عرض مشاركة واحدة
قديم 2008, 03:15 AM   [1]
متابع متابع غير متواجد حالياً
عضو جديد


 





متابع متابع غير متواجد حالياً
عضو جديد


 






كيف السبيل


شعر الأستاذ: عبدالرحمن المنير النفيعي - عنيزة

في رثاء الشيخ : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله تعالى .


الله أكبر كم تَموجُ من الورى=زمرٌ إليك قد اعتراها ما اعترى
نزل القضاء بساحها وتقلدت=لحن النشيج ببطن مكة أحمرا
والأخشبان ومن على بطحائها=مهجٌ تذوب حشاشة وتحـسرا
عظم المصاب ولامصاب سوى الذي=خطف القلوب برمحه وتخيرا
تلك الجموع بقضها وقضيضها=من كل صوب بالمصاب تأثرا
من رائح جعل الهجير وقوده=أو مدلجٍ مارده طول السرى
لم يدر ما خطر الطريق وقدره=فالخطب أعظم أن يرى ويقدرا
رمز الوفاء لشيخهم ولبازهم=إرث تبلغه السنون الأعصرا
حملوه من فوق الرقاب مبجلا=شحّ الزمان بأن يعاد مكررا
والتفهم صمت بصرّة نعشه=وأتى النشيج بُعَيدَ ذاك معبرا
وإذا المصائب بالضعيف تفردت=صدّقت عيني إن تكذب ماترى
كلٌّ يكفكف دمعه بردائه=وأنا الذي كفكت دمعي أنهرا
قولوا لمن رُزِق التجلدَ ساعة=كيف السبيل بأن تصابَ وتصبرا
لو أن مابي من مصيبة والدٍ=فوق المشقّر لاستحال تكسرا
سبحان من جعل القلوب بحبه=والعروة الوثقى على كل العرى
ماكان بالفظّ الغليظ يهابه=راجٍ ولا الغصنِ الرطيب فيُعصَرا
عُليا الخلائقِ بالعباد تفرقتْ=وأتين من يمناه مسكًا أذفرا
بالعلم بالبذل السخيّ بحلمِه=أضفى على التاريخ وجها نيرا
ماضَلّ مَنْ نبراسُه في قلبه=نفذَ القفارَ شعابَها و الأبحُـرا
ساق اليراعةَ والكتابَ ورأيَه=وأتى الثغورَ على الحدود وحرّرا
لولاه والقومُ الكرام لما اهتدى=قلمٌ على الدرب الغوي تعثرا
في عالمٍ أكلَ القويّ ضعيفَه=والثعلبان يريد أن يتنمرا
ياغادياتِ المزنِ من تلك الرؤى=ماضرّ قبرا من غمامِك أن جرى
فاستنبتي في قبره زهَر الربا=فهو الجدير بأن يعز ويذكرا
نجم تألق في السماء ضياؤه=وطوى المسير وصار من حظَّ الثرى
كلّ البقاعِ تريدُه ذكرًا لها=واستأثرتْ بأريجِهِ أمّ القرى


نقلا عن كتاب
( إمام العصر - سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز)
تأليف: د. ناصر مسفر الزهراني .

رد مع اقتباس