عرض مشاركة واحدة
قديم 2009, 08:04 PM   [4]
hael1
عضو جديد








*أصدقاؤه ومقربوه : تقدم أن الوالد رحمه الله كان له اجتماعات مع أصدقائه في فترة شبابه ونحن صغار ، وهذه الاجتماعات على دوائر مختلفة :
* (الأولى) الاجتماع اليومي في مزرعة الأستاذ عثمان القاضي رحمه الله والذي يجتمع فيها الأصدقاء من المساء حتى ذهاب جزء من الليل ، وربما جاءوا بأبنائهم فيلعبون الكرة ويسبحون في البرك ، فكانت من أجمل الأيام.
* (الثاني) الاجتماع الاسبوعي وذلك أن هؤلاء الأصدقاء صنعوا لهم ما كنا نسميه ونحن صغارٌ "بالصندقة" ، وهي أشبه بالغرفة المربعة الكبيرة المبنية من الحديد الخفيف الذي يسمى "الشينكو" على هيئة الخيام الكبيرة اليوم ، كان الوالد والأصدقاء يجتمعون فيها في كل ليلة جمعة ويكون العشاء على أحدهم بالتناوب.
* (الثالث) : الاجتماع الموسمي حينما تكثر الأمطار وتزهر الأرض كان الوالد والأصدقاء يخرجون برحلات "الكشتات" من ارتفاع النهار إلى المساء ، ولا زلت أذكر بعض صور التي تحكي هذه الرحلات للوالد ومن معه كنا نتداولها بيننا. والوالد رحمه الله محب للسحب والأمطار إلى درجة الهيام حتى إنه إذا أقبل السحاب من بعيد أخذ صديقه وجاره أحمد الصائغ يتلقيان السحاب إذا أقبل ، فتجود قريحته بالشعر. وللوالد رحمه الله قصيدة يتغنى بها في مثل هذه الأجواء فهو يقول :
لا شيء في طب النفــوس * كنزهة في ضاحيــة
أو روضة ممطــــــــــــــــورة * معزولة في ناحيــــة
تاه الضجيج طريقهـــــــــــــا * وسماؤها لك ساجيـة
فتكاد تسمع همس نفســـك * للضمير مناجيــــــــــة
وتكاد تسمع نقر قلبــــــــك * في الضلوع الغافيــــة
وتحس وسوسة الرمــــــال * على النسيم مناغيــة
ما أجمل الصحراء لـــــــــــــو * قالوا حياة الباديـــة
مهد التأمل والهــــــــــــــوى * وقصيدة متصابيــــــة
* (الرابع) : الرحلة السنوية ، بذهابه رحمه الله مع ثلة من أصدقائه في كل إجازة إلى لبنان لمدة شهر يزيد أو ينقص ، و في آخر سنوات رحلاته إلى لبنان قبل الحرب قال لي رحمه الله : إنه كان ينتظر نزول العقوبة على أهل لبنان ؛ لأن سب الله سبحانه وسب دينه صار شيئاً عادياً جارياً على ألسنتهم في ثنايا كلامهم ، وحكى لي رحمه الله بعض تلك العبارات الشنيعة. وقد كان رحمه الله يتحسر على أيامه في لبنان لذا كتب قصيدة سماها "لبنــان" مما قاله فيها :
لبنان ملك الناس ليس لمن هم * نعموا بجنته وما شكــــــروه
لبسوا النضــارة والمــــــــــــــنى * وعليل نسمته فهل قــدروه
واليوم وحدي بالحنيــن بعهــــده * أفـلا أحنّ ولا يحـن بنـــــــوه
وإذا عتبـت على ذويـه فإنمــــــــا * باللوم أقرصهم بما اقترفوه
إن لم يكـونوا مثله فـــي برِّهــــم * فالحق يقي أن أقول دعــوه
أمسيت أخشى أن يُمزّق تحتهـم * أو ينطوي وإذا بهم فقــــدوه
حسدوا به جاراً يرتـل شعره * بجمالــه وبطبعهــم حســــــدوه
* وقد أخبرني زوج الخالة الأستاذ عبد الله النهابي أنهم كلما دخلوا على الوالد رحمه الله في سكنه بلبنان وجدوه جالساً على زاوية يتأمل الطبيعة ومعه قلمه وقرطاسه يكتب شعراً. وأما هو فحدثني رحمه الله ذات مرة عن شيء مما كان يدور في منتدياتهم الثفافية بلبنان بعد حين ذكرت له بعض المثقفين الذين انحرفوا في دينهم ، فكان مما قاله لي : إن أحد هؤلاء قال له وهم في لبنان : أنت يا أبا سامي! مثقف لكنك رجعي. ولذا قال رحمه الله في الرد عليه بقصيدة بعنوان "إلى صديق تاه عن أمر ربه" :
من لم يقده العقل بين شكوكه * نحو الإله فذاك كالنسنـــــــــــاس
كل الحقيقة كلها بوجــــــــــوده * فليذهب الإيمان بالوســــــــواس
يا طاعن الأديان في إلحـــــــاده * قد راج أفيون الشعوب الخاسي
الدين حق الله في ملكوتــــــــه * هو واضع الأديان والآســــــــاس
أديانه اجتمعت إلى قرآنــــــــــه * ومحمد فيه إمام النــــــــــــــــاس
آمن بربك فهو مفتاح الهــــــدى * والبس من الإسلام خير لبـــــس
فهناك تصبح آدمياً عاقــــــــــــلاً * لا عابثاً كالمنتشي بالكــــــــــأس

