قائمة الجوال

 
التسجيل 

قم بالتسجيل الان فى المنتدى

 
البحث المتقدم  

البحث فى المنتدى

 
التعليمات 

اطلع على تعليمات المنتدى

 
مشاركات اليوم 

المشاركات االجديدة فى المنتدى

 
اتصل بنا 

ساهم فى تطوير المنتدى

مرحبا بك

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


العودة   شعراء عنيزة > مرحباً بكم في دواوين شعراء مدينة عنيزة > منتدى المواضيع العــــامة

الملاحظات

منتدى المواضيع العــــامة

العودة شعراء عنيزة > مرحباً بكم في دواوين شعراء مدينة عنيزة > منتدى المواضيع العــــامة تحديث الصفحة أوسع ترجمة لشاعر عنيزة الكبير عبد الله الحمد السناني مع قصائد تنشر لأول مرة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009, 03:57 AM   [1]
hael1 hael1 غير متواجد حالياً
عضو جديد


 





hael1 hael1 غير متواجد حالياً
عضو جديد


 






السلام عليكم ورحمة الله : كنت وعدتكم قبل أكثر من سنة بنشر شيء من ترجمة الجد شاعر عنيزة الذي وصفه بعض النقاد من معاصريه أنه "أمير الشعر المعاصر" عبدالله الحمد السناني رحمه الله ، وها قد وجدت عن طريق أخوالي ترجمة مطولة مفصلة ربطت كثيرا من شعره بأحداث حياته كتبها الخال الشيخ الدكتور عصام بن عبد الله السناني جواباً لأسئلة طلاب بحث التخرج في كلية اللغة العربية بالجامعة لهذه السنة (يعني طرية جدا) أهدى نسخة منها لوالدته (جدتي أمد الله في عمرها على طاعته) فأبكاها. سوف أنشرها خلال هذا الأسبوع ، وصدقوني أنا لما قرأت هذه الترجمة عرفت أنها ستكون وثيقة تاريخية عن الجد الشاعر الكبير عبد الله الحمد السناني فانتظروني.

رد مع اقتباس
قديم 2009, 04:45 PM   [2]
hael1
عضو جديد








ترجمـة
حكيم الشعراء
عبد الله بن حمد السناني
كتبها
ابنه الدكتور عصام بن عبد الله السناني
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية
وعضو مجلس الإدارة الأول بالجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها
وعضو اللجنة العلمية لفتوى الحج في وزارة الشؤون الإسلامية
وعضو لجان المناصحات الفكرية بوزارة الداخلية
(إجابة على أسئلة طلاب بحث التخرج في كلية اللغة العربية)
(1430هـ)


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ..
فقد تردد عليّ بعض طلاب الدكتور الفاضل إبراهيم المطوع طالبين الإجابة على بعض الأسئلة التي طرحوها عن الوالد الأديب والشاعر الحكيم عبد الله بن حمد السناني رحمه الله ضمن بحث التخرج للطلاب في شعر الوالد رحمه الله ، فطلبت منهم الإمهال لكثرة الأعمال العلمية في الكلية وخارجها ، فكنت كلما اتصلوا بي اعتذرت ، حتى إذا جاء دور الإجابة على أسئلتهم في ترتيب جدول الأعمال العلمية على الطاولة متزامناً مع قرب انتهاء الفصل الدراسي ، فأخبرتهم أني سأكتب لهم أشياء يسيرة في وريقات على عجل ، لكني ما إن بدأت بالإجابة على الأسئلة التي وجهها إليّ الطلاب إلا وأثارت فيّ أشجان وذكريات فتدفقت المعلومات ، فما زلت أثبت بعضاً وأزيل بعضاً حتى تكاملت هذه الترجمة التي يراها القارئ في هذه السطور ، فشكر الله للدكتور الفاضل إبراهيم المطوع الذي كان سبباً لنشر فضيلة للوالد طويت ، خاصة بعد مضي إحدى وعشرين سنة ونيف على وفاته رحمه الله ، فنشأ جيل لا يعرف عن أمير الشعر المعاصر شيئاً كما سماه بعض معاصريه ، ومـــاذا قدم لإثراء أدب أمته ووطنه ، لأن غالب من كان اليوم دون الثلاثين ربما لم يسمع بالوالد رحمه الله ، وربما سمع به من هو في عقد الأربعين من أبناء جيلي. وبمناسبة الإلحاح على نشر هذه الترجمة في المنتديات فإني أرجو من كل من يصله حرفي من زملاء الوالد الفضلاء أو طلابه الأوفياء في أنحاء المملكة أن يقوم كل منهم بتزويدي بما عنده من قصائد للوالد رحمه الله ، وكذلك ما يعرفه عن سيرته التي لم يطلع عليها إلا هو في أثناء تدريسه قديماً أو في عمله الإداري أو في مجالسه الأدبية على العنوان أدناه ؛ لأني عازم بإذن الله على أن أخرج كتاباً يشتمل على سيرة الوالد الشخصية والتعليمية والإدارية والأدبية في مختلف مراحل حياته وربط ذلك بقصائده التي قالها بتلك المناسبات على قدر المستطاع ، حتى نؤدي شيئاً من حقه علينا رحمه الله ، وحق البلدة التي أنجبته بتخليد سيرة فذة لأحد أبنائها العصاميين ممن جمع بين الأصالة والمعاصرة في أدبه مع تمسكه بثوابت وأخلاقيات دينه بالرغم من رياح التقلبات العاصفة التي عصفت في أبناء جيله يمنة ويسرة ليكون قدوة يحتذي بها أبناء هذا الجيل من الأدباء والمثقفين ومن بعدهم. واستطراداً أرجو من مؤرخي عنيزة والمهتمين بوثائقها الكرام ــ تعاوناً منهم على الخير ــ تزويدي على العنوان المذكور بكل ما يتعلق بأحد من علماء أو أدباء العائلة الآخرين ــ كما حصل من أخي المؤرخ الدكتور الفاضل أحمد البسام ــ ؛ لأني كذلك أعتزم بإذن الله تأليف كتاب عن علماء وأدباء عائلة السناني العامرية ، ومع أني أخوض في غير فني على حساب ما أحسن ، فقد وجدتني مضطراً لذلك حين لم يستجب أحد من أهل هذا الفن لندائي الذي ناديت به قبل سبع سنوات للقيام بهذا العمل ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :"خيركم خيركم لأهله".
وكتبه : د.عصام بن عبد الله بن حمد السناني
على العنوان التالي : كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم – قسم السنة
أو ص.ب (201) عنيزة الرمز البريدي (51911)
أو على البريد الإلكتروني esam-snane@hotmail.com
أو برسالة استدعاء مبررة لا مهاتفة على الجوال [0505177624]


