متابع
2008, 05:21 AM
في موكب الدمع
إلى أستاذي الراحل صالح الناصر الصالح
شعر: عبد الله الحمد السناني
حنانيك أستاذي فما أنا ناكر =جميلك إني فيك كالمغرم الصب
تعاهدتني في الزهر كما مغلفا =وفتحته بالسقي من نبعك العذب
تفتحت في أحضان كفك زهرة =تضوع أريجا عن شمائلك الحدب
فلولاك ما اهتزت غصون وأثمرت =وكنا بوحل الجهل من عفن الترب
بعثت إلينا في يديك رسالة =كما خفقت بالخصب أجنحة السحب
ومن قبل مسراك النفوس جديبة =فآليت لا تبقي على علة الجدب
أزف اعترافاً عاجزاً عن شكوره =ملحا بأن تجزيك تكرمة الرب
وهل نحن إلا بعض ما أنت منتج =كنهر صغير في محيطك منصب
وكنا نجيمات تهيم بأطلس =بك انجذبت للشمس أو كوكب القطب
فمنك استمدت ضوءها ومدارها =ترف على قطبيك سربا إلى سرب
وأولعت بالأرواح تتقن صقلها =فأنبت أسرار القداسة في اللب
فكم فسحة مرت علينا طويلة =نكابدها بالانتظار مع الصحب
وكم حصة مرت علينا قصيرة =قبسنا بها من طور سيناء عن قرب
سلونا بها الألعاب وهي حبيبة =وجعنا فلم نشعر بأكل ولا شرب
نفذت إلى أرواحنا من دروسنا =فأغريتنا بالعلم كالطير بالحب
إذا آذنت صفارة بانصرافنا =ذهبنا نمني النفس في لدة الأدب
فما نحن إلا داجن في حظيرة =تعاهدته من معطياتك بالنخب
سنرثيك في بعض الذي أنت ملهم =مبللة بالدمع للرائد الطب
وأول من كان (الأكاديم) نهجه =رعى دوحة التعليم بالسقي والهذب
تكرمك الأيام في ذكرياتها =فتنشد من أثارك الغر ما يصبي
ومن كان يدري عن أياديك بيننا =رأى قدرك الأسمى على شكرنا يربي
نزعت من الميدان بعد تمامه =حميداً فلم تبخل بجهد ولا إرب
كأنك أودعت الزمان وثيقة =معطرة الأسطار عن مجدها تنبي
ستبقى تراعي والحياة كفيلة =عزيك مخضل الخمائل والعشب
وما أنا إلا عن مريديك ناطق =وحسبي إذا ترجمت بينكما حسبي
وفي ذمتي دين أريد قضاءه =ولست اوفي لو قضيت به نحبي
يناجيك من طرزت في نفسه الصبا =وألزمته العرفان كالترب بالترب
وما شب عمرو عن قلادة طوقه =مدى العمر حتى في الشبية والشيب
تباركت إنسانا يفيض مهارة =وفي فمه ما في اليراعة والقلب
تأبيت ازيان الظهور فمزقت =أشعتك الحمراء داكنة الحجب
وعشت كما يرضى ضميرك قانعا =فما كنت منه في سلام ولا حرب
وما سلت شوقا إذ تغزل منصب =وغازله العشاق بالكيد والنصب
كأنك أديت الحقوق أداءها =بلا ضجة واخترت عافية السرب
ولو شئت وأتاك الذي أنت أهله =وحققت أحلام الغيابة والجب
بذا قضت الأخلاق في أمنائها=فلم يستفيدوا للمحامد والثلب
فمن كان جنديا يكرم نصبه =
هكذا نشرت في المجلة الثقافية - صحيفة الجزيرة
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/03052004/therd2.htm
إلى أستاذي الراحل صالح الناصر الصالح
شعر: عبد الله الحمد السناني
حنانيك أستاذي فما أنا ناكر =جميلك إني فيك كالمغرم الصب
تعاهدتني في الزهر كما مغلفا =وفتحته بالسقي من نبعك العذب
تفتحت في أحضان كفك زهرة =تضوع أريجا عن شمائلك الحدب
فلولاك ما اهتزت غصون وأثمرت =وكنا بوحل الجهل من عفن الترب
بعثت إلينا في يديك رسالة =كما خفقت بالخصب أجنحة السحب
ومن قبل مسراك النفوس جديبة =فآليت لا تبقي على علة الجدب
أزف اعترافاً عاجزاً عن شكوره =ملحا بأن تجزيك تكرمة الرب
وهل نحن إلا بعض ما أنت منتج =كنهر صغير في محيطك منصب
وكنا نجيمات تهيم بأطلس =بك انجذبت للشمس أو كوكب القطب
فمنك استمدت ضوءها ومدارها =ترف على قطبيك سربا إلى سرب
وأولعت بالأرواح تتقن صقلها =فأنبت أسرار القداسة في اللب
فكم فسحة مرت علينا طويلة =نكابدها بالانتظار مع الصحب
وكم حصة مرت علينا قصيرة =قبسنا بها من طور سيناء عن قرب
سلونا بها الألعاب وهي حبيبة =وجعنا فلم نشعر بأكل ولا شرب
نفذت إلى أرواحنا من دروسنا =فأغريتنا بالعلم كالطير بالحب
إذا آذنت صفارة بانصرافنا =ذهبنا نمني النفس في لدة الأدب
فما نحن إلا داجن في حظيرة =تعاهدته من معطياتك بالنخب
سنرثيك في بعض الذي أنت ملهم =مبللة بالدمع للرائد الطب
وأول من كان (الأكاديم) نهجه =رعى دوحة التعليم بالسقي والهذب
تكرمك الأيام في ذكرياتها =فتنشد من أثارك الغر ما يصبي
ومن كان يدري عن أياديك بيننا =رأى قدرك الأسمى على شكرنا يربي
نزعت من الميدان بعد تمامه =حميداً فلم تبخل بجهد ولا إرب
كأنك أودعت الزمان وثيقة =معطرة الأسطار عن مجدها تنبي
ستبقى تراعي والحياة كفيلة =عزيك مخضل الخمائل والعشب
وما أنا إلا عن مريديك ناطق =وحسبي إذا ترجمت بينكما حسبي
وفي ذمتي دين أريد قضاءه =ولست اوفي لو قضيت به نحبي
يناجيك من طرزت في نفسه الصبا =وألزمته العرفان كالترب بالترب
وما شب عمرو عن قلادة طوقه =مدى العمر حتى في الشبية والشيب
تباركت إنسانا يفيض مهارة =وفي فمه ما في اليراعة والقلب
تأبيت ازيان الظهور فمزقت =أشعتك الحمراء داكنة الحجب
وعشت كما يرضى ضميرك قانعا =فما كنت منه في سلام ولا حرب
وما سلت شوقا إذ تغزل منصب =وغازله العشاق بالكيد والنصب
كأنك أديت الحقوق أداءها =بلا ضجة واخترت عافية السرب
ولو شئت وأتاك الذي أنت أهله =وحققت أحلام الغيابة والجب
بذا قضت الأخلاق في أمنائها=فلم يستفيدوا للمحامد والثلب
فمن كان جنديا يكرم نصبه =
هكذا نشرت في المجلة الثقافية - صحيفة الجزيرة
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/03052004/therd2.htm