يقول رحمة الله كنت في عنيزة وكانت ظروف الحياة صعبة جدا فضاقت بي الأرض بما رحبت مما اظطرني إلى
البحث عن عمل اقتات منه فذكر لي عمل في مكة المكرمة لكني لم أجد راحلة ولاقوتاً يساعدان على الذهاب ثم
قررت الذهاب مشياً على الأقدام من مدينة عنيزة إلى بلدة ( الدوادمي ) . وكانت آنذاك محطة لسيارات الحكومة
الذاهبة من الرياض إلى مكة المكرمة وبالعكس .
وكانت السيارات لاتوجد آنذاك الا عند الحكومه , ولاتسير إلا في ذلك الطريق لوعرة الأرض وكانت السيارات قديمة
قال ابن شريم فذهبت من عنيزة إلى الدوادمي وبعد أربعة أيام وصلت الدوادمي وكنت أمر على بعض الهجر
والقرى للضيافة فلما وصلت الدوادمي مكثت يومين أنتظر وصول السيارات . كل ذلك وأنا لا أملك ريالاً واحداً
ولاطعاماً , وبعد يومين وفي آخر الليل وصلت السيارات ففرحت وفي الصباح وعندما هموا بالتحرك إلى مكة أتيت
إلى السائقين وكانوا من أهل الحجاز فسلمت عليهم وأخبرتهم بظروفي وشرحت لهم أسباب ذهابي الى مكة
المكرمة وإنني لا أملك ريالاً واحداً لكنهم اعتذروا وهم ثلاثة سائقين ، فأخذت أشرح لهم وأطلب منهم حملي معهم
على إحدى هذه السيارات وبينما أنا كذلك إذا بالأمير يقبل علينا خارجاً من القصر لينظر إلى السيارات قبل
تحركها فعمدت إليه وارتجلت هذه الأبيات :
ياطويل العمر شيلوني على الحمالي = عدي الله قربة في رفرفه ميله
والله إنه راس مالي مشلحي وعقالي = أجنبي بالبلاد ولامعي خرجيه
ثم سلمت على الأمير وعرفته بنفسي .. عندها أمر الأمير أحد السائقين بالتريث وأدخلني داخل القصر وتناولت
القهوة وأعطاني ماقسم الله ثم قال للسائق أركبه داخل السيارة ( بالبودي ) وقال لي : لا تركب على الرفرف
كأنك قربة مملية فأنت تستحق أكثر من ذلك .
وفعلاً رحمة الله يستحق أكثر ...
قال ابن شريم : فركبت محشماً مكرماً حتى وصلت الى مكة المكرمة وعملت هناك مع الهجانة , ركبت مكرماً
بسبب هذين البيتين من الشعر .
,,, أقول هذا صحيح فكم من المواقف المشابهه نفع الشعر صاحبه بها ,,,,
محبكم
ابوسحر