* فلما دمرت الحرب لبنان كان الوالد وصحبه يذهبون إلى أرض الكنانة مصر ، وأحياناً إلى المغرب ، وكان من محفوظاتي التي بقيت عالقة في ذهني منذ ثلاثين سنة بيتان من مطلع قصيدة نبطية سمعتها من فيه قالها في نهاية رحلة لمصر سكنَ في حيٍّ معروف يدعى "الدقيّ" هما :
يا شقة الدقيّ عليك السلامي * قرب السفر ادعي لنا بالتوافيق
عشرين واربع طرفن بالتمامي * انبهر الدلــــة وانتلاه بابــــــريق

* وكان رحمه الله كتب قصيدة بعنوان "رسالة الأهرام" فمما جاء فيها :
قصدت مقابــــر الأهــرام يومـاً * لأكتـب فكــرة عــبرت ببـالي
رأيت قبور شعب في حضيـض * (ومنق) و(خف) و(خوفو) في الأعالي
أيجـــــدر بالبنـاة نــزول تـــــرب * وهم رفــعوا المقابـر كالجــــــــــــــبال
عبيد الشمس تاهوا في حيـاة * وبعد الموت تاهــــوا في التعالـــــــــــــي
يرون النـاس من وحل وطيـنٍت * وهم من عنصر عالـي المنــــــــــــــــال
فشادوا من مقابرهم صروحـــاً * على أشلاء وأكتــاف الرجـــــــــــــــــال
فما تحنيطهـــــــم إلا جــــــــــزاء * لِمَا اقترفــوه أُمعـــــــــن بالــــــــــوبال
ترى الفرعون معروضاً مسـجى * بأقفاص التفـــاهــة بالريـــــــــــــــــــال
فلو سكنوا التراب وفيــــه ذابــو * فمــا صــار الملـــوك لشـر حـــــــــــــال
ولكــــن الإلـــــــه لــــه انتقــــام * بمــن شركـــــــــوه أرديــة الجــــــــــلال
ولو أنـي وجــدت بعصر خــوفــو * جهـرت بمـــا اعتقـدت ولا أبــالـــــــــــي
فما الأحجار وهي على ضـريــح * تـــدل علــــى جـلالتــــه بحــــــــــــــــــال
ولكـــني أسفـــت علــــى زنـــود * مسخـــــــرة بنتـــهــــــا بابتـــــــــــذال

* وفي المغرب له قصيدة بعنوان "طنجة" وأخرى بعنوان "ذكرى طنجة" قال في مطلع الأولى :
رشيقة بسامة حلـــــــــوة * رقيقة تعزف لحنة الصـــــــور
مضيافة بيضاء مياســـــــة * أنسامها روح نسيم السحـــر
عانقتها بعد طول المـــدى * كنت وكانت كالندى والزهــــر
حيتك يا طنجة مني المنى * في غمرة الشوق وبوح الذكر

