( بانوراما الزمان الجميل )

[الحر المقيد]

(بانوراما الزمان الجميل)
صوتي
https://soundcloud.com/iysori/dyj3tcevnlw0
تويتر
https://twitter.com/tareq8888/status...447272960?s=08

دايم نسافر للحنين
ونعيد تذكار السنين
لذاك الزمان اللي نسميه الجميل
وإلاّ زمان الطيبين
شارع قديم
وبابٍ خشب
وجدار طين
وعلى اليمين دكان ازوره
بعد حين
والدرايش مشرعه
للشمس وهبوب النسيم
وللبراءه بالنظر
وللرجوله بالخبر
ومن كرامه للبيوت
ومن طهارة عابرين
يخشون دين
في سهم عين
ودايم يودينا الحنين
لذاك الزمان اللي نسميه
الجميل
وإلا زمان الطيبين

بداية اليوم الفجر
نتبع أذان المؤمنين
على الصراط المستقيم
ومع وضوء الطاهرين
وفطرة الدنيا صلاة
في حياة العابدين
الخاشعين
الراكعين الساجدين
وبعد الصلاة
نرجع إلى بيت الضنين
تمشي خطانا هادئين
وجارنا أبو تميم
يفرح بنا في كل حين
وعبدالكريم
طبعه بعيد
يحلم بطفله
او طفل
مسكين محروم البنين
نمشي سوى متجاورين
ويتواعدون بعد العصر
مافيه وظايف وقتها
والكل كده باليمين
وعلى الشقى متعاونين
اللي زرع
واللي رعى
واللي يبيع ويشتري
واللي ببدلة عسكري
واللي تفرغ للأدب
وصار شبه البحتري
واللي يسافر بالسنين
ويرجع بخيباته حزين
لكن مع الجيره جوار
في ذلك الحي الرزين
ما جاع من جاره كريم
وبالقليل
وبالجميل
على الوفى متواعدين
وعلى الفتات متقاسمين
نرجع الى وجه الصباح
ونشوف وضّاح الجبين
وغرة الشمس ظهرت
وبيوتنا في كل حين
تبدأ حياة الأولين
وقهوة امي مبهّرة
بالهيل
وصبر الصابرين
يا جعلها بجنة نعيم
أم الحنان
وحضن الدفى
وقلب المعين
وعلى بساط من أنين
متشقق الأطراف
كنا جالسين
فطورنا رشفة حليب
وخبزتين
وصحين فول
ومن قلب أمي دعوتين
فعلا
وكنا مترفين
وصوت أبوي في كل صبح
يبقى لذكر الله رهين
صوته مخيف إذا زجر
وله مذاق
وله رنين
يجلس بمشراق الدفى
وراديو لندن ما صفا
وسرحان ماجد ما وفى
واذا لقى الموجه ركد
وحنا بعد
بدون صوت وبدون يد
يسكت مكان
ويسمع ولد
واذا استمع
ثم ارتعد
ثم انكسر
ثم ابتعد
نسمع زفيره بالغضب
يدعي على بعض العرب
واهل الخيانه والنصب
وبعدها يحلف يمين
لا ما يفوز الخاينين
ويقبل علينا بالسلام
ويا ويل من يرجع ينام
بيلقى عصاة ما تلين
ويذوق لوم اللايمين
ذاك الزمان اللي نسميه الجميل
وإلا زمان الطيبين
..

ثوبي وحيد اتذكره
وانا اغسله وانشره
وانا احبه واهجره
دايم زراري منقطع
من كثر مسك الحنجره
وثوب اخوي اناظره
واقول يمكن يهجره
وارتبه واقصره
اتخيله يصير لي
واخبنه
وادبره
واحلم بثوب الشنفره
وللمدرسه انا واخوي
وخلفنا يمشي ابوي
يا رحمة الله اذكره
يوقف تحت ظل شجره
يقرا ويكتب من زمان
اللي درس في مسجده
ولوحته
وفحمته
من مبخره
وراح من نهر الفرات
الى حدود القاهره
وعقيل
كانت ظاهره
كانت سواليفه دروس
في عمق نفسي حاضره
وبعد الضجيج بالمدرسه
وزرع الجنا من غارسه
نرجع قبل وقت الغداء
ننسى الدروس
ودارسه
وتصبح شوارعنا عراك
ما بين هذا
وبين ذاك
ولا نسيت وإن نسيت
نظرات وضحى تبتسم
واقول خالد وش بلاك
وش علامك
وش دهاك
واسكت واداري لوعتي
كانت بريئه
وكنت طفل
لكن بداخلنا ملاك
كانت بدايات الشعر
وبداية حروفي هناك
اكتب واحرق ما كتبت
كن الشعر
إثم
وهلاك
ولا أبي عشقي يبين
وأخاف عذل الشامتين
ذاك الزمان اللي يسمونه جميل
وإلا زمان الطيبين.
....


