تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : @@ الرحالة أمين الريحاني وعنيزة !! قمر رقى كبد السما فضوانا @@


حمد بن عبدالله العقيل
2013, 04:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


أورد الرحالة ( أمين الريحاني ) في كتابه ملوك العرب هذا النص


الذي استوحيت منه القصيدة


"عنيزة حصن الحريّة ومحطّ رحال ابناء الأمصار. عنيزة قطب الذوق والأدب ، باريس نجد. وهي أجمل من باريس إذا أشرفت عليها من الصفرا ، لأن ليس في باريس نخيل وليس لباريس منطقة من ذهب النفود. بل هي أجمل من باريس حين إشرافك عليها لأنها صغيرة وديعة خلاّبة بألوانها، كأنّها صورة صوّرها مانيه ( مصوّر فرنسي ) لقصّة من قصص ألف ليلة وليلة ، وكأنها لؤلؤة في صحن من الذهب مكوّق باللازوَرْد. بل قل إنّها السَّكِيْنَة مجسّدةً وقد بنت لها معبداً بين النخيل، زانته بإفريز من ذهب الرمال ، وكلّلته بإكليلٍ من الأثل. فهي في مجوف من الأرض يحيط بها غابٌ من هذه الأشجار ليردّ عنها رمال النفود التي تهدّدها من الجهات الثلاث ، الشمال والغرب والجنوب. قلت لأهلها ذات مرّة : أنتم والنفود قوم (أي أعداء) فأعجبوا بالكلمة وتناقلوها. إنها الحقيقة ولا مبالغة. فالنفود تحاربهم بالرما لتدفعها الرياح من كل جانب فتسفِّيها على المدينة، وهم يحاربونها بالأثل يزرعونه غياضاً فوق الكُثُب خارج السور".






الرحالة أمين الريحاني (وعنيزة)




قَمَرٌ رَقَىْ كَبِدَ اْلْسَّمَاْ فَضَوَاْنـــَـــــــــــــا *** يَرْوِيْ لَنَاْ سِيَرًا لَكَمْ أَنْبَاْنـــــــَـــــــــا


مُتَوَهِّجًا بَيْنَ اْلْنُّجُوْمِ كَأَنــَّــــــــــــــــهُ *** يَسْقِيْ اْلْكُؤُوْسَ لِحِسِّنَاْ فَرَوَاْنــــَــــــــــــا


يُبْدِيْ لَنَاْ اْلْتَّاْرِيْخَ أَبْيَضَ نَاْصِعـًــــــــــــا *** بِصَحَاْئِفِ اْلأَيَّاْمِ كَمْ أَشْجَاْنــــَــــــــــــــا


كَمْ فِيْ(عُنَيْزَةَ)مِنْ جَمِيْلٍ مُتْــــــــــــــــرَفٍ *** عَاْشَ اْلْسَّعَاْدَةَ عَصْرَنَاْ وَزَمَاْنـــَـــــــــــــاْ


شَمَّ اْلْتُرَاْبَ وَذَاْقَ مَاْءَ قَلِيْبِهــــــــَـــــــا *** وَمَشَىْ بِهَاْ تَاْللهِ زَاْدَ شَجَاْنـــــــَـــــــــــا


هَذِيْ مَنَاْرَةُ جَاْمِعٍ بُنِيَتْ لَهـَــــــــــــــــا *** شَأْنٌ وَتَرْقُبُ مَاْجَرَىْ بِمَدَاْنـــــَـــــــــــــاْ


فِيْ مَشْهَدٍ شَاْدٍ بَنَغْمَةِ عــَــــــــــــــــاْزِفٍ *** وَتَرَىْ اْلْفِئَاْمَ بِصَوْتِهَاْ رَنَّاْنـَـــــــــــــــا


كَاْنَتْ تَبِيْعُ وَتَشْتَرِيْ بِـ(حِيَاْلَــــــــــــــةٍ) *** فَاْلْكُلُّ مِنْ خَيْرَاْتِهَاْ قَدْ مَاْنـــــــَـــــــــاْ


