وقال متغنيا في حياة البادية والصحراء :
قال الذي هيّضه شوقه لأوطانه=يا ما حلا البادية وأجمل مراعيها
يالله عساها لنوٍّ صيّب أمزانه=اللي على البادية بالغيث يسقيها
إلى اخضرت الأرض وازدانت بغدرانه=تلقى الطبيعة تجلت في معانيها
ريضانٍ أزهارها بعطور خنّانه=لكنّه المسك والعنبر تشاديها
وإن هبّت الريح فالأشجار وأغصانه=كنّه مزامير بالحانه تشاديها
والطير باعلى الشجر غرد بألحانه=والماي ينساب يجري في مجاريها
تلقى المواشي حيامٍ فوق حيضانه=رعيانها من قراح الماي تسقيها
ذي عادة للعرب من سابق أزمانه=إكرامهم ضيفهم والجار تحميها
صيد الحباري وأيضا صيد غزلانه=وأرانبٍ كثرها محدٍ بيحصيها
لا قمت أبقنص معي حرٍّ وشيهانه=وبندقٍ رميها من عين راميها
مسلوبةٍ والغنا في راس علمانه=خسران من باعها ربحان شاريها
نقّالها فارسٍ ما ترمش أعيانه=في حزّة الضيق ما تخطي مراميها
يفرح بها القرم إلى سيّر مع إخوانه=وإن كان زاد الثمن ماهوب مصخيها
هذي حياة البدو هذي هي ألوانه=لا همّ لا غمّ كلٍّ مهتني فيها
إلى حصل مثل هذا طاب مسكانه=مابي جميع المدن واللي حواليها