شعراء عنيزة - واعذابي كل ماجاء الليل

واعذابي كل ماجاء الليل وارخى لي سدوله=وانتحى نور النهار وعم بالكون الظلامي
وأطبق الصمت الرهيب وزاد في عرضه وطوله=لا حنيس ولاونيس يجاذب اطراف الكلامي
وابتدا الهاجس يجول بخاطري تسعين جوله=نوب ينهج بي جنوب ونوب شرق ونوب شامي
من هوى اللي حبها قلبي من أيام الطفوله=مانسى قلبي محبتها ولا نسيت غرامي
واعذابي كل مالدت نواعسها الخجوله=وانحطم قلبي لدمعتها وخانتني عظامي
عشت في حلم الخيال اللي تدرهم بي ذلوله=راكب بشدادها وإيدي بشعفة السنامي
ما دريت الا ورجليني علي أعتاب الرجوله=وانصدمت بواقع تل المطيه بالخطامي
جاه من ربي قسمها له نصيب واعقدوا له=وانتهي الحلم الجميل وقمت من لذة منامي
آه من سخرية الأقدار والوقت وميوله=كم يورد من كبود حيام وتصدّر ظوامي
واعذابي تسبره عيني ورجلي ما تطوله=مامنعني عنه غير أمر الحلال من الحرامي
بنت روس رجال حرة والردى ما هيب حوله=الشرف والعفة البيضاء علي صدره وسامي
مابقى إلا ذكريات منه بالصدر مْحموله=كل ماتطري علي تعطين دفعة للأمامي

* * *

تعليق :

قال روح التميمي :هذه قصيدة مشحونة ..

قصيدة صادقة المشاعر .. تعبر عن حب راسخ لم تغيّره قوافل السنين

ولم يتأثر بتغير الأحوال .. ولم يطمره تفرق الدروب والطرق

بين الحبيبين العاشقين .. الحب الحقيقي هو ما يظل ثابتا لا يتغير

وهذا حب بدأ كما قال عنه الشاعر من الطفولة !

قصيدة حلوة وإن كانت بعض صورها لا يفهمها كثير من الأجيال الصاعدة

كهذه الصورة الحلوة :

عشت في حلم الخيال اللي تدرهم بي ذلوله (×××) راكب بشدادها وإيدي بشعفة السنامي

كلمة (تدرهم) هنا في غاية الروعة لأن فيها حركة حية تنقل الخيال

لتخيل الصورة بكل وضوح .. والدرهمة والدرهام ضرب من السير السريع الصامت

وهذا البيت والبيتان اللذان يليانه صورا قمة العذاب وبداية الصدمة

فالعاشق كان يعيش حلما جميلا مغمضا عينيه إغماضة اللذة الروحية

وعندما فتحهما تفاجأ بالواقع الصدمة .. فمحبوبته خُطبت وكُتب كتابها وتزوجت

وطارت من بين يديه وهو الذي يظن نفسه قد أحكم القبض عليها بقلبه وعواطفه

تأخر .. وبعض التأخر قاتل ! هناك نوع من التأخر نتائجه وخيمة ومدمرة

ولا يمكن تعويض خسائره أو لملمة آثاره وتدارك نتائجه .. كهذا التأخر الذي

قتل أحلام الشاعر , وأيقظه من وردي أحلامه ليشاهد الواقع المرير ,

ويتجرع الغصة فلا يكاد يسيغها , ويشرب الألم والهم والحسرة طيلة العمر !

الصدق الشعوري .. هو ما يجعل القصائد مؤثرة , وهذه قصيدة مؤثرة وحلوة أيضا

روح التميمي .. يتحفظ على تعبير (سخرية الأقدار) فالأقدار لا تسخر , وإنما تجري

بتقدير العزيز العليم .. لكن يُغفر للشاعر أنه استعمله في وقت كان فيه دارجا

ولم يكن الناس يعنون منه معناه الذي تفصح عنه مفرداته , بقدر ما يعنون التعبير به

عما يشعرون به من مرارة الواقع ..