قال الذي بادي باعلى مشارفها = ادنى المراقيب واوسطها وطارفها
ما شفت من رقيها الا ما يريبني = والعين هلّت على الاوجان ذارفها
درت النظر من جنوب وشرق والقبله = ما شافت العين ما يجلى حسايفها 
وابديت مكنون مابي يوم هاضني = رقي المشارف عسى الله ما يشرفّها
من طاوع النفس والشيطان والهوى = يصبر على علّته والنفس يكلفها 
ما طعت ما قال الاول يوم قال لي = ترا المذّله وضعف النفس يضعفها 
وانا انصح الناس واسهى عن وصيتي = وصيّةٍ ليتني مانيب عارفها 
الى جفتك البلاد وسكنها الذي = يالف بها النزل فاصحا لا توالفها 
ماهوب قلّ بعرفي مير هايفت = روس الرحايل بعيدات تنايفها 
عقب التغرّب وعقب البعد والبطا = ولا لقينا لها حيّ يضيفّها 
في ديرة فرّقت هلها وخلّفوا = اراذل جعلها تذهب طوايفها 
مانيب ابي منهم الله لا يعزّهم = الا ان الاجواد ما تترك مواقفها 
والضيف يعطى مواجيبه وشيمته = واهل المواجيب ما تقطع وظايفها 
وان قيل رجل شجاع شدّ وارتحل = وارث على الدار ما ينقل مصارفها 
قلت الاصايل الى فرّقهن الدهر = عدمت وابا الصون يربط في معالفها 
ما يالف الذل رجّال ويرغبه = حتى ولو قالوا انه من عوارفها 
انشد عن الرجل وانشد عن جماعته = والحنشلة قبلنا ناس توصفها 
والبوم ما يالف الا البوم والغنم = ما ترتع الا الى جت عند الايفها 
والذيب عيشه لحاله من شجاعته = ما تهتويه الوحوش ولا يوالفها 
والحر مثله وراس الرجم ماكره = يدير عينه ومخلابه مطرّفها
ما قيل وقعّ على الحصني يخاطبه = ومشّاطة الداب ما ياقع يناكفها 
هذا مثل والمثل مثلي ومثلهم = دار بها يستعز النذل عايفها 
وش خانت الدار لو طابت وربّعت = لا صار ماسكنها يحمي طوارفها 
من لا يدور الطماع في جنابها = ماهوب حزب لها هذي وصايفها 
مثل الخنوب ان بغت هرم تزينت = والا هل الشيمة العليا تحوفها 
لعلها للدهر والقحط والوبا = والراجفه من ولي العرش ترجفها 
يوم بها يذهل الوالد عن الولد = والوالده عن رضيع الديد يصرفها 
فان كان به شاعر يعزى ويعتزي = قولوا عن العيب والمنقد ينظفها 
فان كان هو ما عسفها في شبابها = يوم انها عجّزت ماهوب عاسفها 
وان كان يبخص فعايلها وتعجبه = ديّوث لو صارفت ماهوب صارفها 
والله لولا الحيا والخوف والرجا = من مالك الدين والدنيا مصرفها 
اني لا اعرّف بها من لا يعرفها = واشهر نباها لكل الناس تقذفها 
ما دامها حايل اشوا من جمالها = وان عشّرت بطنها يكبر ويكشفها 
والبير قالوا الافكار دفنها = احسن ولا بعثها تكثر مغارفها 
وصلوا على المصطفى والآل واصحابه = ما ناض برّاقه وسبّل هواتفها