* لكن في آخر حياة الوالد رحمه الله خاصة منذ مرض والدته أقل من السفر جداً ، وأقل من مثل هذه الاجتماعات الأربعة السابق ذكرها وصار يأوي كثيراً إلى حديقته الصغيرة ، فيجتمع إليه فيها طائفة من الأصدقاء الذين يشاركونه بالشعر والأدب كالأستاذ الفاضل عبد الرحمن المساعد المنير الذي كان زميلاً للوالد في الثانوية العامة ، ثم زاملته أنا بعد وفاة الوالد بست سنوات في ثانوية ابن سعدي في عام (1415هـ) لسنتين قبل أن انتقل إلى الجامعة فكان من خير من عرفت فضلاً وعقلاً ، وكان يحمل حباً وحنيناً عجيباً للوالد رحمه الله. وذلك أن علاقة الوالد بأصدقائه علاقة تقوم على الاحترام والمحبة ، فكل من عرفه رحمه الله وصاحبه أحبه واحترمه لخلقه وتواضعه وتودده للناس وكونه موسوعة في الأدب والشعر يؤنس بذلك من جالسه.
* ومن أصدقاء الوالد القدماء الذين استحضرهم الآن وقد عرفتهم صغيراً : الأستاذ عثمان الحمد القاضي رحمه الله صاحب المزرعة الشهيرة والصديق الملازم الذي كان الوالد يكن له الاحترام حتى إنه رحمه الله ذهب في مرض موته ليعايده بمناسبة العيد قبل موته بأشهر وهو يتوكأ على عصاه ، والأستاذ الفاضل عبد الرحمن بن صالح العليان مدير التعليم السابق ، والأستاذ عبد الله الخلف الخنيني وهو من ركبّ أول مكيف صحراوي جلبه الوالد لبيتنا الطيني على قاعدة خشبية فجزاه الله خيراً ، ولا يزال يصلي معي أحياناً فأذكر به الوالد رحمه الله لأن به من أخلاقه وطبيعته ، وجارا الوالد الأستاذان أحمد بن عبد العزيز الصائغ ، وعبد العزيز بن سليمان الزيداني ، والمربي الأستاذ أبو سامي محمد السيوفي ، والأستاذ عبد العزيز العمر ، والأستاذ محمد الكريداء مدير الثانوية العامة قديماً.

