يا حبيبا كنت لي عذب الحديث = ساحر الألحان معسول الكلام
ترسم البهجة في وجه الهوى = وتساقيني كؤوسا من مدام
لهفةً محمومةً عند اللقاء = واشتياقً هاجه فصل المنام
كفراشات الحقول الراقصات = خفة الروح . . وعذب الابتسام
تلتقيني .. تحتويني بالعناق = مثل طيف الشعر . . أو طيف السلام
وإذا ناجيتني أسمعتني = ذائب البوح على قلب الغرام
تمسح الأحزان عن وجه الشقاء = تغسل القلب بتغريد الحمام
وإذا ما جئتني أرخيت لي = شعرك المجدول مع ذاك اللثام
كنت لي حلما تناهى في الكمال = صاغه العشق بعطر الاحترام
كنت لي الدنيا! . . وكنت المرتجى = لزوال الهم . . أو طرد السقام
وأراك اليوم . . ويحي ما أراك؟!! = بارد الشوق . . عديم الاهتمام
لم أعد عندك في بهو الحنين = أعصر القلب وأسقيك الحطام
أين ذاك الحلم والقلب الذي = قد رسمناه بتمثال الرخام؟!
أين ذاك الورد والفل الذي = قد زرعناه بشوق وهيام؟!
زال مثل الطيف في عين صحت = من لذيذ النوم . . أو صحو الغمام!
يا حبيبي واعذرنّي إن هتفت : = لم أعد ذاك الحبيب المستهام