هذه قصيدة للشاعر الفحل المرحوم عبدالله البراهيم الجابر الخويطر المشهور
بابن جابر
ننشرها استجابة لطلب بعض الزملاء , وقد نقلتها من نسخة مصورة
من ديوانه في مخطوطة شيخ الرواة المرحوم
عبدالرحمن البراهيم الربيعي , الشهيرة الموسومة بـ
(
البحر الزاخر من شعر الأوائل والأواخر) , وعند التحرير وجدت بعض الكلمات غير واضحه
في الصورة , ولعلها واضحة في الأصل (لست أدري) , فوضعت مكانها نقطا داخل قوسين
كما وضعت بعض الكلمات التي لم تتضح لي أو لم أتأكد من مقصود الشاعر بها داخل قوسين أيضا
وذكر الربيعي في تقديمها ما نصه "
وله أيضا في محمد العبدالله بن رشيد" .. وأشار في نهايتها
إلى أن عدد أبياتها (
65) لكنه لم يورد كما نرى سوى (
64) بيتا , ولعل بيتا سقط منها أثناء النسخ , أو لعله
أخطأ في العد .. والقصيدة فيها شكوى مرة من هموم الحياة , وفيها غزل ووصف , ثم مدح
لمحمد العبدالله الرشيد ومناشدة له ـ من غير تزلف مقيت ـ لرأب صدع حاله ..
و
محمد العبدالله الرشيد (
ت 1315هـ)هو الأمير الخامس من أمراء الجبل , وأطولهم حكما , وأرشدهم عقلا
وأدهاهم سياسة , وهو بطل كارثة (
المليدا 1308هـ) الشهيرة التي هزم فيها أهل القصيم وقُتل فيها خيرة
شبابهم بمن فيهم أميرها الداهية المحنك
زامل السليم رحم الله الجميع
قال
ابن جابر :
بدا بالبرا من عايق البين عايقه=ينمق بيوتٍ كالفواريز لايقه
في كاغد كلون جنحان (زنجي)=من الحبر فيه مزاج زاجٍ ملابقه
قيلٍ عذيٍّ أعذى من اللولو الذي=زهى النظم في عقدٍ تلالى لواهقه
كتمته إلى ما هيّضه طاري طرا=نهض فاض من قلبٍ شقا البين فاهقه
قلته وأنا روحي من الهم والشقا=تحشرج لجت في فرع صدري مفارقه
برتني همومه بالهوى لين سمّني=هوايا همومه في لجا الروح مارقه
أبصر بما دهان من راهي الدهر=ولا دبرةٍ للعبد من دون خالقه
( ... ... ) الوقت لاهله امرسمه=والأيام من عصر آدمٍ باق بايقه
فلا ( ...) ظهر له دوله=شلاليف حيف بامر شرّس مطابقه
لا ساعة تخلص ( ... ... ... )=مذاهبٍ تذهب قصاه متضايقه
( ... ) دنياهم بدين نبيّهم=بالصبح عبّادٍ وبالليل أسارقه
( ... ... ) ما نيب أعِمّهم=خصّي على أهل الحيف ناسٍ سبارقه
( ... ... ) عن تطرّبك ( ... )=ولو كان كلاته بالأزر متزانقه
( ... ) الدنيا بعدله وميله=كثره يضيّع شوف الأبصار سارقه
مصاطم ولاطم لي ثلاثٍ امْعاني=حداهن لا بده على العمر لاحقه
الأوله منهن عناي وحسرتي=جثّبت عن فِرْقٍ بالأول معانقه
فارقت خلاني كما فارق القطا=فريدةٍ قصّ الهنادي سبايقه
ترفعوا عني وفازوا بعصرهم=دنيا لهم مع كل وفقٍ موافقه
وأنا قعدت وصرت للعسر مسند=كم طلْق يمنى عسر الأيام عاشقه
وأنا قول ذا سَلْمٍ قديمٍ من اغتنى=شمخ للعلا لو حِسْبِته من بواشقه
والموت أشوى من حياةٍ بها الفتى=إلى نوى الجودي وإلى العسر خانقه
والثانية حث الطلب عن (قضوتي)=بالاقفا ولو هرولت مانيب لاحقه