hael1
عضو جديد








*أصدقاؤه ومقربوه : تقدم أن الوالد رحمه الله كان له اجتماعات مع أصدقائه في فترة شبابه ونحن صغار ، وهذه الاجتماعات على دوائر مختلفة :
* (الأولى) الاجتماع اليومي في مزرعة الأستاذ عثمان القاضي رحمه الله والذي يجتمع فيها الأصدقاء من المساء حتى ذهاب جزء من الليل ، وربما جاءوا بأبنائهم فيلعبون الكرة ويسبحون في البرك ، فكانت من أجمل الأيام.
* (الثاني) الاجتماع الاسبوعي وذلك أن هؤلاء الأصدقاء صنعوا لهم ما كنا نسميه ونحن صغارٌ "بالصندقة" ، وهي أشبه بالغرفة المربعة الكبيرة المبنية من الحديد الخفيف الذي يسمى "الشينكو" على هيئة الخيام الكبيرة اليوم ، كان الوالد والأصدقاء يجتمعون فيها في كل ليلة جمعة ويكون العشاء على أحدهم بالتناوب.
* (الثالث) : الاجتماع الموسمي حينما تكثر الأمطار وتزهر الأرض كان الوالد والأصدقاء يخرجون برحلات "الكشتات" من ارتفاع النهار إلى المساء ، ولا زلت أذكر بعض صور التي تحكي هذه الرحلات للوالد ومن معه كنا نتداولها بيننا. والوالد رحمه الله محب للسحب والأمطار إلى درجة الهيام حتى إنه إذا أقبل السحاب من بعيد أخذ صديقه وجاره أحمد الصائغ يتلقيان السحاب إذا أقبل ، فتجود قريحته بالشعر. وللوالد رحمه الله قصيدة يتغنى بها في مثل هذه الأجواء فهو يقول :
لا شيء في طب النفــوس * كنزهة في ضاحيــة
أو روضة ممطــــــــــــــــورة * معزولة في ناحيــــة
تاه الضجيج طريقهـــــــــــــا * وسماؤها لك ساجيـة
فتكاد تسمع همس نفســـك * للضمير مناجيــــــــــة
وتكاد تسمع نقر قلبــــــــك * في الضلوع الغافيــــة
وتحس وسوسة الرمــــــال * على النسيم مناغيــة
ما أجمل الصحراء لـــــــــــــو * قالوا حياة الباديـــة
مهد التأمل والهــــــــــــــوى * وقصيدة متصابيــــــة
* (الرابع) : الرحلة السنوية ، بذهابه رحمه الله مع ثلة من أصدقائه في كل إجازة إلى لبنان لمدة شهر يزيد أو ينقص ، و في آخر سنوات رحلاته إلى لبنان قبل الحرب قال لي رحمه الله : إنه كان ينتظر نزول العقوبة على أهل لبنان ؛ لأن سب الله سبحانه وسب دينه صار شيئاً عادياً جارياً على ألسنتهم في ثنايا كلامهم ، وحكى لي رحمه الله بعض تلك العبارات الشنيعة. وقد كان رحمه الله يتحسر على أيامه في لبنان لذا كتب قصيدة سماها "لبنــان" مما قاله فيها :
لبنان ملك الناس ليس لمن هم * نعموا بجنته وما شكــــــروه
لبسوا النضــارة والمــــــــــــــنى * وعليل نسمته فهل قــدروه
واليوم وحدي بالحنيــن بعهــــده * أفـلا أحنّ ولا يحـن بنـــــــوه
وإذا عتبـت على ذويـه فإنمــــــــا * باللوم أقرصهم بما اقترفوه
إن لم يكـونوا مثله فـــي برِّهــــم * فالحق يقي أن أقول دعــوه
أمسيت أخشى أن يُمزّق تحتهـم * أو ينطوي وإذا بهم فقــــدوه
حسدوا به جاراً يرتـل شعره * بجمالــه وبطبعهــم حســــــدوه
* وقد أخبرني زوج الخالة الأستاذ عبد الله النهابي أنهم كلما دخلوا على الوالد رحمه الله في سكنه بلبنان وجدوه جالساً على زاوية يتأمل الطبيعة ومعه قلمه وقرطاسه يكتب شعراً. وأما هو فحدثني رحمه الله ذات مرة عن شيء مما كان يدور في منتدياتهم الثفافية بلبنان بعد حين ذكرت له بعض المثقفين الذين انحرفوا في دينهم ، فكان مما قاله لي : إن أحد هؤلاء قال له وهم في لبنان : أنت يا أبا سامي! مثقف لكنك رجعي. ولذا قال رحمه الله في الرد عليه بقصيدة بعنوان "إلى صديق تاه عن أمر ربه" :
من لم يقده العقل بين شكوكه * نحو الإله فذاك كالنسنـــــــــــاس
كل الحقيقة كلها بوجــــــــــوده * فليذهب الإيمان بالوســــــــواس
يا طاعن الأديان في إلحـــــــاده * قد راج أفيون الشعوب الخاسي
الدين حق الله في ملكوتــــــــه * هو واضع الأديان والآســــــــاس
أديانه اجتمعت إلى قرآنــــــــــه * ومحمد فيه إمام النــــــــــــــــاس
آمن بربك فهو مفتاح الهــــــدى * والبس من الإسلام خير لبـــــس
فهناك تصبح آدمياً عاقــــــــــــلاً * لا عابثاً كالمنتشي بالكــــــــــأس

* فلما دمرت الحرب لبنان كان الوالد وصحبه يذهبون إلى أرض الكنانة مصر ، وأحياناً إلى المغرب ، وكان من محفوظاتي التي بقيت عالقة في ذهني منذ ثلاثين سنة بيتان من مطلع قصيدة نبطية سمعتها من فيه قالها في نهاية رحلة لمصر سكنَ في حيٍّ معروف يدعى "الدقيّ" هما :
يا شقة الدقيّ عليك السلامي * قرب السفر ادعي لنا بالتوافيق
عشرين واربع طرفن بالتمامي * انبهر الدلــــة وانتلاه بابــــــريق

