عبق العرار سَلِمَتْ أصابعك النواعم واليدانْ
والخاتم المآسيُّ في تلك البنانْ
واللَّفْتَةُ الغراءُ . . والحَوَرُ الذي
خلف النقاب يُشِيْعُ في الدنيا افتتان
عينان . . تكتحلان من نهر الدجى
فتزيد أُُْنسَ الحاضرين المقلتان
رفقاً – ملاكَ الحُسْنِ – قلبيَ مُضْغة
كادت تزول به . . مفاتنك الحسان
في نظْرةٍ خَفَقَ الفؤاد وأرسلت
عيناكِ سهماً لا تطيش بها سنان
ويداك نبهتا الهوى من بعد ما
جفَّتْ ينابيع الهوى وعفا المكان
تلك الأنامل . . ما ألذَّ نعيمها
لولا الحياءُ لضمها قاصٍ ودان
رقص المساءُ على خطاك فأوْرَقَتْ
تلك الطريقُ وأزْهَرَتْ قبل الأوان
وتلفَّتَتْ مُهَجٌ إليك كأنما
تُلْقى إليك بأمرها ترجوا الأمان
يا أنتِ . . يا عَبَقَ العرار وطِيْبَهُ
وقت العشيَّ ويا أضاميم أقحوان
يا نفح روضات الخزامى . . كلما
ضحك الربيع " بنجدَ " واخْضَلَّتْ جِنَانْ
من أنتِ – يا طيف المساء – من الذي
أغراك بالغادين من أِنْسٍ وجان
سلمت خطاك . . فقد جلبتِ لي الهوى
من بعد ما خسر الهوى أحلى رهان
لاتنكأي الجرح القديم فأنني
جرح أخاف عليه . . من جور الزمان محبكم/ أحمد صالح الصالح (مسافر)