دجيت أبي شجعه وردّيت مفلس=ونيني وعيني لأزرق الدمع دافقه
ولا لي على ما صابني من منادم=ولا من يشاكي حايرٍ في غرادقه
أبي لي سند أبدي له السد وأقتدي=بقداه واللي يطرق الحال طارقه
وثيقٍ على ما يبتلغ من سرايري=يحامي على حضرة نبا بي يوافقه
والثالثه من هالمعاني مصيبتي=هبّ الهوى وأغرقن سيل بارقه
أزاري بحملٍ باهضٍ مثل ما بهض=من الثقل جوديٍّ تدانى أساوقه
بحملٍ إلى دورج تهصّر قوايمه=يطحطح نجيره غاطسٍ فيه لاحقه
أبنحر بحور اللي من الغي طاميه=إلى هف به قلبي طبع في مفارقه
أوصفه كوصف خرعوب عندل=إلى دلعت كن السجله (عوابقه)
خليل بعد ما ذعذع الوصل بيننا=فزنا بها والنفس نالت مشافقه
أجي له بجلباب الدجى يوم لي رجا=وهشله ونجله في كرى النوم غارقه
وأفهق عن المبسم زمام فارع=في ذِبّلٍ من ديرم القرف لاهقه
أجي لها شفقٍ وأورّد نواجدي=حم الشفا والجيد بالكف فاهقه
يدبر وأتلّه بالعسيلي ومقدمه=بالرفق عن تفريط لولو عشارقه
أتله بعرفٍ من ندا المسك خمري=عكاريش كاريش السبرتاة فارقه
واليوم جذ حبال وصله وبار بي=صده وحبه دقرش القلب خارقه
وخلاف ذا يا من على شدقميه=فج النحر ما ناش زوره مرافقه
رياحيّة تشدي لمحنيّة الحني=لطفٍ شواكلها من القفل خافقه
(اشملة) كنه إلى فاجت الندف=فريد قرٍّ سايق الريح سايقه
وإلا ظليم شاف زولٍ وخوّفه=روّح يبا المدحل ورفع سبايقه
تسهي سفاسفها بالاقفا إلى أوجهت=من الخف ما تستاثره في ذوالقه
لك الرشد إلى اعتليته فردّ لي=جريرها مادام تركد علايقه
أحملك يا نجاب لا عاقك النبا=سلامٍ عدد زهرٍ زهى في حدايقه
وأنوج من العنبر مع المسك الأذفر=وأحلى من السلسال في ريق ذايقه
وألذ من القرقف على فاقة الظما=بيومٍ يثور لابث الما حرايقه
سر فوق وجنا اعثافرٍ تلتحظ=تشبه لديرات الطوامي روامقه
تلفي نها سدي وملفا نشايدي=(ايشبشب) إلى ما شاف عانيه رامقه
شيخ الجبل ابن رشيدٍ محمد=بصير النظر باللي زمانه معاوقه
بالأيام ديوانيته ما تجافى=فيها ثريّا الشمع كالشمس شارقه
فيها ثمانٍ واضحات يقلطن=على جال نارٍ للمسايير شاعقه
وأندى من الرعاد لا ربرب الطها=عطا بانعطاف وجرّح الخد دافقه
وألطف من النسناس إلى شوّب الجسد=إلى لاوح السرجوف بالبرد طارقه
حاش الثنا والجود والعرف والصخا=وإلا الشنا من شاني الناس عالقه
ولا كون إلا ملبسٍ جبة الثنا=لاقطروا شحص الرمك في معارقه
إلى توهل باللقا سرج ملبس=ماهي على أولاد السناعيس طايقه
له عادةٍ يصرع هَلَ الخيل لاعتزى=كما يصرع النادر خوامر خرانقه
كم ذليلٍ يلتفت لأول الفزع=يداني الخطا ثمٍّ يناظر لسابقه
يا ما عدا بمعاديٍ بات آمن=إلى سار سار العز يتبع بيارقه
حريبهم ما يهتني في رقوده=والذل من دارٍ لدارٍ يلاحقه
يا شيخ جيتك عاثرَنْ عاثر القدر=بي مسكة الأيام ياشيخ ضايقه
وصلوا على سيد قريش الذي وقف=على البيت وأقفت عنه الأصنام زاهقه
مني على جالي دجى الشرك بالهدى=عدد ما تحلتم بالطها من صواعقه