ابن حصيص
محمد بن فهاد القحطاني
1285 1354هـ
ولعتني بالهوى والزين سارة=واخلفتني عن غنادير البناتي
من خبر جارٍ ذبح بالود جاره=بالمبيسم والثنايا المرهفاتي
المطوع لو يشوف خديد سارة=طبّق المصحف وعجّل بالصلاة
ريق سارة ذوب شَكْرٍ في غضارة=أو حليب أبكار عربٍ مسمناتي
ولد ابن حصيص في البادية سنة 1285هـ , ثم انتقل إلى شقراء , ومنها إلى عنيزة
حيث استوطنها , وفي آخر عمره ذهب إلى بريدة فأقام فيها فترة , ثم عاد إلى عنيزة وفيها توفي
في التاريخ المدون أعلاه . وكان قد أصيب بالجدري وكف بصره ..
وابن حصيص من الشعراء الذين تنازعتهم البلدان , فقد عاش في شقراء وعنيزة وبريدة
كما رأينا لكن معظم إقامته في عنيزة , وفيها اشتهر , وفيها توفي رحمه الله .
قال فقيد الأدب الشعبي المرحوم سليمان النقيدان (شعراء بريدة ص103) عن سبب هجرته
إلى عنيزة : إنه "تصدى لفئة من جماعته في شقراء وهجاهم , فثاروا عليه وأرادوا أن يؤدبوه
لكنهم لم يظفروا به ,حيث هرب إلى عنيزة والتجأ إليها" .. قلت وهذا مصداق لقول القاضي
رحمه الله عن عنيزة :
دارٍ لنجدٍ مشرعٍ كم عنى له=راجٍ ومحتاجٍ ولاجٍ ونزّال
وذكر الأستاذ سليمان النقيدان (شعراء بريدة ص 110) في تقديمه لقصيدته الشهيرة :
هيّض ابن حصيص في تالي نهاره=ألف قاف من ضميره دارجاتي
التي اقتطعنا منها الأبيات الشهيرة الحلوة وجعلناها مدخلا للتعريف به ..
ذكر أن ابن حصيص رحمه الله كان "فقيرا معدما , يسعى للحصول على قوت يومه وراء الأبواب
وكان يركز في طوافه على البيوت العالية والأبواب الكبيرة , لكنه لا يجد عند أغلب هذه البيوت
إلا الطرد , وربما سمع الكلمات النابية والجارحة ..
وكان يعرف أسماء نساء هذه البيوت وفتياتها , فالتي لا تعطيه يهجوها , أو يتغزل بها كنوع
من الاحتجاج , بقصد إثارتهم واستفزازهم , وإظهار حنقه ونقمته عليهم بواسطة الشعر
ومن ضمن تلك الأشعار قصيدته تلك (هيّض ابن حصيص في تالي نهاره) .."
وقال عنه النقيدان أيضا (السابق 103) : "أغلب شعره يدور في الهجاء والحماسة" وقال أيضا :
" بعد موقعة (السبلة) أواخر سنة 1347هـ , نظم قصيدة رائعة يصف فيها هذه الوقعة , وما تخللها
من أحداث مشيدا فيها بجهود الملك عبدالعزيز آل سعود , طيب الله ثراه , وكان قبلها من أعدائه .
لكنه غير رأيه أخيرا , حيث لا يثبت إلا الصحيح .. والقصيدة طويلة جدا , وتسجل أحداث هذه
الواقعة بدقة متناهية , غير أنه تتطرق إلى فئات معينة في ذلك الوقت , تهجوهم فيها ..
ويقول الرواة إن القصيدة أحدثت ضجة كبرى , وصارت حديث المجالس بين مختلف الطبقات ..
وابن حصيص رحمه الله من الشعراء الفحول , وأشعاره ـ كما يقول النقيدان ـ كثيرة غير أن
معظمها ضاع , والآخر نُسب إلى بعض أقاربه , حيث يوجد في عائلته شعراء غيره .
وردت ترجمة له موجزة لا تكاد تتجاوز ثلاثة أسطر في (شعراء عنيزة الشعبيون ـ 81/1) , بينما
بينما أوردت عنه نبذة لا بأس بها في (شعراء بريدة) ..!
* * *