شعراء عنيزة

شعراء عنيزة (http://www.3naizah.net/index.php)
-   عبدالرحمن المنير النفيعي (http://www.3naizah.net/forumdisplay.php?f=224)
-   -   رثاء الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (http://www.3naizah.net/showthread.php?t=6150)

متابع 2008 02:54 AM

رثاء الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
 
رثاء الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
(صاحب أضواء البيان )


الشيخ عبدالرحمن بن منير المساعد النفيعي الأستاذ بالمعهد العلمي بالمدينة المنورة النبوية سابقاً , رثاه بقصيدة تقع في ثلاثين بيتاً، يقول فيها :


صروف الليالي لايقرّ قرينها = أذلك للضراء أم ذاك دينها؟
ليَحزنها أن تلحظ الركب شادياً = ويطربها في الخافقين حزينها
كأن رقاب العالمين رهينة = متى طلبت بالكره لبى ضمينها
فما وهبت إلا وضنّّت بسيبها = وما أنبـأت إلا الحديث شجونها
أما كان للأقدار يجتث فأسها = ضعيفة سدرٍ ما أظلّت غصونها
أتأتي من الأنباء ماسدّ مسمعي = فكادت لها روحي يجنّ جنونها
وماكنت أدري ليتني عند حفرةٍ = عشيةَ سوّاها حصاها وطينها
فأُجعلُ مثوى اللحد أشرف ربوةٍ = لئلاّ تهيل الذاريات غصونها
من الشيخ إن فاضت على الخد دمعتي = أُكفكفها صبراً ويأبى هتونها
ومن ذا الذي يسطيع إخفاء حزنه = وقد أغرقت سفح الخدود عيونها
يعزونني إذ حلّ في الأرض ثاوياً = بأن الرسول البرّ فعلاً دفينها
مصابٌ جليلٌ والقلوب رقيقة = على إخوةٍ في الله ما عيب لينها
أحار بما كظّ الجوانح فارتمى = شآبيب ودقٍ والعيون شؤونها
فرى مهجتي هول المصاب فترجمت = مآقٍ كأشواك النقيع جفونها
إمام تولى من توقد ذهنه = حصون المثاني وهو باب يصونها
أدانَ لها النفس اللجوج بحكمة = وما خير نفسٍ دينها لا يدينها
يقول أهنها إن في العيش فسحةً = مخافة من بعد الممات يهينها
بروحٍ على الإيمان تستعذب الأذى = إذا أوذيت في الله زاد يقينها
أشادت جميلاً ثم لله هاجرت = إلى حيث سلطان الإله يعينها
فيا لكَ من حرّ يلذُّ بيانه = على روضة القرآن زانت فنونها
طموحٌ علا العلياءَ من فضل خيمِهِ = بتوّاقَةٍ ما أقعدتها ظنونها
هوت أمُّـهُ إن الينابيعَ قوله = وأكثرُ مما قال فاض معينها
أقول لنادي الحي ما فيك ندوةٌ = إذا ماخبا علمٌ وولى أمينها
متى ما المنايا أكرم القوم أهلكت = فسيّان فيهم ضَبْحُها وصفونها
شعوبُ استفيقي إننا في موارد = ألمّ بها خطبٌ فخف فطينها
وكفّي عن التسيار أدميتِ أكبُدا = فما بعد شيخي حاجةٌ تستبينها
بكيناه والأصحابُ يحيى دروسها = بكل مزينٍ والأمين يزينها
وأندبُهُ يُـذكي المعالم هاديا = ذوي إمرةٍ في عهده لاتخونها
سأدعو لقبرٍ حلّهُ الدين والحِجا = عليه الغوادي ما يكفّ مزونُها
ترقـّبْـتُـه من حج مكةَ سالماً = فشحّت به مَعْلاتُها وحُجُونها


نشرت القصيدة في كتاب
( ترجمة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ,صاحب أضواء البيان )
لــ / عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس )


الساعة الآن 02:02 PM

Powered by vBulletin V3.8.11. Copyright ©2000 - 2025, Tranz By YsOrI
اصحاب عرب
الحقوق محفوظة لشعراء عنيزة 2004-2024