المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مليك على من كان أهيف أغيدا


روح التميمي
2010, 08:54 AM
موجهة إلى الصديق الأستاذ حمد العبدالله العقيل:


أبا حاتم إن الكريم تؤمّه=جيوش من الطلاب للعلم والجدا

وأنت الكريم الفذ يُرجى نواله=وجئتك أرجو النصح لا أطلب الندى

أتيتك مهموما حزينا مروّعا=أعيش بقلب نصفُه غاله الردى

أساهر ليلى والهموم جليستي=أقلب طرفا في السماء مُرَمّدا

وأنظر في غير اتجاه كأنني=وقد زاغت العينان مَيْتٌ تمدّدا

يخاطبني من كان قربي فأنثني=كأنيَ لم أُبصر ولم أسمع النِّدا

ففكريَ مُنْشلٌّ وعقليَ مُغلقٌ=وروحي كأن الحزن ألقاها من (شدا)

طَويتُ على ضلع هزيل مقرّحٍ=جراحا يصيح الشوق فيها بلا صدى

طُعِنْتُ برمح العنف والشك غافلا=فيا لك من رمح قتلتَ مسدّدا

ويا له من حب تهدم صرحه=ويا له من ظلمٍ أمات وشرّدا

أفكِّرُ في صبحي وظهري وليلتي=أفتّش للأخبار عن ظل مُبتدا

وأبحث عن عذر يزيل غشاوتي=ويقضي على شك بقلبي ترددا

فلا شيءَ غيرُ الآل يبدو لناظري=ولا شيءَ غيرُ الهمِّ بات مجدَّدا

وأَقتَلُ شيءٍ للكريم إهانةٌ=وسخريةٌ بالقول خالفها الهُدى

ولومٌ وتقريعٌ على حين غفلة=ومثلي أبيٌّ لا يبيت مهدّدا

(فلاعبرت بي ساعة لا تعزُّني=ولا صحبتني مهجةٌ تقبل) الفدا

أبا حاتم إني قُتِلت وأهرقت=دمائي على نطع الهوان تعمُّدا

فخذ لي بثأري من حبيب أماتني=وخنجرَه في القلب أمضى وأغمدا

ترقب له عند المغيب وسُحرةً=تجده على حد الغدير مفرّدا

له لفتة فيها الجمال ممثّلا=وخدّ كخد الورد حين توردا

وعين تذيب القلب روحا ومنظرا=ومنها يؤوب الشوق مُغرىً مصفدا

وشَعْرٌ كليل المُظلمات مُسرّحًا =فياله من شعر كثيف وأسودا!

وجيدٌ كلون الروب أبيضُ ناصعٌ=وساقٌ يسوق المهلكات مجرَّدا

وقَدٌّ .. كَلِين الخيزران وإن بدا=لمحفل شركٍ خرّت القومُ سجّدا

وصوتٌ كهمس الريح يحيى به الهوى=مَليكٌ على من كان أهيفَ أغيدا

وضحكتُه تسبي العقولَ بسحرها=ومشيتُه فيها تثنٍّ إذا غدا

وكن حَذِرًا للريم فهو مُدجَّجٌ=بكل سلاح يترك الجَلْد مُقْعَدا




وهذا رد ابي حاتم:



بُحُوْرٌ مِنَ اْلْبِلَّوْرِ ضَاْءَتْ لَهَاْ سَنَاْ=عَلَىْ كَوْكَبِ اْلْدُّرِّ اْلْمُضَمَّخِ بِاْلنَّدَىْ

تَعِيْشُ بِهَاْ اْلْحِيْتَاْنُ وَاْلْسُّفْنُ فَوْقَهَاْ=تُسَبِّحُ تَسْبِيْحَاً لِرَبِّيْ لَهُ صَدَىْ

وَتَسْبَحُ أَطْيَاْرُ اْلْفَضَاْءِ وَقَدْ عَلَتْ=إِلَىْ اْلْسُّحْبِ بِاْلأَلْوَاْنِ أَبْيَضَ أَسْوَدَاْ

وَتَحْمِلُ أَخْبَاْرِيْ وَكُلُّ مَقَاْصِدِيْ=عَلَىْ ظَهْرِ خَيْلٍ لِلْمَحَبَّةِ أَجْرَدَاْ

وَأَسْعَدُ فِيْ لُقْيَاْ اْلْصَّدِيْقِ وَشِعْرِهِ=فَأَبْدُوْاْ بِحَاْلٍ كَاْلْمُتَيَّمِ إِنْ بَدَاْ
أ ( رُوْحٌ ) أَتَيْتَ اْلْيَوْمَ تَشْكِيْ ظَلِيْمَةً=مِنَ اْلْحُبِّ أَوْ مِنْ مَاْ تَضِيْقُ بِهْ يَدَاْ
أَتَشْكُوْ إِلَىْ مِثْلِيْ وَمِثْلِيْ مُتَيَّمٌ=يَذُوْقُ مِنَ اْلْوَيْلاَتِ مَاْ كَاْنَ اَبْعَدَاْ
وَصَفْتَ فَرَقَّ اْلْقَلْبُِ مِن هَوْلِ مُشْكِلٍ=لعلي بِهَذَاْ اْلْخَطْبِ أبْعِدُ كُلَّ دَاْ