* وكان رحمه الله كتب قصيدة بعنوان "رسالة الأهرام" فمما جاء فيها :
قصدت مقابــــر الأهــرام يومـاً * لأكتـب فكــرة عــبرت ببـالي
رأيت قبور شعب في حضيـض * (ومنق) و(خف) و(خوفو) في الأعالي
أيجـــــدر بالبنـاة نــزول تـــــرب * وهم رفــعوا المقابـر كالجــــــــــــــبال
عبيد الشمس تاهوا في حيـاة * وبعد الموت تاهــــوا في التعالـــــــــــــي
يرون النـاس من وحل وطيـنٍت * وهم من عنصر عالـي المنــــــــــــــــال
فشادوا من مقابرهم صروحـــاً * على أشلاء وأكتــاف الرجـــــــــــــــــال
فما تحنيطهـــــــم إلا جــــــــــزاء * لِمَا اقترفــوه أُمعـــــــــن بالــــــــــوبال
ترى الفرعون معروضاً مسـجى * بأقفاص التفـــاهــة بالريـــــــــــــــــــال
فلو سكنوا التراب وفيــــه ذابــو * فمــا صــار الملـــوك لشـر حـــــــــــــال
ولكــــن الإلـــــــه لــــه انتقــــام * بمــن شركـــــــــوه أرديــة الجــــــــــلال
ولو أنـي وجــدت بعصر خــوفــو * جهـرت بمـــا اعتقـدت ولا أبــالـــــــــــي
فما الأحجار وهي على ضـريــح * تـــدل علــــى جـلالتــــه بحــــــــــــــــــال
ولكـــني أسفـــت علــــى زنـــود * مسخـــــــرة بنتـــهــــــا بابتـــــــــــذال

* وفي المغرب له قصيدة بعنوان "طنجة" وأخرى بعنوان "ذكرى طنجة" قال في مطلع الأولى :
رشيقة بسامة حلـــــــــوة * رقيقة تعزف لحنة الصـــــــور
مضيافة بيضاء مياســـــــة * أنسامها روح نسيم السحـــر
عانقتها بعد طول المـــدى * كنت وكانت كالندى والزهــــر
حيتك يا طنجة مني المنى * في غمرة الشوق وبوح الذكر

* لكن في آخر حياة الوالد رحمه الله خاصة منذ مرض والدته أقل من السفر جداً ، وأقل من مثل هذه الاجتماعات الأربعة السابق ذكرها وصار يأوي كثيراً إلى حديقته الصغيرة ، فيجتمع إليه فيها طائفة من الأصدقاء الذين يشاركونه بالشعر والأدب كالأستاذ الفاضل عبد الرحمن المساعد المنير الذي كان زميلاً للوالد في الثانوية العامة ، ثم زاملته أنا بعد وفاة الوالد بست سنوات في ثانوية ابن سعدي في عام (1415هـ) لسنتين قبل أن انتقل إلى الجامعة فكان من خير من عرفت فضلاً وعقلاً ، وكان يحمل حباً وحنيناً عجيباً للوالد رحمه الله. وذلك أن علاقة الوالد بأصدقائه علاقة تقوم على الاحترام والمحبة ، فكل من عرفه رحمه الله وصاحبه أحبه واحترمه لخلقه وتواضعه وتودده للناس وكونه موسوعة في الأدب والشعر يؤنس بذلك من جالسه.
* ومن أصدقاء الوالد القدماء الذين استحضرهم الآن وقد عرفتهم صغيراً : الأستاذ عثمان الحمد القاضي رحمه الله صاحب المزرعة الشهيرة والصديق الملازم الذي كان الوالد يكن له الاحترام حتى إنه رحمه الله ذهب في مرض موته ليعايده بمناسبة العيد قبل موته بأشهر وهو يتوكأ على عصاه ، والأستاذ الفاضل عبد الرحمن بن صالح العليان مدير التعليم السابق ، والأستاذ عبد الله الخلف الخنيني وهو من ركبّ أول مكيف صحراوي جلبه الوالد لبيتنا الطيني على قاعدة خشبية فجزاه الله خيراً ، ولا يزال يصلي معي أحياناً فأذكر به الوالد رحمه الله لأن به من أخلاقه وطبيعته ، وجارا الوالد الأستاذان أحمد بن عبد العزيز الصائغ ، وعبد العزيز بن سليمان الزيداني ، والمربي الأستاذ أبو سامي محمد السيوفي ، والأستاذ عبد العزيز العمر ، والأستاذ محمد الكريداء مدير الثانوية العامة قديماً.

hael1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
hael1 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس