مطلولة واحمـل الكبريـت والحطبـا

وامدد الى بسمـة التاريـخ كـل يـد=وانس الهوى في ركام الطين حيث خبا

ما للصبا وهـو غـض رافـة نغـم=حلو و في مقلتيه الحـب قـد نضبـا

يطوي على الفقر والإملاق شرعتـه=ويزرع اليأس فـي الآفـاق مغتربـا

كأنـه خطـت الأوهــام سيـرتـه=يستبطن الحزن والإفـلاس والسغبـا

ما سام في الليالـي السـود سائمـة=إلا تشـرب مـن أخلافهـا النصبـا

وما أسـدر لخطـب ضرعهـا نكـدا=إلا ودرت لـه الإعــدام والحـربـا

يـا ويـل أوغـذت لليـأس فلذتهـا=فبـات بالويـل والتشريـد منتقـبـا

يطوي علـى الـذل أشـلاء ممزقـة=ويخنـق الذكـر فـي إدلاجـه رهبـا

فامدد إليـه يـد الإلهـام فـي أمـم=واردد إليه مـن الآمـال مـا سلبـا

كذلك النجـم للسـاري يلـوح هـدى=وأنـت نجـم لسـارٍ بـات مكتئـبـا

فمـا العـزاء لركـب أنـت ملهمـه=إذا استكان لعسف الدهـر أو حجبـا؟

ياموغلا في ظـلام الأمـس تمسحـه=بأفقـك الرحـب منسوبـا ومنتسبـا

هلا انطلقت بذكـراك التـي عبـرت=إلى المجاهل تبنـي مهدهـا الخربـا؟

مـا بيـن رس مـن الآمـال ترقبـه=وحالق من غـرار العـز قـد صلبـا

أفديـك بالنفـس لا ترجـع بذاكـرة=فالذكريـات تثيـر الشـك والريـبـا

إني على العهـد لـم أبخـل بقافيـةٍ=مهما انطوى السفر لـلآلاف أو قلبـا

فموكـب المجـد مـا زلنـا نسايـره=ورب يـوم يقيـم الصـرح منتصبـا

نجني به من جنـى الآمـال كـل يـد=للمنجديـن ونبنـي فيـه مـا صعبـا

فمـا الدعـاء لأرض النـور مغفـرة=ولا البكـاء عليهـا يفتـن الذهـبـا

لو كان للشعر فـي (فيحائنـا) سبـب=تزهـو بـه لابتدرنـا ذلـك السببـا

أو كان للنـدب فيهـا موكـب غـرد=لكـان منـا إليهـا النـدب محتسبـا

فارفق بنا فـي متـاه اللـوم إن لنـا=عذراً وأنت الذي تستكشـف الحجبـا

خذ من سنا العز مـا يحلـو لرائـده =وانس الهوى في غبار الجهل معتصبا

فموكب النور فـي أرضـي طلائعـه=تستبدل الأمس باليـوم الـذي قربـا

يوم لـه فـي رؤى التاريـخ بـادرة=مشبوبة الذكر تحمي الحـظ والأربـا

تطالـع المجـد فـي إبـان ثورتـه=وترسـم الخلـد فـي إدلالـه طربـا

فهذه مـن سنـا بـرق العـلا شعـل=تستهدف الطين والأنقـاض والقببـا

وتبعث الفن فـي تشييـد مارسمـت=أيدي البناة الذين استأصلـوا العتبـا

ياموسـع الفـن والعمـران موجـدة=لاتقطع الرأس كـي تستنبـت الذنبـا

فما ادكار القديم السمج فـي وطنـي=(عنيـزة) اليـوم إلا عبـرة ونـبـا

فاستبق فـي موكـب الآثـار نـادرة=من غابر الدهر واطلب بعدها الشهبـا

فالنور لا يفقـد الديجـور فـي فلـك=يستمريء الصعب أو يستعذب الطلبـا

سيمسح الغيمـة السـوداء باسطهـا=وينشـر الفـن والإبـداع والعجـبـا

فما بلادي التـي فـي الغيـم سدتهـا=إلا الجديد الـذي لا يعـرف العطبـا

لهـا مـن الموفـد البانـي ملامسـة=يخضر منهـا فجـاج عامـر وربـى

تميس فـي حيلهـا الميـاس حالمـة=وتسبق الفجـر فـي آمالهـا صببـا

لهـا علـى صفحـة التاريـخ واردة=من الفضائل زانـت باِسمهـا الكتبـا

أيـام كانـت صبـا نجـد تروقـهـا=بالمكرمات وكـان الحـظ قـد غلبـا

تعنو إليهـا مـن الآفـاق كـل يـد=للطيبـات ويزهـو سوقهـا حسـبـا

كأنـهـا للمغـانـي درة شـرقــت=بنورها الأرض زهـواً فاتنـا وصبـا

لكـل أفـق عليهـا مـورد عـطـرٌ =يستقبـل الخيـر والإدرار والنشـبـا

فمـا لبغـداد أو للشـام فـي وطنـي=من صائب الخيـر إلا بعـض ماندبـا

وما لساحات عمـرٍو وهـي عامـرة=بالخير في مصر إلا ما اجتبـى وجبـا

فسوقها المورد الصافـي لكـل نـدى=وساحها من نمير العـز قـد شربـا

وأهلها المنجـدون استلهمـوا سننـا=للعالميـن بحبـل الله قـد عصـبـا

لهم علـى كـل نجـم سابـح فلـك=في طرتيه رهـان المجـد قـد كتبـا

يبنون في كـل بيـت عـز قاصـده=ويستجيبـون للـداعـي إذا طلـبـا

أَسْدٌ كما تعشق (الفيحـاء) دوحتهـم=وسـادة يحكمـون العلـم والأدبــا

لا الجهل يطمس عن ماضي فضائلهم=عين الرضى أو يقول الحق ما ذهبـا

فأمسهم بالهـدى والفضـل معتصـم=ويومهم للغـد الزاهـي قـد انتسبـا

يستلهمون مـن الماضـي عزائمهـم=ويضرمـون مـن المستقبـل اللهبـا

لا يعثـرون وفـي أردانهـم شـمـم=هامـت (عنيـزة) فيـه عـزة وإبـا





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