ترجمة الوالد عبد الله بن حمد السناني رحمه الله
* نسبه وعائلته: هو حكيم الشعراء عبد الله بن حمد بن علي بن محمد بن إبراهيم السناني الحميدي السبيعي العامري ، فآل السناني في عنيزة من آل أبو سبيع من آل علي من العُونْة من بني حميد من بني عامر من سبيع بن عامر. ولد رحمه الله في بيت علم وأدب ، فجده الشيخ علي بن محمد السناني رحمه الله المتوفى سنة (1339هـ) والذي عُدَّ من كبار العلماء في عصره وعرض عليه القضاء مرات فامتنع ، وتتلمــذ على يديه جماعة منهم : الشيخ صالح العثمان القاضي والشيخ عبد الرحمن السعدي رحمهما الله ، وكان يفد عليه الملك عبد العزيز رحمه الله إذا حضر إلى عنيزة. بل من الثابت عندنا أنه قد أمدّ الملك عبد العزيز ببعض المال ــ قيل : بألف جنيه ذهب ــ لما احتاج لذلك في إحدى مرات وفود الملك عليه ؛ لأنـــه كان غنيــاً رحمه الله. ولما توفي رحمه الله ووضع في قبره جلس تلميذه ووالد زوجته الثانية قاضي عنيزة الشيخ صالح بن عثمان القاضي معتمداً على قدميه واضعاً راحتيه على وجهه ومرفقيه على فخذيه وهو يبكي ، فقيل له في ذلك ، فقال : لا أبكي على السناني ، وإنما أبكي على العلم الذي ذهب في صدره لم يورث. وكذا فعمُّ أبي الوالد الشيــخ عبد العزيز بن محمد السناني رحمه الله الذي توفي في الشام سنة (1326هـ) ورثاه العلامتان شكــري الألوسي وجمال الدين القاسمي فقال الأخير عنه (كما في الرسائل المتبادلة بين الشيخين تحقيق العجمي) : "فلقد كان من الفقهاء النبهاء والحنابلة الأتقياء ، يذكر هديه ووقاره وسكونه وتؤدته وحلمه حاله حال السلف ، ولعمر الحق لو كان في عصر القشيري لأدرجه من رجال الرسالة بل هو فوق ذلك". وكذا والد جده الشيخ محمد بن إبراهيم السناني رحمه الله العالم الورع وتلميذ مفتي نجد الشيخ عبد الله أبابطين رحمه الله الذي خلفه على قضائها لما سأله أهل عنيزة عند رحيله عّمن يصلح للقضاء بعده فأشار بالجدّ رحمه الله. وله قصة مشهورة في نصرة دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ذكر الدكتور أحمد البسام صورة رسالته في ذلك في مجلة الدرعية (العدد 14 في ربيع الآخر 1422هـ) ، توفي رحمه الله بعد ولاية القضاء بستة أشهر سنة (1269هـ). ولقد ترجم لهم ولغيرهم من طلبة العلم في الأسرة كل من ألف في تراجم علماء نجد. ومما يذكر هنا أن الوالد عبد الله رحمه الله اجتمع له شرف الانتساب لبيوتات العلم في عنيزة من جهتين ، فوالده الجد حمد رحمه الله اجتمع له جدان عالمان من جهتي أمه وأبيه : فجده من جهة أبيه الشيخ القاضي محمد بن إبراهيم السناني المتقدم ذكره ، وأما جـده من جهة أمـه فهو كذلك قاضي عنيزة وعالمها وخطيب جامعها جدّنا الشيخ عبد الرحمن بن محمد القاضي المتوفى رحمه الله سنة (1261هـ) والذي لم يخلف ولداً ذكراً وإنما كان له أسباط من ابنتيه : الجدّة مضاوي الــتي تزوجها الشيخ عــليّ فأنجبت منه أربعة أبناء أحدهم جدي حمد ، وكان لها قبل ذلك ابنان من زوجها الأول من عائلة القاضي ، اجتمع ستتهم في بيت الجد علي رحمه الله. وله كذلك أسباط من ابنته الثانية من عائلة البسام رحمهم الله جميعاً. ولما ترجم له الشيخ عبد الله البسام رحمه الله في كتابه "علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) قال : "تقيم هذه الأسرة في مدينة عنيزة منذ أزمنة بعيدة ، والمترجم من أسرة علميه ، فجده وجد أبيه وأعمام جده (الصواب أعمام أبيه) من كبار علماء عنيزة".وكان الشعر يسري في هذه العائلة ، فأخوا الوالد وشقيقاته ووالدته وبعض أبناء عمه رحمهم الله كانوا يجيدون الشعر الشعبي.

hael1
عضو جديد








ترجمـة
حكيم الشعراء
عبد الله بن حمد السناني
كتبها
ابنه الدكتور عصام بن عبد الله السناني
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية
وعضو مجلس الإدارة الأول بالجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها
وعضو اللجنة العلمية لفتوى الحج في وزارة الشؤون الإسلامية
وعضو لجان المناصحات الفكرية بوزارة الداخلية
(إجابة على أسئلة طلاب بحث التخرج في كلية اللغة العربية)
(1430هـ)


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ..
فقد تردد عليّ بعض طلاب الدكتور الفاضل إبراهيم المطوع طالبين الإجابة على بعض الأسئلة التي طرحوها عن الوالد الأديب والشاعر الحكيم عبد الله بن حمد السناني رحمه الله ضمن بحث التخرج للطلاب في شعر الوالد رحمه الله ، فطلبت منهم الإمهال لكثرة الأعمال العلمية في الكلية وخارجها ، فكنت كلما اتصلوا بي اعتذرت ، حتى إذا جاء دور الإجابة على أسئلتهم في ترتيب جدول الأعمال العلمية على الطاولة متزامناً مع قرب انتهاء الفصل الدراسي ، فأخبرتهم أني سأكتب لهم أشياء يسيرة في وريقات على عجل ، لكني ما إن بدأت بالإجابة على الأسئلة التي وجهها إليّ الطلاب إلا وأثارت فيّ أشجان وذكريات فتدفقت المعلومات ، فما زلت أثبت بعضاً وأزيل بعضاً حتى تكاملت هذه الترجمة التي يراها القارئ في هذه السطور ، فشكر الله للدكتور الفاضل إبراهيم المطوع الذي كان سبباً لنشر فضيلة للوالد طويت ، خاصة بعد مضي إحدى وعشرين سنة ونيف على وفاته رحمه الله ، فنشأ جيل لا يعرف عن أمير الشعر المعاصر شيئاً كما سماه بعض معاصريه ، ومـــاذا قدم لإثراء أدب أمته ووطنه ، لأن غالب من كان اليوم دون الثلاثين ربما لم يسمع بالوالد رحمه الله ، وربما سمع به من هو في عقد الأربعين من أبناء جيلي. وبمناسبة الإلحاح على نشر هذه الترجمة في المنتديات فإني أرجو من كل من يصله حرفي من زملاء الوالد الفضلاء أو طلابه الأوفياء في أنحاء المملكة أن يقوم كل منهم بتزويدي بما عنده من قصائد للوالد رحمه الله ، وكذلك ما يعرفه عن سيرته التي لم يطلع عليها إلا هو في أثناء تدريسه قديماً أو في عمله الإداري أو في مجالسه الأدبية على العنوان أدناه ؛ لأني عازم بإذن الله على أن أخرج كتاباً يشتمل على سيرة الوالد الشخصية والتعليمية والإدارية والأدبية في مختلف مراحل حياته وربط ذلك بقصائده التي قالها بتلك المناسبات على قدر المستطاع ، حتى نؤدي شيئاً من حقه علينا رحمه الله ، وحق البلدة التي أنجبته بتخليد سيرة فذة لأحد أبنائها العصاميين ممن جمع بين الأصالة والمعاصرة في أدبه مع تمسكه بثوابت وأخلاقيات دينه بالرغم من رياح التقلبات العاصفة التي عصفت في أبناء جيله يمنة ويسرة ليكون قدوة يحتذي بها أبناء هذا الجيل من الأدباء والمثقفين ومن بعدهم. واستطراداً أرجو من مؤرخي عنيزة والمهتمين بوثائقها الكرام ــ تعاوناً منهم على الخير ــ تزويدي على العنوان المذكور بكل ما يتعلق بأحد من علماء أو أدباء العائلة الآخرين ــ كما حصل من أخي المؤرخ الدكتور الفاضل أحمد البسام ــ ؛ لأني كذلك أعتزم بإذن الله تأليف كتاب عن علماء وأدباء عائلة السناني العامرية ، ومع أني أخوض في غير فني على حساب ما أحسن ، فقد وجدتني مضطراً لذلك حين لم يستجب أحد من أهل هذا الفن لندائي الذي ناديت به قبل سبع سنوات للقيام بهذا العمل ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :"خيركم خيركم لأهله".
وكتبه : د.عصام بن عبد الله بن حمد السناني
على العنوان التالي : كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم – قسم السنة
أو ص.ب (201) عنيزة الرمز البريدي (51911)
أو على البريد الإلكتروني esam-snane@hotmail.com
أو برسالة استدعاء مبررة لا مهاتفة على الجوال [0505177624]


