تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلـهِيَ ما أقْسَــــى الـــفــــراقَ و أعْـــظَــما


وضاح
2013, 11:52 PM
مرثية الأستاذ الشاعر/ عبدالرحمن المنير النفيعي , بابنه ( خالد) تغمده الله بواسع رحمته .
---------------

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى روح الابن خالد رحمه الله

إلـهِيَ ما أقْسَــــى الـــفــــراقَ و أعْـــظَــما
على قـــلْبِ مَــــفْؤُودٍ جـــرَى دمْعُهُ دَمَـــا
يُــخَـــضِّبُ ما تهْــــوَى المنونُ خِـــضــابَـهُ
ويـــوقِــــدُهُ في مُقْــــلةِ الـــوَرْدِ مَــــأْتَــــمـــــا
و للحــدثَانِ الــــفظِّ دَيْنٌ ولـــم أكُــــنْ
سِــــــوَى مُدْرَكٍ في عَــيْــنِهِ الليلُ خَيَّمـا
لَوَى البينُ أعناقَ الأماني و أُخْضِعَـتْ
لـــه أَنْفُـــسٌ لــــم تَلْقَ للصــــبرِ سُلَّــمــــا
ولـــــو أنّ لـــي من قُوّةِ الصـــبر وَمْضَــةً
لَــجُزْتُ بــهــا دَرْبًا من الحزْنِ مُظْلِمـــا
قـــــضــــاءٌ تَوَخَّــــى حَبّةَ الــقــلبِ بَغْــتَــةً
ولا شـــــيءَ غــــير اللهِ يَقْـــضِي مُحَتَّما
وكم كنتُ أرْجـــو أنْ يَطُــولَ مقامُهُ
ومـــــا هـــــو إلاَّ لـــحظـــةٌ ثــــم يَمَّـــــمَــــــا
إلى حيثُ لا يَقْوَى على الصبرِ والـــدٌ
تــــَجَـــشَّـــمَ في إســـعـــادهِ مـــــا تـــجَشَّمـا
بَـنـيْـتُ لــه بـــين الـجـــــوانحِ بَــــعْـــــــدَما
تَـــعَهَّدْتُـــــهُ بالرِيّ مُـــذْ كــان بُرْعُــمـــا
لِيَــــــقْـــــوَى بـــــه عــزْمي إذا لانَ جـــانبٌ
و ألــــقاه ذُخْـــــــرا لا يُضــــامُ لــه حِمَــى
فـــــلمّــــا استـــــقرَّتْ للشــــدائدِ رِجْـــلُـــهُ
تَخَيّرَهُ الــــرحــــــمنُ فــــيمن تَــــقَـــدَّمـــا
و ما الـعُــمْــرُ إلاّ دَفْــنُ بعْـضٍ بِـبَـعْضِـهِ
و حـبْــلٌ بأيـدي الظـاعنين تَــصَــرّمــــا
ومــن كـــــــان لا يعْــــنيــــه قُـــــرْبٌ لميِّتٍ
رأى المـــوتَ ســــهلا والتفـــرُّجَ مَــــغْنَـــما
إلى الــفــوز يا من أوْرَثَ الـنـاسَ حُــبّــه
وســــــــارَتْ به أيْــــدي الـــكــرامِ تَكَرُّمـــــــا
أقــــامَ بهـــم صُبْحًـــا و أمْسَى بِغَــيْرِهم
مَــراحل لم تكتمْ من الأرض مَعْلمــــا
أخــــالدُ لا تــــــذهبْ بعــــيـدا فـــإنــــنـــي
تجرَّعْتُ كأسَ الشهدِ بَعْدَك عَلْقَمـا
وما زلتَ في ذكراي حيًا مع الأَسَــــى
وصَـــمْتًا أعــــاذَ الجــــرْحَ أنْ لا تَكَــــلُّـــما
لــــذلك آثَــــــرْت الــقــــبـــورَ و صَمْتَهـــا
و أكْبَرْت مـــن صلّى علــيها و سَلّمـــا
فيا طــــيــــنةَ الأجْـــــداثِ عــنه تَمايَــلي
و يا رائــحـــاتِ المُزْنِ جُـــودي تَـــــرَحُّمـــا




*الشاعر / عبدالرحمن المنير النفيعي .
*