مَرَّتْ عُقُوْدٌ مُنْذُ أَقْبَلَ زَاْئـــِــــــــــــــرًا *** ذَاْكَ اْلْـ(أَمِيْنُ) مُمَثِّلاً لُبْنَاْنــــــَـــــــــا


فَأَتَىْ إِلَيْهَاْ مُوْثِقًا بِكِتَاْبــــِـــــــــــــهِ *** تَاْرِيْخَهَاْ وَبِكُلٍّ وَصْفٍ زَاْنــــَـــــــــــــــاْ


لَمَّاْ رَآهَاْ لَمْ يَزَلْ مِنْ سِحْرِهـــــَـــــــــــاْ *** بِيَرَاْعِهِ خَطَّ اْلْكِتَاْبَ أَبَاْنــــَــــــــــــــاْ


فَأَتَىْ يَسِيْرُ بِنَفْسِهِ مُسْتَمْتِعـــــًــــــــــــا *** بِرِمَاْلِهَاْ اْلْصًّفْرَاْءِ تِلْكَ هَوَاْنـــَــــــــــــا


زَاْرَ اْلأَزِقَّةَ فِيْ (عُنَيْزَةَ) عَاْشِقـــًـــــــــــا *** وَرَأَىْ بِأَنَّ نَخِيْلَهَاْ أَفْنَاْنـــــَـــــــــــــا


عَجَمَ اْلْرِّجَاْلَ غَنِيَّهُمْ وَفَقِيْرَهـُـــــــــــــــمْ *** فَاْمْتَاْحَ مِنْ أَخْلاْقِهَاْ اْلأَعْيَاْنــــَــــــــــــا


وَرَأَىْ اْلْبَشَاْشَةَ فِيْ اْلْنُّفُوْسِ تَزِيْنُهَـــــــــــاْ *** أَيْضًا رَأَىْ ذَاْكَ اْلْقِرَىْ إِذْ جَاْنـــَـــــــــــاْ


بِبَسَاْطَةٍ دَلَّتْ عَلَىْ خُلُقٍ بــَــــــــــــــــدَىْ *** لَمَّاْ سَمَتْ فِيْ أَرْضِنَاْ وَسَمَاْنــــــــَـــــــــاْ


(بَاْرِيْسُ نَجْدٍ) كِلْمَةٌ أَصْدَاْؤُهَــــــــــــــــاْ *** وَصَلَتْ لِكُلٍّ رُبُوْعِنَاْ وَقُرَاْنــــــــــــــــــاْ


وَصَفَ اْلْبِلاْدَ حِرَاْكَهَاْ وَتِجَـــــــــــــــــاْرَةً *** فَاْقَتْ كَأَنَّ اْلْهِنْدَ فِيْ أَرْجَاْنـَـــــــــــــــاْ


وَثَقَاْفَةٌ بَاْنَتْ عَلَىْ أَبْنَاْئِهـــــَــــــــــــا *** رَاْجَتْ فَعَمَّتْ جَوَّنَاْ وَهَوَاْنـــَــــــــــــــــا


وَدَمَاْثَةِ اْلأَخْلاْقِ سَجَّلَ نَبْضَهَــــــــــــــــــاْ *** وَبَسَاْطَةٍ تُنْبِيْكَ عَنْ مَاْ كَاْنَـــــــــــــــــا


جَاْبَ اْلْجَزِيْرَةَ كَاْتِبًا وَمُنَقِّبـــــًـــــــــــا *** عَنْ كُنْهِهَاْ فَاْرْتَاْحَ حِيْنَ أَتَاْنـَــــــــــــــا


فَيْ قُبَّةِ اْلْقْصْرِ اْلْبَدِيْعِ تَسَاْمَقَــــــــــــــتْ *** (شُرُفٌ) عَلَتْهُ رَوَتْ بَرِيْقَ سَنَاْنـــــــــــَــــا


حمد بن عبدالله العقيل
24/6/1432هـ