ترجمة الوالد عبد الله بن حمد السناني رحمه الله
* نسبه وعائلته: هو حكيم الشعراء عبد الله بن حمد بن علي بن محمد بن إبراهيم السناني الحميدي السبيعي العامري ، فآل السناني في عنيزة من آل أبو سبيع من آل علي من العُونْة من بني حميد من بني عامر من سبيع بن عامر. ولد رحمه الله في بيت علم وأدب ، فجده الشيخ علي بن محمد السناني رحمه الله المتوفى سنة (1339هـ) والذي عُدَّ من كبار العلماء في عصره وعرض عليه القضاء مرات فامتنع ، وتتلمــذ على يديه جماعة منهم : الشيخ صالح العثمان القاضي والشيخ عبد الرحمن السعدي رحمهما الله ، وكان يفد عليه الملك عبد العزيز رحمه الله إذا حضر إلى عنيزة. بل من الثابت عندنا أنه قد أمدّ الملك عبد العزيز ببعض المال ــ قيل : بألف جنيه ذهب ــ لما احتاج لذلك في إحدى مرات وفود الملك عليه ؛ لأنـــه كان غنيــاً رحمه الله. ولما توفي رحمه الله ووضع في قبره جلس تلميذه ووالد زوجته الثانية قاضي عنيزة الشيخ صالح بن عثمان القاضي معتمداً على قدميه واضعاً راحتيه على وجهه ومرفقيه على فخذيه وهو يبكي ، فقيل له في ذلك ، فقال : لا أبكي على السناني ، وإنما أبكي على العلم الذي ذهب في صدره لم يورث. وكذا فعمُّ أبي الوالد الشيــخ عبد العزيز بن محمد السناني رحمه الله الذي توفي في الشام سنة (1326هـ) ورثاه العلامتان شكــري الألوسي وجمال الدين القاسمي فقال الأخير عنه (كما في الرسائل المتبادلة بين الشيخين تحقيق العجمي) : "فلقد كان من الفقهاء النبهاء والحنابلة الأتقياء ، يذكر هديه ووقاره وسكونه وتؤدته وحلمه حاله حال السلف ، ولعمر الحق لو كان في عصر القشيري لأدرجه من رجال الرسالة بل هو فوق ذلك". وكذا والد جده الشيخ محمد بن إبراهيم السناني رحمه الله العالم الورع وتلميذ مفتي نجد الشيخ عبد الله أبابطين رحمه الله الذي خلفه على قضائها لما سأله أهل عنيزة عند رحيله عّمن يصلح للقضاء بعده فأشار بالجدّ رحمه الله. وله قصة مشهورة في نصرة دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ذكر الدكتور أحمد البسام صورة رسالته في ذلك في مجلة الدرعية (العدد 14 في ربيع الآخر 1422هـ) ، توفي رحمه الله بعد ولاية القضاء بستة أشهر سنة (1269هـ). ولقد ترجم لهم ولغيرهم من طلبة العلم في الأسرة كل من ألف في تراجم علماء نجد. ومما يذكر هنا أن الوالد عبد الله رحمه الله اجتمع له شرف الانتساب لبيوتات العلم في عنيزة من جهتين ، فوالده الجد حمد رحمه الله اجتمع له جدان عالمان من جهتي أمه وأبيه : فجده من جهة أبيه الشيخ القاضي محمد بن إبراهيم السناني المتقدم ذكره ، وأما جـده من جهة أمـه فهو كذلك قاضي عنيزة وعالمها وخطيب جامعها جدّنا الشيخ عبد الرحمن بن محمد القاضي المتوفى رحمه الله سنة (1261هـ) والذي لم يخلف ولداً ذكراً وإنما كان له أسباط من ابنتيه : الجدّة مضاوي الــتي تزوجها الشيخ عــليّ فأنجبت منه أربعة أبناء أحدهم جدي حمد ، وكان لها قبل ذلك ابنان من زوجها الأول من عائلة القاضي ، اجتمع ستتهم في بيت الجد علي رحمه الله. وله كذلك أسباط من ابنته الثانية من عائلة البسام رحمهم الله جميعاً. ولما ترجم له الشيخ عبد الله البسام رحمه الله في كتابه "علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) قال : "تقيم هذه الأسرة في مدينة عنيزة منذ أزمنة بعيدة ، والمترجم من أسرة علميه ، فجده وجد أبيه وأعمام جده (الصواب أعمام أبيه) من كبار علماء عنيزة".وكان الشعر يسري في هذه العائلة ، فأخوا الوالد وشقيقاته ووالدته وبعض أبناء عمه رحمهم الله كانوا يجيدون الشعر الشعبي.

hael1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
hael1 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 2009, 06:54 AM   [3]
hael1
عضو جديد








*مكانته وشعره : مع أن الوالد رحمه الله لم يعط الاهتمام الذي يليق به بين أبناء بلدته إلا أنهم كانوا يلجأون إليه في غالب المناسبات ليكتب الشعر باسمهم بين يدي الضيوف كقصيدته التي لا زالت أتذكر صداها إلى اليوم بمسامعــي في اجتماع أهالي القصيم في المليداء لما قدم الملك فيصل رحمه الله للمنطقة في أول عقد التسعينات والتي ألقاها الأستاذ إبراهيم السويل. والوالد رحمه الله كان من المعجبين أشد الأعجاب بالملك فيصل ، ولمعرفتي بذلك لمّا سمعت بخبر مقتل الملك رحمه الله دخلت على الوالد رحمه الله في قيلولته ، وهو وقت لا يجرؤ أحد منا أن يفعله ولم يتكرر مثله لهيبته رحمه الله ، فأيقظته بشجاعة وأخبرته بالحدث فقام فزعاً كأن القيامة قد قامت ، ورثاه رحمه الله بقصيدة طويلة كان منها:

يا فقيــداً قد مـات كيف يشاء
ميتة يستطيبهــا العظمــــاء

رابع الراشـدين والقتل فيكـم
سنة أنكــــم بــــه شهــــداء

صبغ الحزن كل شيء على الأر
ض فألقت ألوانها الأشيـــــاء

أي خطب! هل القيـامة قامت
أم تصـــدى للعالمين الشقـاء

مـادت الأرض يوم موتـك هــولاً
وأجلتـــــك واكفهـــر الفضــاء

حتى قال رحمه الله :

أوفـــــــاة وأمــــتي تتلظـــــــى
وبــــلادي يدوسهـــا الأدعيــــــاء ؟

أوفاة وساعة الصفر حرف
بيـــــن كفيـــــــك كلهــــا إصغـــــاء ؟

أوفاة وبالسيف قد حرم الغمــــــــــــ
ــــــــــد ولم ترم سرجها الشقراء

وفلسطيننـــا الأخيذة عرى
تطلـــــب الأرجــوان وهو الكســاء ؟

أوفــــاة ولامـــة الحــرب ثوب
لبستــــــــه جيوشـــــــــــنا السمـــــراء

لا اعتراض على المقــادير إنا
أمــــة لم يمــــت لديــهــــا الرجــــــــــاء


* ومثل ذلك حين طلبوا من الوالد رحمه الله أن ينظم قصيدة للترحيب بالملك خالد رحمه الله حين قدم لعنيزة بتأريخ 22/2/1401هـ ، فنظم قصيدته التي ألقاها الأستاذ أحمد الدبيان في الاحتفال الذي كان في موقع سوق الخضار اليوم ، فمما قال فيها بعد ذكر تطلع أهل القصيم لمشاريع النماء في عهده :

هنا تتلقى أمة أمـــــر ذاتها
وسيــــــــــــدها ندّ لديه مسودها


ومنهجها القرآن والله ربها
على العدل والتوحيد رفعت بنودها


فرايتها تسمو على كل راية
ويعلو على كل النشيد نشيدها


ولن تتوانى لانتخاب رئاسة
فليست تبالي أي رأس يسودها


لسوف يعود الحق يوما لأهله
وتفلت أولى القبلتين يهودها


وما مات حق تقتضيه قضية
إذا لم يقف عند الصعاب صمودها

حتى قال :

