شعراء عنيزة - يا للأسف!

.

يا للأسف!

البدر في الدنيا خسف

ترك السماء بأسرها

لما اكتشف

بالله قل:

ماذا اكتشف؟

لاشيء ..!

إلا وهم طيف قد بدا

خلف المدى

وسط الهباءة فاعتدى

فأطال في طقس الغياب

ومع السحاب

قد مارس اليوم القطيعة

وارتدى

ثوب الحداد

أتُرى العناد

قد راق للبدر المنير؟

أم أنه مل الغيوم

مل النجوم

مل النقاء وأنفاس العبير؟

أترى السعادة والسرور

راحت سُدى؟

أم أنه

في روضة الهجر الأليم

قد اعتكف؟

يا للأسف!

..

يا ليت بدري قد عرف

أو أنه

قبل الخسوف أتاح لي

حق الدفاع

هذي حقوقي أيها البدر العلي

قبل الوداع

هلا سألت

هلا طلبت الحق في يوم الصراع

يوم الترنح والألم

يوم البكاء على الوفاء

هل خامر الشك المدمر

روح من طال السماء

بعشقه

هل زاره طيفُ الندم؟

قل لي:

أجبني واعترف!

لو قلتَها ..

لو بالحوار طرحتَها

لأجبت

أني يا هوى

قلبٍ بحبك ذاب روحا

واكتوى:

كلُّ الكواكب في سمائي

مسحتُها

حتى الرسوم الراسخات أزلتُها

حتى الطيوف من المنام

شطبتُها

من لحظة التوقيع

في عهد الشرف

يا للأسف!

..

بالأمس عاشرني القرف

فلقد سئمت من البقاء مهمشا

خلف النوافذ أنتظر

والقلب مخطوفٌ كطير يُحتضَر

والسمع غاب ولم يعد

كل الضجيج يثيره

مهما تكاثر في العدد

والنار تلعب في الحشا

أما البصر

فقد انطفى

يوم امتلا

في قلب ظالمه القهر

يا سيدي

يا خير من ناديته: يا سيدي

يا خير من أحببته

وعشقته

في الماضي في

هذا الزمان وفي غدي

أتظن أني غادرٌ

أتظن أني فاجرٌ

ألهو بتلك وهذه؟

أو أنني

في ساحة التاريخ قد صرت الغريق

أتشكُّ في صدقي إذا

أعلنت: مات!

وغاب ذيّاك البريق!

السيف يجرح في يدَي شحاذه

فمتى تفيق؟

ومتى تصدقني وترحم مهجة

فيها الجنون من المظالم قد هذى!

أخلفتَ يا صدق المحبة موعدي

وتركتني

في القمة الشماء ألهو في الطرف

يا للأسف .. يا للأسف!