مداعبات إخوانية

[روح التميمي]

قال أبو زياد الشاعر الأستاذ عبدالرحمن الهقاص :


وهذه من مراسلاته القصيره مع صديقه حمد العثمان وهي من المداعبات الخفيفه بين الأصدقاء
بديعة النسج خفيفة الظل تميل إلى السهل الممتنع يظهر فيها التآلف الفكري والتلاحم الشعري
بين الصديقين يقول حمد الشبل موجها رساله إلى صديقه حمد البراهيم العثمان الحميد :

قتيل الهوى ينزل ورا القيصِريِّه=ولاجيت يَمِّه قال هذاك بابي
يِدِلَّنْ وانا قَبْلَ امْس عنده عشيِّه=على دعوةٍ لبَّاه حَضْرَةْ جنابي
انا عانِيٍ لِه والنَّوايا بِرِيِّه=ولانِيبَ احَسِّب للمواقف حسابي
تَحَيَّرْت مَدْرِي بالظُّروف الخفيِّه=والافكار تاقَع بالخطا والصَّوابي
الا يارصيفٍ فيه الاشواق حيِّه=تِوَقَّدْ على قلب العنا والعذابي
الى شِفْت من عنده علومٍ طريِّه=ترى القلب من بين الشِّفايا يِنابي

فأجابه حمد العثمان :

هلا بالكتاب اللي لفا من شوَيِّه=عدد ماسجد لِله عبدٍ وتابي
وانا من لِفاني والرَّوابِع شِقِيِّه=اَهُوجِس الِينِ انِّي ضَرَبْتَ الطِّنابي
وانا عارفٍ إنِّك تقول الحَذِيِّه=ولاشَكّ تطرد من وَرايَ السَرابي
انا ياقليل الفود لي كم غِيِّه=بْداري يِجُرُّونَنْ ابْلَوْيَةْ ثيابي
وانا ذِمِّتي من تهمتك لي نِجِيِّه=فلا شك لي حِسْناك يومَ الحسابي
اقوله وكلٍّ واثقٍ من خَوِيِّه=وهذا كتابي لجل رد الجوابي

فرد عليه حمد الشبل بهذه القصيدة :

بَحَثْنا عن العِلِّه وقالوا خَفِيِّه=ولايذكرونِ عْلاج حالك غيابي
وَاشُوفَ الطِّبيبُ وْراعيَ الصِّيدليِّه=يقولون حِطُّوا له بْصَدره حْجابي
وانا خايفٍ تَثْقَل عليك الدِّعيِّه=وَحِدِّك على دَرْبَ الوَعَرِ والصِّعابي
فَلَكِن على النِّيه تراها مطيِّه=تِفَتِّح يديكُ وْنِيِّتِك بالمخابي
تِحاوِل معي بالمَسْكِه المخلبيِّه=تَحَسْبَنْ غبيٍّ في ثيابِ مْتغابي
تَحَذَّرْت قومُ وْطِحْت بَاوَّلْ سِرِيِّه=تَبَا الزِّيت ينفع وِين سَمْنَ العْرَابي
كَوِيناك لو جِمْلَةْ مِكاوِيك نِيِّه=على رَغْبِتَك صاحي وَانا بوُشْهابي

فأجابه حمد العثمان بالآتي:

هلا بالجواب اللي حروفه طريِّه=عدد ماظهر نجمٍ بليله وغابي
اقوله وَجِاهر ياهلا فيه حَيِّه=ولَو طالت القِيفان ماقول شابي
انَا ارْعَى الجمل وَسْطَ الرياض العذيِّه=زْبِيدِيَّها تَوِّه يشيلَ الترابي
غَطَسْتُوا تبونِ مْنَ الغنايم بْلَيِّه=ومَحْصولكم ماظِنّ يَكْفَ الزَّهابي
تِجَوَّدْ قبل تاقَعْ بْجالَ الرِّكيِّه=مطاوي حصاها مثل لون الغرابي
ولا اشْتَدِّتَ الكَنِّه تِظَلَّل بْفَيِّه=وانا انْصَحْك لاترقِد على جِحر دابي
قضى القاف ياراع العلوم النِّقيِّه=على بال ماتكتب وتِرْسِل كتابي

قال أبو زياد : هذه القصائد السابقه على حسب علمي عمرها أكثر من خمسة وعشرين عاما
وهي تمثل مرحله سابقة لأسلوبه الشعري.