أبا بندر هذا لسان عنيزة
يروم بياني حاله لو يجيدها


فعفوا إذا حدّ المقام بلاغة
وقصّر عن شأو القوافي لبيدها


جهرت بما تقضي الحقيقة منشدًا
وما أطمعتني حُظوة أستفيدها


ولولا اعتباري أن يقال مبالغ
لأطنبت فيما فيه غم حسوده


ومما يذكر هنا لمناسبة قوله رحمه الله : "وما أطمعتني حُظوة أستفيدها" تصديق قوله فعله أنه لما أرسل له مبلغ مالي آنذاك من وزارة الإعلام مقابل القصيدة عن طريق مذيع تلفزيون القصيم آنذاك حمد الزنيدي رفض قبولها وردها ، وقال : لم أكتب لذلك.
* إن كل من عرف الوالد رحمه الله وقرأ له أقر له بالريادة في الشعر مع أنه رحمه الله لم يدرس النحو والعروض والأدب كدراسة المتخصصين ، وإنما كان أدبه عن موهبة واطلاع ، ولذلك لما كتب الأستاذ عبد الله بن إدريس كتابه "شعراء نجد المعاصرون" ذكر الوالد رحمه الله ضمن من ترجم لهم ، مع أن الوالد رحمه الله آنذاك كان دون الثلاثين من عمره ، فالطبعة الأولى للكتاب صدرت عام (1380هـ) قبل ولادتي بثلاث سنوات ، ومع ذلك فقد قال عنه مؤلفه ابن إدريس : "شاعر جيد إلا أنه مقل ، وتعوزه الأجواء الملونة ، ومع ذلك فإن القارئ سيجد في مختاراتنا لهــــذا الشـاعر كثيراً من النفثات الدافئة ، واللفتات التصويرية الحلوة".
* وقد أنصفه من أهل بلده فضلاء مؤرخيها فعرفوا مكانته الأدبية والشعرية الفذة التي تكاملت مع سمو شخصيته ـ وإنما يعرف الفضل لذي الفضل أهل الفضل ـ فترجموا للوالد رحمه الله في مؤلفاتهم التي كتبوها عن علماء الشريعة على غير عادة منهم ، فترجم له الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام عضو هيئة كبار العلماء رحمه الله في كتابـه "علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) وقال عنه : "فصار من كبار شعراء نجد المعاصرين ، وكان اطلاعه وإدراكه من كثرة قراءته وملازمته الكتــب المفيـــدة في القراءة الحرة ، وزاول المترجم مهنة التدريس فصار محبوباً من زملائه ومن تلاميذه لحسن أخلاقه وكمال سلوكــــه وطيب حديثه ، ولـــــه قصائد جيـاد ، وكتابـــات بليغة ... والمترجم من المواطنين المخلصين المحبين لوطنه ، ولكنها وطنية تمثل عقله الكبير وتفكيره البعيد ، فلا طيش ولا خفة"أ.هـ. وكذا ترجمه له العم الشيخ محمد بن عثمان القاضي في كتابه "روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين" ، فقال في آخر ترجمته بعد وصفه بالزميل والأديب البارع والشاعر المنطيق : "هو طويل القامة أسمر اللون على وجهه سيما الهيبة والوقار ، له نكت حسان مرِحاً لا يمل مجلسه ، وكان خطاطاً فائقاً في حسنه للخط والوضوح تختاره على الطباعة ، وشاعراً بارعاً لا يجارى ، تـــرجم لـــــه عبد الله بن إدريس ، وكان إماماً في الأدب والشعر عربيّه ونبطيه"أ.هـ
* بل إن أحد الأدباء النقاد ممن عاش ردحاً من الزمن في عنيزة وعايش كبار شعرائها وأدبائها وهو أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود سابقاً الأستاذ الدكتور عبدالكريم محمد الأسعد كتب مقالاً ذكر فيه كبار أدباء عنيزة وشعرائها دون ذكر الوالد رحمه الله ، فلما كان في العدد (12667) بتأريخ 18 جمادى الأول 1428 كتب معتذراً بأن الهرم والمرض تسقط معه التكاليف ثم قال : "لقد كان هذا شأني في مقالي الأول (حديث الذكريات) بصحيفة (الجزيرة) الغراء في 24-5-2007م عن أدباء المدينة السامقة عنيزة الفيحاء وعن شعرائها، فقد نسيت - وجل من لا يسهو - أن أتحدث فيه إلى جانب من تحدثت عنهم عمن أسميه بدون مبالغة أمير الشعر المعاصر الجميل الذي رحــل عن دنيانا قبــل أن ينال ما يستحقه من التنويه ، ومن الثناء والمديح ، ومن دراسة شعره المليح ، الشاعر الألمعي المغلق عبدالله الحمد السناني ، رحمه الله ، لم يُقدَّر للشاعر مع الأسف أن يخلِّف لنا ديواناً مطبوعاً واحداً على الأقل من شعره الكثير الممتاز ، واكتفى بما نشره من القصائد إبان حياته بين الفينة والأخرى في الصحف والمجلات السيارة مما كان في حينه محل الإعجاب ، ومناط الإطراء ، من النقاد والقراء ، على حد سواء"أ.هـ. ثم ذكر الشاعر القدير إبراهيم المحمد الدامغ.
* لقد كان الوالد رحمه الله مربياً لجيلٍ من الأدباء والشعراء ممن درسهم وزاملهم وهم الآن ملء السمع والبصر ، فهذا الشاعر الكبير الأستاذ صالح الأحمد العثيمين حين كتب قصيدة للوالد رحمه الله يهنئه بالعيد ــ سيأتي ذكرهاــ قـــال في افتتاحها : "إلى الذي تعلمنا منه كيف تولد الحروف ، وتضــيء الكلمات ، وكيف تجود المواسم والفصول : الخال الكريم أبو سامي". وهذا الشاعر الكبير المتواري الأستاذ عبد الرحمن المساعد المنير يقول في رثاء الوالد رحمه الله :


إليك انتهى سحر القوافي طبيعة
يتيـه على الروض القشيب قشيبها


لينهزم الحرف الكثيف ضبابه
ويبقى لنجـــد شيخهـا وأديبهـــــا


ذوى القول من بعد السناني وأقفرت
مجامــــع فيهـا قيسهـا وحبيبهــــا


أيا شاعري قومي تناسوك جفوة
أم الخطـــــب نــــار لا يطـاق ركوبهــا


إذا كان فضل المرء ينسى بموته
فلا حملــــت أنثى ولا فــــاح طيبهـــا
(يتبع)

hael1
عضو جديد








*مكانته وشعره : مع أن الوالد رحمه الله لم يعط الاهتمام الذي يليق به بين أبناء بلدته إلا أنهم كانوا يلجأون إليه في غالب المناسبات ليكتب الشعر باسمهم بين يدي الضيوف كقصيدته التي لا زالت أتذكر صداها إلى اليوم بمسامعــي في اجتماع أهالي القصيم في المليداء لما قدم الملك فيصل رحمه الله للمنطقة في أول عقد التسعينات والتي ألقاها الأستاذ إبراهيم السويل. والوالد رحمه الله كان من المعجبين أشد الأعجاب بالملك فيصل ، ولمعرفتي بذلك لمّا سمعت بخبر مقتل الملك رحمه الله دخلت على الوالد رحمه الله في قيلولته ، وهو وقت لا يجرؤ أحد منا أن يفعله ولم يتكرر مثله لهيبته رحمه الله ، فأيقظته بشجاعة وأخبرته بالحدث فقام فزعاً كأن القيامة قد قامت ، ورثاه رحمه الله بقصيدة طويلة كان منها:

يا فقيــداً قد مـات كيف يشاء
ميتة يستطيبهــا العظمــــاء

رابع الراشـدين والقتل فيكـم
سنة أنكــــم بــــه شهــــداء

صبغ الحزن كل شيء على الأر
ض فألقت ألوانها الأشيـــــاء

أي خطب! هل القيـامة قامت
أم تصـــدى للعالمين الشقـاء

مـادت الأرض يوم موتـك هــولاً
وأجلتـــــك واكفهـــر الفضــاء

حتى قال رحمه الله :

أوفـــــــاة وأمــــتي تتلظـــــــى
وبــــلادي يدوسهـــا الأدعيــــــاء ؟

أوفاة وساعة الصفر حرف
بيـــــن كفيـــــــك كلهــــا إصغـــــاء ؟

أوفاة وبالسيف قد حرم الغمــــــــــــ
ــــــــــد ولم ترم سرجها الشقراء

وفلسطيننـــا الأخيذة عرى
تطلـــــب الأرجــوان وهو الكســاء ؟

أوفــــاة ولامـــة الحــرب ثوب
لبستــــــــه جيوشـــــــــــنا السمـــــراء

لا اعتراض على المقــادير إنا
أمــــة لم يمــــت لديــهــــا الرجــــــــــاء


* ومثل ذلك حين طلبوا من الوالد رحمه الله أن ينظم قصيدة للترحيب بالملك خالد رحمه الله حين قدم لعنيزة بتأريخ 22/2/1401هـ ، فنظم قصيدته التي ألقاها الأستاذ أحمد الدبيان في الاحتفال الذي كان في موقع سوق الخضار اليوم ، فمما قال فيها بعد ذكر تطلع أهل القصيم لمشاريع النماء في عهده :

هنا تتلقى أمة أمـــــر ذاتها
وسيــــــــــــدها ندّ لديه مسودها


ومنهجها القرآن والله ربها
على العدل والتوحيد رفعت بنودها


فرايتها تسمو على كل راية
ويعلو على كل النشيد نشيدها


ولن تتوانى لانتخاب رئاسة
فليست تبالي أي رأس يسودها


لسوف يعود الحق يوما لأهله
وتفلت أولى القبلتين يهودها


وما مات حق تقتضيه قضية
إذا لم يقف عند الصعاب صمودها

حتى قال :

