قال الشاعر الأستاذ أحمد الصالح (مسافر) :
هذا المساءُ,, وهذه الفيحاء=فأدر حديث الحب,,كيف تشاءُ
حسناء,, روَّاها النعيم,, بمائه=فبكل شبر للجمال,, ثناء
الحسن علّم أهلها,, لغة الهوى=فجميعهم في حبها,, شعراء
للقلب فيها الذكريات تلفّتت=ذكرى الصبِّا الأترابُ والقرناء
ومُسامرات في العشيّ,, وفتية=وقت البكور إلى الحياة ظماء
كم في عنيزة,, من أحاديث الجوى=لحبيبةٍ,, عشّاقُها النجباء
وطن,, تسرب في العروق محبة=وتوارثته بحبها, , الأبناء
وتكحّلَت أحلى العيون بحسنه=ولذكره يُستعذب الإصغاء
جَمَعَت محاسنه الجمال جميعه=فعلى ثراه تُسبِّحُ الأشياء
أنا يا عنيزة قد أتيتُ وفي يدي=صكُّ الهوى,, وبقلبيَ الامضاء
أسرجتُ في ولهٍ,, عيون قصائدي=فوجدت أنكِ وحدكِ العصماء
وإذا القصائد تجتبيك,, صبابة=وبكل حرف,, صبوة,, ورواء
حَمَلَت بحور الشعر طِيبَ عرارها=فإذا شذاها للنفوس دواء
وإذا يهيم بسهلها,, وحُزونها=وَدَقُ الغمام,, وديمة سحّاء
أحبابنا,, الأوطان فاتحة الهوى=وختامه,, عشاقها الشهداء
أرض,, لها في القلب عشق دائم=وهوى الحبيب يعز منه شفاء
وادٍ مشى بالخصب في روضاتها=فزهت وأشرق حسنها الوضاء
ما بين رملٍ,, كالنضار بهاؤه=أو بين جالٍ,, قد علاه بهاء
كم فوق هام الصنقرين تمتّعَت=عينٌ,, بأحلى ما تُظل سماء
روض,, تُوَشِّيه الغروس بطَلعها=ومناظر,, وحدائق,, غَنّاء
والرمل,, يحضنها يزفُّ أصيلها=عند الغروب,, الغادة الحسناء
فعلى المُصَفّر كم تفيأتِ الغضا=زُمَرُ الرَّفاق,, وسامرون أفاؤا
فإذا تبسّمَت الطعوس ربيعَها=فجميع ليلات الغضا قمراء
هذي المغاني الفيحُ يوقظها الصَّبا=وعلى ثراها يستحِمُّ مساء
وبطيب هذي الأرض فَتّقت الندى=أكمامها, , فتضوَّعت أنداء
يا حبةً في القلب,, تُورق في دمي=وتهُشُّ في بدني لها الأعضاء
لي فيكِ,, قلب دلّلَتهُ يد الصِّبا=وسقت هواه,, الأعين النجلاء
واستأسرته العمرَ,, وهو محبب=أسرُ الحبيب من الحبيب,, وفاء
الحسن فيها,, يَستفزُّ قصائدي=قَدَرٌ هوى الفيحا لنا,, وقضاء
غصنُ الحنان,, تَهُزُّه بقلوبنا=فيطيب في لغة الحنان,, لقاء
وترقُّ قافية,, ويعذُب بحرها=ويَلَذُّ فيها للسُّراة,, حِداء
هي أرضعتنا الحب في مهد الهوى=والآن,, فرضٌ حبها,, وولاء
بَلَغَت بها الأجداد ذكرا خالدا=فلهم على مر الزمان,, ثناء
أحفادَ هذا الذكر,, بعض وفائكم=لعنيزةٍ,, أمل بكم,, ورجاء
ألقَت هواها,, في سواد عيونكم=شرعُ الهوى أن تُفتدَى العذراء
ما ملَّ صدر الحب,, فيها برَّكم=أو نال عين حنانها,, الأغفاء
أحبابها,, لغة المحبة ساعد=يبني,, وأمرٌ جامع,, وفداء
وتراحم,, عين البصير تحوطه=ما استأثرت بشغافه الأهواء
حبابنا,, هذا الزمان وقد روى=ما أحدث السفهاء والعقلاء
للخالدين به حكايةُ عاشق=بيض الحروف,, سطورها غرّاء
أحبابنا,, أيُّ الحروف نخطُّها=لرواية,, عنوانها الفيحاء
وبأيِّ حب,, سوف ندخل عصرها=وبحبها,, تتوحد الآراء
فيحاءُ,, لا عجباً فأنتِ لنا الهوى=مهما عشقنا .. حبك استثناء