فَيَاْ شَاْكِيَاً تُبْدِيْ إِلىََّ تُحِيْلُ لِيْ=لَوَاْعِجَ حُبٍّ بِاْلْجِرَاْحَاْتِ قُدَّدََاْ

فَمَهْلاً تَمَهَّلْ عَلَّ أَلْقَىْ وَسِيْلَةً =تُخَلِّصُ عَيْنَاً أَرْمَدَتْ أَنْ تَرَمَّدَاْ

إِذَاْ كُنْتَ فِيْ مَاْ قَدْ مَضَىْ فِيْ تَحَيُّرٍ=اْلْحُبِّ وَاْلْوَيْلاْتُ صَاْرَ لَهَاْ مَدَىْ

وَتَأْنَفُ يَاْ صَاْحِيْ مِنَ اْلْلَّوْمِ سَاْعَةً =وَتَأْبَىْ عَلَىْ اْلْقَوْلِ اْلْمُجَرِّحِ إِنْ بَدَاْ

فَأَنْتَ كَرِيْمُ اْلْنَّفْسِ وَاْلأَمْرُ وَاْقِعٌ =عَلَىْ كُلِّ مَنْ يَأْبَىْ اْلأَذِيَّةَ وَاْلْرَّدَىْ

فَهَذَاْ لَعْمْرِيْ حَاْلُ كُلِّ مُعَزَّزٍ =وَلَمْ يَعْتَدِ اْلْذُّلَ اْلْمُسَيْطِرَ (سَيِّدَاْ)

وَإِنّيْ وَأِنْ كُنْتُ اْلأَسِيْرَ لِحُبِّهِ=لأصبر صَبْراً أُبْدِ فِيْهِ تَجَلُّدَاْ

وَأُظْهِرُ أَنِّيْ لَسْتُ بِاْلْجُرْحِ آبِهاً=وَأَنِّيْ رَفِيْعُ اْلْقَدْرِ َلا أُظْهِرُ اْلْجِدَاْ

وَأَرْقُبُ حَتَّىْ يَعْرِفُ اْلْخِلَّ قِيْمَتِيْ=فَحِيْنَئِذٍ أَجْنِيْ ثِمَاْرِيْ بِهَاْ نَدَىْ

وَأَمَّاْ طُعُوْنُ اْلْحُبِّ فَاْلْصَّبْرُ دُوْنَهَاْ =وَأَكْظُمُ آلاْمِيْ وَأُصْخِيْ إِلَىْ اْلْحِدَاْ

لأَنِّيْ إِذَاْ مَاْ كُنْتُ بِاْلْحُبِّ شَاْكِيَاً=أرى أَنَّ خِلِّي قَدْ يَزِيْدُ تَشَدُّدَاْ

فَصَبْرَاً أَخِيْ مِنْ ضَاْئِمِ اْلْدَّهْرِ إِنَّمَاْ =مِنَ اْلْصَّبْرِ تَجْنِيْ ..وَالْنِّكَاْيِةُ لِلْعِدَاْ

سَتَهْنَأُ يَاْ صَاْحِيْ إِذَاْ كُنْتَ غَاْفِلاً=عَنِ اْلْقَوْلِ أَعْطَىْ لِلْعَذَاْبَاْتِ مَوْعِدَا

وَتُصْبِحُ مَرْغُوْبَاً إِذَاْ لَمْ تَمِلْ لَهُ=كَثِيْرَاً ، وَإِنْ تُبْعِدْ يُنَاْدِيْكَ بِاْلْنِّدَاْ

وَتُمْسِىْ قَرِيْرَ اْلْعّيْنِ وَاْلْخِلُّ يَشْتَكِيْ=إِلَىْ مَنْ يُوَاْسِيْهِ وَيُصْبِحُ مُجْهَدَاْ

يَذُوْقُ كَمَاْ قَدْ ذُقْتَ مِنْ شِدِّ لَوْعَةٍ =وَيَشْكُوْ كَمَاْ قَدْ كُنْتَ تَشْكُوْ مُفَنَّدَاْ

فَعِشْ سَاْلِمَاً مِنْ كُلِّ هَمٍِّ وَلاْ تَهِنْ=فَإِنَّ هَوَاْنَ اْلْنَّفْسِ قَدْ يَجْلِبُ اْلْرَّدَىْ

تَجَلَّدْ وَلاْ تًظْهِرْ إِلَىْ اْلْنَّْاْسِ شَكْوَةً=فَمَاْ فِيْ ْاْلشَّكَاْيَاْ مَاْ يُفِيْدُ عَلَىْ اْلْمَدَىْ




حمد بن عبدالله العقيل

4/10/1431هـ