أبا بندر هذا لسان عنيزة
يروم بياني حاله لو يجيدها


فعفوا إذا حدّ المقام بلاغة
وقصّر عن شأو القوافي لبيدها


جهرت بما تقضي الحقيقة منشدًا
وما أطمعتني حُظوة أستفيدها


ولولا اعتباري أن يقال مبالغ
لأطنبت فيما فيه غم حسوده


ومما يذكر هنا لمناسبة قوله رحمه الله : "وما أطمعتني حُظوة أستفيدها" تصديق قوله فعله أنه لما أرسل له مبلغ مالي آنذاك من وزارة الإعلام مقابل القصيدة عن طريق مذيع تلفزيون القصيم آنذاك حمد الزنيدي رفض قبولها وردها ، وقال : لم أكتب لذلك.
* إن كل من عرف الوالد رحمه الله وقرأ له أقر له بالريادة في الشعر مع أنه رحمه الله لم يدرس النحو والعروض والأدب كدراسة المتخصصين ، وإنما كان أدبه عن موهبة واطلاع ، ولذلك لما كتب الأستاذ عبد الله بن إدريس كتابه "شعراء نجد المعاصرون" ذكر الوالد رحمه الله ضمن من ترجم لهم ، مع أن الوالد رحمه الله آنذاك كان دون الثلاثين من عمره ، فالطبعة الأولى للكتاب صدرت عام (1380هـ) قبل ولادتي بثلاث سنوات ، ومع ذلك فقد قال عنه مؤلفه ابن إدريس : "شاعر جيد إلا أنه مقل ، وتعوزه الأجواء الملونة ، ومع ذلك فإن القارئ سيجد في مختاراتنا لهــــذا الشـاعر كثيراً من النفثات الدافئة ، واللفتات التصويرية الحلوة".
* وقد أنصفه من أهل بلده فضلاء مؤرخيها فعرفوا مكانته الأدبية والشعرية الفذة التي تكاملت مع سمو شخصيته ـ وإنما يعرف الفضل لذي الفضل أهل الفضل ـ فترجموا للوالد رحمه الله في مؤلفاتهم التي كتبوها عن علماء الشريعة على غير عادة منهم ، فترجم له الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام عضو هيئة كبار العلماء رحمه الله في كتابـه "علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) وقال عنه : "فصار من كبار شعراء نجد المعاصرين ، وكان اطلاعه وإدراكه من كثرة قراءته وملازمته الكتــب المفيـــدة في القراءة الحرة ، وزاول المترجم مهنة التدريس فصار محبوباً من زملائه ومن تلاميذه لحسن أخلاقه وكمال سلوكــــه وطيب حديثه ، ولـــــه قصائد جيـاد ، وكتابـــات بليغة ... والمترجم من المواطنين المخلصين المحبين لوطنه ، ولكنها وطنية تمثل عقله الكبير وتفكيره البعيد ، فلا طيش ولا خفة"أ.هـ. وكذا ترجمه له العم الشيخ محمد بن عثمان القاضي في كتابه "روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين" ، فقال في آخر ترجمته بعد وصفه بالزميل والأديب البارع والشاعر المنطيق : "هو طويل القامة أسمر اللون على وجهه سيما الهيبة والوقار ، له نكت حسان مرِحاً لا يمل مجلسه ، وكان خطاطاً فائقاً في حسنه للخط والوضوح تختاره على الطباعة ، وشاعراً بارعاً لا يجارى ، تـــرجم لـــــه عبد الله بن إدريس ، وكان إماماً في الأدب والشعر عربيّه ونبطيه"أ.هـ
* بل إن أحد الأدباء النقاد ممن عاش ردحاً من الزمن في عنيزة وعايش كبار شعرائها وأدبائها وهو أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود سابقاً الأستاذ الدكتور عبدالكريم محمد الأسعد كتب مقالاً ذكر فيه كبار أدباء عنيزة وشعرائها دون ذكر الوالد رحمه الله ، فلما كان في العدد (12667) بتأريخ 18 جمادى الأول 1428 كتب معتذراً بأن الهرم والمرض تسقط معه التكاليف ثم قال : "لقد كان هذا شأني في مقالي الأول (حديث الذكريات) بصحيفة (الجزيرة) الغراء في 24-5-2007م عن أدباء المدينة السامقة عنيزة الفيحاء وعن شعرائها، فقد نسيت - وجل من لا يسهو - أن أتحدث فيه إلى جانب من تحدثت عنهم عمن أسميه بدون مبالغة أمير الشعر المعاصر الجميل الذي رحــل عن دنيانا قبــل أن ينال ما يستحقه من التنويه ، ومن الثناء والمديح ، ومن دراسة شعره المليح ، الشاعر الألمعي المغلق عبدالله الحمد السناني ، رحمه الله ، لم يُقدَّر للشاعر مع الأسف أن يخلِّف لنا ديواناً مطبوعاً واحداً على الأقل من شعره الكثير الممتاز ، واكتفى بما نشره من القصائد إبان حياته بين الفينة والأخرى في الصحف والمجلات السيارة مما كان في حينه محل الإعجاب ، ومناط الإطراء ، من النقاد والقراء ، على حد سواء"أ.هـ. ثم ذكر الشاعر القدير إبراهيم المحمد الدامغ.
* لقد كان الوالد رحمه الله مربياً لجيلٍ من الأدباء والشعراء ممن درسهم وزاملهم وهم الآن ملء السمع والبصر ، فهذا الشاعر الكبير الأستاذ صالح الأحمد العثيمين حين كتب قصيدة للوالد رحمه الله يهنئه بالعيد ــ سيأتي ذكرهاــ قـــال في افتتاحها : "إلى الذي تعلمنا منه كيف تولد الحروف ، وتضــيء الكلمات ، وكيف تجود المواسم والفصول : الخال الكريم أبو سامي". وهذا الشاعر الكبير المتواري الأستاذ عبد الرحمن المساعد المنير يقول في رثاء الوالد رحمه الله :


إليك انتهى سحر القوافي طبيعة
يتيـه على الروض القشيب قشيبها


لينهزم الحرف الكثيف ضبابه
ويبقى لنجـــد شيخهـا وأديبهـــــا


ذوى القول من بعد السناني وأقفرت
مجامــــع فيهـا قيسهـا وحبيبهــــا


أيا شاعري قومي تناسوك جفوة
أم الخطـــــب نــــار لا يطـاق ركوبهــا


إذا كان فضل المرء ينسى بموته
فلا حملــــت أنثى ولا فــــاح طيبهـــا
(يتبع)

hael1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
hael1 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 2009, 04:15 PM   [4]
hael1
عضو جديد







افتراضي

تعديل قول المترجم "لا زالت أتذكر" الصواب "لا زلت أتذكر"
وفي البيت "فيما فيه غم حسوده" الصواب "فيما فيه غم حسودها"

hael1
عضو جديد







افتراضي

تعديل قول المترجم "لا زالت أتذكر" الصواب "لا زلت أتذكر"
وفي البيت "فيما فيه غم حسوده" الصواب "فيما فيه غم حسودها"

hael1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
hael1 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 2009, 06:06 PM   [5]
hael1
عضو جديد