بعد العصر
جلسة حريم
هذي من حايل
أتت
وذيك ترجع للقصيم
والثالثه بنت الحجاز
وطفلها عبدالرحيم
وعند الحساويه رباب
في ذلك الحوش الرحيب
بالخرج وديار النسيم
يسولفون
ويضحكون
عن البخيله
والكريم
وعن هدى وجراحها
وكيف طلقها اللئيم
أما الرجال يتحاورون
عن الأراضي والمزارع
والعيون
ومتى يجينا الماء
ويولع كهرباء
ومتى يجون الغايبين
والكل يحكي في فزع
عن الجهاز المخترع
شاشة سواد
تنبت بشر
وتظهر سميره والسمر
وبدت حياة للفتون
وغمزة الرمش الحنون
والله يعين الهايمين
اللي بقوا متسائلين
بذاك الزمان اللي يسمونه جميل
وإلا زمان الطيبين.

في ليلنا سطح البراد
وشرشف يغطيني بكاد
ووسادتي تكفي لراس
صغيره من نفس المقاس
اتذكر إني قبل انوم
اخاف من عد النجوم
وإلا القمر نعم النديم
يضحك لنا ذاك الوسيم
ويغيب في غيب المنام
ودايم اسأل وين راح
واخوي يسألني غفيت
ولا أرد اذا بغيت
ويقول ساكت ياللئيم
والنوم نوم الحالمين
ياما صحيت
وانا بعيد من الفراش
جنب الجدار
متقلبٍ مثل المعاش
واقوم انا مع غبرتي
وانا التراب بشوشتي
وصوت ابوي مع الهواش
مافيه مرايه ببيتنا
ولا العطر يملى الغراش
وكنت اشوف وجهي يحوم
في صفحة من ماء
وبالطاسه يعوم
ولا ملامح لي تبين
واحاول اعرف واستبين
ذاك الزمان اللي يسمونه جميل
وإلا زمان الطيبين.


مظاهر الطفره بدت
وتمددت
وتبعثرت وتلونت
وتغيرت
واشياء في قلبي تموت
واشياء في قلبي بقت
هي الحضاره بيننا
بعقولنا
وبيوتنا
وفي الأغاني والأماني
وفي خطا اقدامنا
دنيا مشت قدامنا
تفتح لنا الأبواب من كل الجهات
لولا الترف بإدامنا
وبعض الوهم بأحلامنا
كنا بسجيه سايرين
ولله دوما مسلمين
بذاك الزمان اللي تحول من جميل
إلى رحال الراحلين.
..
وفي فجرٍ ملاه الغدر
عصابه من خوارج عصر
اغتالوا صلاة الفجر
خوارج اعلنوا مكه
مدينه خاضعه للأسر
واحتلوا الحرم أيام
وخانوا حرمة الإحرام
وزالت عتمة الإجرام
وعدنا مع نفاذ الصبر
ما عادت حياة أول
تبدلنا
وتغيرنا
تحولنا
وتشكلنا
وفطرتنا نسيناها
وتهنا بين مغرابين
وكرت سبحة الأحداث
من حرب
إلى حرب
ودارت دولة الأيام
وانطوت صفحات دنيا
ودارت أفلاك السنين
ياما تغربنا بأنين
وياما فقدنا من ضنين
ودار الزمان بدورته
يمكن لقينا تايهين
ويمكن لقينا طيبين.

..
ما هي مثاليه الحياة
لكن عبير الذكريات
دايم حلو
دايم لذيذ
يبقى بنا حتى الممات
وانا كتبت
وما كتبت
وسجع الطفوله بكل ذات
ياخذنا يم الغايبين
واللي بقلبي حاضرين
بذاك الزمان
اللي نسميه الجميل
وإلا زمان الطيبين.