أين الوفاء؟
لماذا؟ لماذا؟ وأين الوفاء!=أهذا الجزاءُ؟ فبئس الجزاء تركتكِ قلبًا حنونًا ألوفًا=يُشيعُ السلامَ على الأصدقاء تركتكِ إحساسَ روحٍ بريئًا=كرِقَّةِ وردٍ نضيرِ البهاء تركتكِ عقلاً يفيض احتراما=ويحمل دومًا جميل الوفاء فما لي أراكِ تقنَّعتِ وجهًا=كحَرِّ الهجير وقَرِّ الشتاء وما لكِ صرتِ كسكّين غدرٍ=تُدغدغ ظهري وظهر الإخاء! وصرتِ كوحشٍ يمارس غيظًا=بمخلب نَقْضٍ ونابِ رياء وعُدتِ كذئب تضور جوعا=فصال على خِدْنِهِ في المساء وأقربُ مني إليك أسأتِ=إليه بكل برود الدماء! وفاؤكِ ولّى وعهدك ولّى=وعقلك ذاب كملحٍ بماء تناجينَ قلبًا قضى منذ دهرٍ=وروحًا طواها فضاء الشقاء ألم أقتلِ الوصلَ ذاتَ قرارٍ=لأقبلَ فيه جميلَ العزاء؟ رجوتِ رجوتِ وأمّلتِ خيرا =رجوتِ كثيرا وضاع الرجاء وحين مللتِ شتمتِ خيالي=وأغريتِ فيَّ جنونَ الجفاء تَرُومين غيظي الشديد برقصٍ=يُسَلّي جموعا من الغُرَباء تَرُومين غيظي وغيرةَ روحي=ولست أغار من البُلَهاء وعينُك قالت بصمتٍ: حَذار!=وقلبك هدد بالاِعتداء وقال أعدني كما كنتُ يوما=وإلا ترقّبْ مريرَ العداء! فمن أنتِ حتى أغارَ عليكِ؟=ومن هُمْ لأحْمِلَ هَمَّ العناء؟ ألم أقطعِ الخيطَ خيطَ التلاقي=فمالي وللغيظِ من ذا الهراء! فلا خير فيَّ إذا ذاب قلبي=لصوت عويلٍ أليم البكاء ولا خير فيَّ إذا عُدْتُ يومًا=وحطّمتُ عقلي لقلب البلاء ولا خير فيَّ إذا ما حَزِنْتُ=لطيفٍ يعانق وجه السماء ظننتِ وخابت ظنونُكِ جهلاً=بطبعي العَصِيِّ على الاِحتواء فقلبي يسيرُ على هدي عقلي=وعقلي يقدّسُ دينَ النقاء وحين مضيتُ مضيتُ بعزم=يَفُلُّ الحديدَ كسيفِ القضاء وقلبي إذا ما تولى تولى=ولم ألتفتْ ماضيا للوراء مضيت وأحمل طيفًا جميلا=وذكرى الجمال لذاك اللقاء حفظتُ عهودي وأطبقتُ صمتًا=لماضٍ تولّى كطيف الفناء وللماضي عندي جميلُ وفاءٍ=فهل تحفظين جميلَ الوفاء |
الساعة الآن 07:47 PM |
Powered by vBulletin V3.8.11. Copyright ©2000 - 2025, Tranz By
YsOrI
اصحاب عرب
الحقوق محفوظة لشعراء عنيزة 2004-2024