*حياته وصفاته : ولد رحمه الله سنة (1351هـ) كما هو مثبت في حفيظته التي احتفظ بصورة منها حتى اليوم ، وفيها جميع أبنائه وأمام كل منهم ما عدا الصغير إشارة الإلغاء (x) إما لزواج أو لاستقلال ببطاقة. ولكن الشيخ محمد العثمان القاضي يصر على أن الوالد رحمه الله ولد قبل ذلك بسنتين (1349هـ) ، وتبعه على ذلك الشيخ عبد الله البسام في ترجمته للوالد ، ولقد نشأ الوالد رحمه الله يتيماً إذ توفي والده وله أربع سنوات فربته أمه طرفه الصالح الخنيني رحمها الله على الدين والخلق إذ كانت رحمها الله عاشت في بيت الشيخ علي بن محمد السناني فنهلت من معين علمه وتربيته ، وكانت أديبة أريبة حكيمة تقرض الشعر الشعبي وتكثر من رواية الحكم والمواعظ. ثم تعلم بعد ذلك على يد المربي صالح بن ناصر آل صالح فاستفاد منه في صقل موهبته الأدبية ، قال الشيخ عبد الله البسام في "علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) : "ولد المترجم في بلدة عنيزة عام 1349هـ ونشأ فيها وتعلم في مدارسها النظامية ، حتى تثقف ، وصار ملماً من كل علم وفن بطرف إلا أن ميوله إلى الناحية الأدبية شعراً ونثراً . وحصل على شهادة الكفاءة وأكثر من ملازمة مثقفي مدينة عنيزة مثل الاستاذ صالح بن ناصر آل صالح ، فدرس عليه في المدرسة الابتدائية العزيزية ، واستفاد منه ، فقد وجهه إلى الأدب الرفيع والذوق العالي ، كما عدّل بنانه بحسن الخط وجودة الإنشاء ، فصار من كبار شعراء نجد المعاصرين"أ.هـ وفي أستاذه صالح آل صالح يقول الوالد رحمهم الله :
حنانيك أستاذي فما أنا ناكر * جميلك إني فيك كالمغرم الصب
تعاهدتني في الزهر كما مغلفاً * وفتحته بالسقي من نبعك العذب
تفتحت في أحضان كفك زهرة * تضوع أريجاً عن شمائلك الحدب
فلولاك ما اهتزت غصون وأثمرت * وكنا بوحل الجهل من عفن الترب
* وكان الوالد رحمه الله طويلاً باعتدال يميل إلى السمرة قليلاً ، تعلو على محياه هيبة تبدو للناظر من أول وهلة ، وكان حليماً وقوراً حيياً ذا تؤده يبتسم دون ابتذال أو علو صوت ، تعد كلماته في المجلس الذي يجلس فيه لقلة حديثه وكثرة إنصاته لمن يتكلم ، فإذا تكلم لا يمل السامع حديثه. وكان رحمه الله ندي الصوت في قراءة القرآن ، عجيباً في استحضار الآيات في مظانها من المصحف. وكان رحمه الله رجّاعاً إلى الحق لا يأنف من إبداء الملاحظات عليه حتى وإن كان ذلك من أحد أبنائه ، فإني لا أذكر أني ناقشته في أمر قرنته بالدليل الشرعي إلا فاء وسمعت استغفاره. فمن ذلك أني وإياه كنّا في مجلس الجدة والدته رحمهما الله وأنا في بداية دراستي الجامعية فجرى ذكر بعض ما حصل بين معاوية وعليّ رضي الله عنهما فجرى على لسانه رحمه الله شيء مما ذكرته بعض كتب الأدب ، فانتقدته رحمه الله لنقل هذه العبارة التي تنقلها عادة كتب الأدب "كالعقد الفريد" ممن عرف أصحابها بالتشيع ، وتكلمت عن عقيدة أهل السنة والجماعة في تعظيم مقام الصحابة كلهم والإمساك عمّا شجر بينهم ، وهو في ذلك منصت بأدب عجيب مع أني أسلوبي كان حماسياً فما زاد ــ والله ــ على أن أبدى الندم واستغفر ، وكان الجدة رحمها الله تستمع الكلام وتبتسم.
*والدته مدرسته الأولى : كانت الجدة بالنسبة للوالد رحمهما الله هي الأم والأب والأخ ؛ لأنه رحمه الله عاش يتيماً ، فهي مربيته ومدرسته وملهمته لم يفارقها يوماً إلا لسفر عارض ، ولما اختير للسفر لمكة في شبابه مع بعض زملائه لإكمال الدراسة أبت عليه فترك ذلك من أجلها ، فقد كان رحمه الله بَراً بها بِراً لا أعرف له نظيراً في المعاصرين بل كنت استحضر بأفعاله معها وصف النبي صلى الله عليه سلم في وصف أويس القرني : "لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ" ، ولذا فهو لا يدخل البيت أو يخرج إلا ودخل غرفتها وجاذبها الحديث ، ولا يأكل إلا معها في غرفتها إلا نادراً ، ولا يدخل للبيت شيئاً إلا بعد أن تراه وبعد أن عميت بأن تمر يدها عليه فتختار منه ما تريد ، ولا ينام حتى تأوي إلى فراشها فيغطيها ببردته "بشته" الذي على كتفيه فوق أغطيتها خشية عليها من البرد. فإذا غضبت ذات يوم فلا يعرف نوماً حتى ترضى ، حتى إنه في شبابه إذا أغلقت على نفسها حجرتها "الروشن" وهي غضبى كان يتسور السطح "الطاية" على منور غرفتها فيقبل يديها ورأسها حتى ترضى كما حكت لي ذلك والدتي حفظها الله. لقد كانت تمثل له كل شيء في الحياة ، ولذا فعنها يقول رحمهما الله تعالى :
قدست من أنت يا أماه آيته * تفيض فلسفة كبرى لمعتبر
هاأنت طول حياتي لي معلمة * أسمى التعاليم من باقاتك الغرر
صرت الطريق إلى ربي وفاتحة * ذهني على كوة الكتاب والسور
رعيتني زهرة وقت الجفاف وبي * أصيص حضنك يغري غيرة الزهر
حممتني بالندى واليتم يعصف بي * في باقة ذدت عنها لسعة الدَّبر
* ويقول في آخر قصيدة أخرى بعنوان "أنـــــــا" :
وفقـــــــدت عمــــلاقي أبــــــي * ووجدت عمــــــلاقــي الكــــــريم
أمــــــي الــــتي في حضنهــــــا * نــــوم أنـــسي والرقيـــــــــــم
بأنـــــــــــوثـــــــة جبــــــــــــــارة * تختــــال بالصــبر الأليـــــــــــــم
لا الــــــــــيأس حــــدّر أنفهــــــا * كــــــــــلا ولا صلــــــــــف اللئـــيم
عاشــــت مدرّســــــــتي وجـــا * معـــتي ومــأوي الحمـــــــــــــيم
الله أرســـــــلها إلــــــيّ ومــــن * سوى الــــــربّ الرحــــــــــــــــــيم
* ولذا لم يلبث بعد موتها رحمها الله إلا يسيراً حتى ابتدأ به المرض الذي انتهى بموته رحمه الله بعد سنتين ونيف من فراقها فلم يبق معافى فيها إلا أياماً معدودة. فقد كان يرى أنه كالطفل الذي فقد أمه ، والمسافر في دار غربة بعيدة تركه صحبه بلا عودة. لقد تغير طعم الحياة بفقدها فهو يقول بعد وفاتها في قصيدة بعنوان "وداعاً يا أعز حبيبة" :
فقد بك الدنيا التي قد كسيتها * جمالاً وكانت ذات معنى به أهوى
فقد صارت الأيام في غير لونها * فلا طعمها منٌّ ولا ريحها سلوى
وغرفة ناديك المضيئة اعتمت * وآلت كربـــع بعــــد مؤنسـه أقــــــــوى
تذكرني الآثـــــار فيـــــك فانثــني * ولا شيء غير الدمع والعبرة القصوى
قدمت إلى الدنيا وأنت مضيفتي * فكنت جناحاً ضمد اليتم والشكوى
عرفت بك الله الذي أنت آيــــة * له فعــرفت القلب واللطف والسلـوى
وما زلت بعد الفراق مقيمـــــــــة * بقلبــــي روحــــاً لا تزايلنـــــي نجـــــوى
سأبقى على عهد الوفاء لــــبرتي * إلى أن يوافيــــني الذي بـــك قد ألـــوى
* ويقول في قصيدة بعنوان "زين المحسنات" :
تحملــت الترمـــل والمآســي * وثكلــــــــك بالـــــذكور وبالإنــــــــاث
وللمـــت اليتامى في جنـاح * مهيـــض دافـــــــئ بالمرحمـــــــــات
تساووا ستــــــة وهم ضعاف * بــلا ريـــش كأفـراخ القطــــــــــــاة
ولم يهزمك ثقل الصبر لمّـــــا * وقفـــــت وأنت وحــــدك في ثبـــــات
مـــن الإيمان كان عليــك درع * حمــاك وما حمـاك مـــــن الأذاة
* أبناؤه: تزوج رحمه الله امرأتين أحدهما طلقها ولم تنجب منه شيئاً ، والثانية هي : والدتي مضاوي بنت عبد الكريم المرزوقي حفظه الله من قبيلة البقوم رزق منها بأربعة من الذكور وأربع من الإناث ، تزوجوا في حياته وأنجبوا إلا أصغر الأولاد الذكور فقد توفي رحمه الله وهو دون الخامسة عشر ، وقد كنت آخرهم زواجاً قبل وفاته ؛ حيث توفي رحمه الله بعد ولادة أكبر أبنائي عاصم بنحو أربعين ليلة ، وكان قد حمله بيديه قبل موته بليال وهو يردد "جُمَيّل جُمّيْل" أي جميل ، وعاصم الآن قريباً بإذن الله سيتخرج من الجامعة. ولقد كانت علاقة الوالد رحمه الله بأبنائـه علاقة عجيبة متجاذبة بين الحب والهيبة ، والأبوة والصداقة ، كان رحمه الله له هيبة عجيبة إذا دخل البيت كأن على رؤوسنا الطير ، مع أني لا أعرف أنه رحمه الله استعمل الضرب مع أحدٍ مع أبنائه ولا الزجر الشديد ، إنما كانت المعاتبة الهادئة منه أقوى وأقسى من كل ضرب أو زجر ، فإذا رأى أمراً قد استعصى جلس مع المراد تأديبه وناقشه مناقشة فيها الوعظ والحكمة والإقناع وبيان العاقبة السيئة لمّا هو فيه. وكان رحمه الله لا يأنف أن يعتذر لأبنائه إذا رأى أنه تجاوز في التأديب أو العبارة فقد أنبّ أحد أبنائه ذات يوم على أمر ما فأحس بأنه تجاوز وليس كذلك ، فاعتذر منه بعدها وقبل رأسه ، وقال : إذا قسوت عليك يوماً فاعذرني فأنا اليوم قد كبرت وأنا اليوم أرجوكم كما كنتم ترجونني صغاراً. ومما قاله رحمه الله بعد أن اتفق ــ لأول مرة ــ غياب جميع أبنائه الذكور في وقت واحد ما عدا الصغير للدراسة أو العمل ، وكنت آخرهم سفراً إذ لم أفارقه رحمه لله منذ ولادتي إلا في منتصف سنة (1405هـ) أي قبل موته بثلاث سنوات ونصف ، ففي تلك السنة من شهر شوال قال :
عليكم يابني ودي سلاماً * يعبر عن مدى إشعاع حبي
إذا اختلفت رقاع الأرض فينا * فإن الحب وحد كل قلب
نقابلكم فيشفى كل شوق * ونحيا في البعاد بقلب صبٍ
سلوا في بعدكم خفقات قلبي * فنقر قلوبكم عنها سينبي

hael1
عضو جديد








*حياته وصفاته : ولد رحمه الله سنة (1351هـ) كما هو مثبت في حفيظته التي احتفظ بصورة منها حتى اليوم ، وفيها جميع أبنائه وأمام كل منهم ما عدا الصغير إشارة الإلغاء (x) إما لزواج أو لاستقلال ببطاقة. ولكن الشيخ محمد العثمان القاضي يصر على أن الوالد رحمه الله ولد قبل ذلك بسنتين (1349هـ) ، وتبعه على ذلك الشيخ عبد الله البسام في ترجمته للوالد ، ولقد نشأ الوالد رحمه الله يتيماً إذ توفي والده وله أربع سنوات فربته أمه طرفه الصالح الخنيني رحمها الله على الدين والخلق إذ كانت رحمها الله عاشت في بيت الشيخ علي بن محمد السناني فنهلت من معين علمه وتربيته ، وكانت أديبة أريبة حكيمة تقرض الشعر الشعبي وتكثر من رواية الحكم والمواعظ. ثم تعلم بعد ذلك على يد المربي صالح بن ناصر آل صالح فاستفاد منه في صقل موهبته الأدبية ، قال الشيخ عبد الله البسام في "علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) : "ولد المترجم في بلدة عنيزة عام 1349هـ ونشأ فيها وتعلم في مدارسها النظامية ، حتى تثقف ، وصار ملماً من كل علم وفن بطرف إلا أن ميوله إلى الناحية الأدبية شعراً ونثراً . وحصل على شهادة الكفاءة وأكثر من ملازمة مثقفي مدينة عنيزة مثل الاستاذ صالح بن ناصر آل صالح ، فدرس عليه في المدرسة الابتدائية العزيزية ، واستفاد منه ، فقد وجهه إلى الأدب الرفيع والذوق العالي ، كما عدّل بنانه بحسن الخط وجودة الإنشاء ، فصار من كبار شعراء نجد المعاصرين"أ.هـ وفي أستاذه صالح آل صالح يقول الوالد رحمهم الله :
حنانيك أستاذي فما أنا ناكر * جميلك إني فيك كالمغرم الصب
تعاهدتني في الزهر كما مغلفاً * وفتحته بالسقي من نبعك العذب
تفتحت في أحضان كفك زهرة * تضوع أريجاً عن شمائلك الحدب
فلولاك ما اهتزت غصون وأثمرت * وكنا بوحل الجهل من عفن الترب
* وكان الوالد رحمه الله طويلاً باعتدال يميل إلى السمرة قليلاً ، تعلو على محياه هيبة تبدو للناظر من أول وهلة ، وكان حليماً وقوراً حيياً ذا تؤده يبتسم دون ابتذال أو علو صوت ، تعد كلماته في المجلس الذي يجلس فيه لقلة حديثه وكثرة إنصاته لمن يتكلم ، فإذا تكلم لا يمل السامع حديثه. وكان رحمه الله ندي الصوت في قراءة القرآن ، عجيباً في استحضار الآيات في مظانها من المصحف. وكان رحمه الله رجّاعاً إلى الحق لا يأنف من إبداء الملاحظات عليه حتى وإن كان ذلك من أحد أبنائه ، فإني لا أذكر أني ناقشته في أمر قرنته بالدليل الشرعي إلا فاء وسمعت استغفاره. فمن ذلك أني وإياه كنّا في مجلس الجدة والدته رحمهما الله وأنا في بداية دراستي الجامعية فجرى ذكر بعض ما حصل بين معاوية وعليّ رضي الله عنهما فجرى على لسانه رحمه الله شيء مما ذكرته بعض كتب الأدب ، فانتقدته رحمه الله لنقل هذه العبارة التي تنقلها عادة كتب الأدب "كالعقد الفريد" ممن عرف أصحابها بالتشيع ، وتكلمت عن عقيدة أهل السنة والجماعة في تعظيم مقام الصحابة كلهم والإمساك عمّا شجر بينهم ، وهو في ذلك منصت بأدب عجيب مع أني أسلوبي كان حماسياً فما زاد ــ والله ــ على أن أبدى الندم واستغفر ، وكان الجدة رحمها الله تستمع الكلام وتبتسم.
*والدته مدرسته الأولى : كانت الجدة بالنسبة للوالد رحمهما الله هي الأم والأب والأخ ؛ لأنه رحمه الله عاش يتيماً ، فهي مربيته ومدرسته وملهمته لم يفارقها يوماً إلا لسفر عارض ، ولما اختير للسفر لمكة في شبابه مع بعض زملائه لإكمال الدراسة أبت عليه فترك ذلك من أجلها ، فقد كان رحمه الله بَراً بها بِراً لا أعرف له نظيراً في المعاصرين بل كنت استحضر بأفعاله معها وصف النبي صلى الله عليه سلم في وصف أويس القرني : "لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ" ، ولذا فهو لا يدخل البيت أو يخرج إلا ودخل غرفتها وجاذبها الحديث ، ولا يأكل إلا معها في غرفتها إلا نادراً ، ولا يدخل للبيت شيئاً إلا بعد أن تراه وبعد أن عميت بأن تمر يدها عليه فتختار منه ما تريد ، ولا ينام حتى تأوي إلى فراشها فيغطيها ببردته "بشته" الذي على كتفيه فوق أغطيتها خشية عليها من البرد. فإذا غضبت ذات يوم فلا يعرف نوماً حتى ترضى ، حتى إنه في شبابه إذا أغلقت على نفسها حجرتها "الروشن" وهي غضبى كان يتسور السطح "الطاية" على منور غرفتها فيقبل يديها ورأسها حتى ترضى كما حكت لي ذلك والدتي حفظها الله. لقد كانت تمثل له كل شيء في الحياة ، ولذا فعنها يقول رحمهما الله تعالى :
قدست من أنت يا أماه آيته * تفيض فلسفة كبرى لمعتبر
هاأنت طول حياتي لي معلمة * أسمى التعاليم من باقاتك الغرر
صرت الطريق إلى ربي وفاتحة * ذهني على كوة الكتاب والسور
رعيتني زهرة وقت الجفاف وبي * أصيص حضنك يغري غيرة الزهر
حممتني بالندى واليتم يعصف بي * في باقة ذدت عنها لسعة الدَّبر
* ويقول في آخر قصيدة أخرى بعنوان "أنـــــــا" :
وفقـــــــدت عمــــلاقي أبــــــي * ووجدت عمــــــلاقــي الكــــــريم
أمــــــي الــــتي في حضنهــــــا * نــــوم أنـــسي والرقيـــــــــــم
بأنـــــــــــوثـــــــة جبــــــــــــــارة * تختــــال بالصــبر الأليـــــــــــــم
لا الــــــــــيأس حــــدّر أنفهــــــا * كــــــــــلا ولا صلــــــــــف اللئـــيم
عاشــــت مدرّســــــــتي وجـــا * معـــتي ومــأوي الحمـــــــــــــيم
الله أرســـــــلها إلــــــيّ ومــــن * سوى الــــــربّ الرحــــــــــــــــــيم
* ولذا لم يلبث بعد موتها رحمها الله إلا يسيراً حتى ابتدأ به المرض الذي انتهى بموته رحمه الله بعد سنتين ونيف من فراقها فلم يبق معافى فيها إلا أياماً معدودة. فقد كان يرى أنه كالطفل الذي فقد أمه ، والمسافر في دار غربة بعيدة تركه صحبه بلا عودة. لقد تغير طعم الحياة بفقدها فهو يقول بعد وفاتها في قصيدة بعنوان "وداعاً يا أعز حبيبة" :
فقد بك الدنيا التي قد كسيتها * جمالاً وكانت ذات معنى به أهوى
فقد صارت الأيام في غير لونها * فلا طعمها منٌّ ولا ريحها سلوى
وغرفة ناديك المضيئة اعتمت * وآلت كربـــع بعــــد مؤنسـه أقــــــــوى
تذكرني الآثـــــار فيـــــك فانثــني * ولا شيء غير الدمع والعبرة القصوى
قدمت إلى الدنيا وأنت مضيفتي * فكنت جناحاً ضمد اليتم والشكوى
عرفت بك الله الذي أنت آيــــة * له فعــرفت القلب واللطف والسلـوى
وما زلت بعد الفراق مقيمـــــــــة * بقلبــــي روحــــاً لا تزايلنـــــي نجـــــوى
سأبقى على عهد الوفاء لــــبرتي * إلى أن يوافيــــني الذي بـــك قد ألـــوى
* ويقول في قصيدة بعنوان "زين المحسنات" :
تحملــت الترمـــل والمآســي * وثكلــــــــك بالـــــذكور وبالإنــــــــاث
وللمـــت اليتامى في جنـاح * مهيـــض دافـــــــئ بالمرحمـــــــــات
تساووا ستــــــة وهم ضعاف * بــلا ريـــش كأفـراخ القطــــــــــــاة
ولم يهزمك ثقل الصبر لمّـــــا * وقفـــــت وأنت وحــــدك في ثبـــــات
مـــن الإيمان كان عليــك درع * حمــاك وما حمـاك مـــــن الأذاة
* أبناؤه: تزوج رحمه الله امرأتين أحدهما طلقها ولم تنجب منه شيئاً ، والثانية هي : والدتي مضاوي بنت عبد الكريم المرزوقي حفظه الله من قبيلة البقوم رزق منها بأربعة من الذكور وأربع من الإناث ، تزوجوا في حياته وأنجبوا إلا أصغر الأولاد الذكور فقد توفي رحمه الله وهو دون الخامسة عشر ، وقد كنت آخرهم زواجاً قبل وفاته ؛ حيث توفي رحمه الله بعد ولادة أكبر أبنائي عاصم بنحو أربعين ليلة ، وكان قد حمله بيديه قبل موته بليال وهو يردد "جُمَيّل جُمّيْل" أي جميل ، وعاصم الآن قريباً بإذن الله سيتخرج من الجامعة. ولقد كانت علاقة الوالد رحمه الله بأبنائـه علاقة عجيبة متجاذبة بين الحب والهيبة ، والأبوة والصداقة ، كان رحمه الله له هيبة عجيبة إذا دخل البيت كأن على رؤوسنا الطير ، مع أني لا أعرف أنه رحمه الله استعمل الضرب مع أحدٍ مع أبنائه ولا الزجر الشديد ، إنما كانت المعاتبة الهادئة منه أقوى وأقسى من كل ضرب أو زجر ، فإذا رأى أمراً قد استعصى جلس مع المراد تأديبه وناقشه مناقشة فيها الوعظ والحكمة والإقناع وبيان العاقبة السيئة لمّا هو فيه. وكان رحمه الله لا يأنف أن يعتذر لأبنائه إذا رأى أنه تجاوز في التأديب أو العبارة فقد أنبّ أحد أبنائه ذات يوم على أمر ما فأحس بأنه تجاوز وليس كذلك ، فاعتذر منه بعدها وقبل رأسه ، وقال : إذا قسوت عليك يوماً فاعذرني فأنا اليوم قد كبرت وأنا اليوم أرجوكم كما كنتم ترجونني صغاراً. ومما قاله رحمه الله بعد أن اتفق ــ لأول مرة ــ غياب جميع أبنائه الذكور في وقت واحد ما عدا الصغير للدراسة أو العمل ، وكنت آخرهم سفراً إذ لم أفارقه رحمه لله منذ ولادتي إلا في منتصف سنة (1405هـ) أي قبل موته بثلاث سنوات ونصف ، ففي تلك السنة من شهر شوال قال :
عليكم يابني ودي سلاماً * يعبر عن مدى إشعاع حبي
إذا اختلفت رقاع الأرض فينا * فإن الحب وحد كل قلب
نقابلكم فيشفى كل شوق * ونحيا في البعاد بقلب صبٍ
سلوا في بعدكم خفقات قلبي * فنقر قلوبكم عنها سينبي

hael1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
hael1 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 2009, 08:17 PM   [6]
hael1
عضو جديد








* أعماله : الولد رحمه الله لم يسكن غير عنيزة منذ ولادته إلا لسنتين تقريباً انتقل فيهما إلى الرياض قبل زواجه مع والدته عند شقيقيه ، لكن لمّا غلبه الحنــين إلى عنيزة عاد مع والدته وبقي فيها حتى وفاته ، وبعد أن تخرج رحمه الله من المرحلة الابتدائية سنة (1372هـ) تعين مدرساً في المدرسة العزيزية الابتدائية مع أساتذته لتميزه رحمه الله في عقله وعلمه مع قلة المدرسين آنذاك فدرّس بعض أقرانه ، وفي هذه الأيام يصلي خلفي في مسجدي الذي أؤم فيه العم العابد عبد الله الحريقي أبو حمد الذي يذكر لي أن الوالد رحمه الله درّسه تلك الفترة مع أنه من أقران الوالد تقريباً. إن كل من درس على الوالد رحمه الله في تلك الفترة أكن له المحبة وشهد له بالعلم ودماثة الخلق والقدرة الفائقة على إيصال المعلومة. يحكي ذلك الشيخ عبد الله البسام في "علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) حين يقول : "زاول المترجم مهنة التدريس فصار محبوباً من زملائه ومن تلاميذه لحسن أخلاقه وكمال سلوكه وطيب حديثه". لكنه رحمه الله بعد فترة من بداية تدريسه تطلع لإكمال الدراسة في بلدته بعد أن منعته والدته رحمها الله من السفر لإكمال الدراسة متغرباً فالتحق بالمرحلة المتوسطة دارساً أيضاً ، فلما أكملها سنة (1384هـ) انتقل إلى الثانوية العامة إدارياً ولم يتحول عنها ، ومن اللطائف إنه انتقل رحمه الله إلى الثانوية بعيد ولادتي بأشهر فأدركته فيها طالباً في آواخر التسعينات وكذلك أدركه قبلي أخي الذي يكبرني. وبالرغم من إلحاح بعض زملائه رحمه الله على انتقاله لإدارة التعليم فقد آثر الاستمرار في الثانوية حتى قدم تقاعده في شهر صفر سنة (1408هـ) لأمرين : فبالإضافة إلى إيثاره البعد عن المسؤولية قدر المستطاع كان حريصاً جداً على التمتع بالإجازة الصيفية التي يتمتع بها موظفوا المدارس ، ولا زلت أذكر ذهابي معه ــ وأنا صغير ــ في أيام الإجازة للثانوية العامة إذا حلَّ دوره في المناوبة الإدارية ، والتي لا تتعدى بضعة عشر يوماً. لكنه رحمه الله في آخر أيامه في الثانوية كان يتحسر على زملائه من الإداريين السابقين الذين كان يجد منهم كل الإجلال والتقدير طيلة خمس وعشرين عاماً ، فلما تغيرت عليه الحال ـ ودوام الحال من المحال ــ قدم تقاعده فكان مما قال رحمه الله في ورقة تقاعده:
ألقيــت حبلك في يمينـــك فارجعـــي في بيت أهلك قبل يوم عرفتني
ليس الفــراق مــــع الكرامـــة بدعــــة هذا هو القدر الذي أوعدتني
صاحبت فيك على الكفاف قناعتي وبها غنى نفسي وما أغنيتني
ستكون خـــــير هـديـــة نســيـان مــن فيـه على درب الأذاة جمعتــني
* وقال في أول قصيدة بعنوان "إخلاء طرفي" :
ما كان صكاً عنّي تسريح مقترف * بل وردةٌ نفحها إخلاؤها طرفي
كلا و لاهو عتقي في مكاتبــــــة * طويت فيها سنين العمر في الكلف
عانقتها كوسام صرت أحملــــــــه * وقد رجعت من الميدان بالشَّرف
ألقيت عن عاتقي أعباء واجبهــــا * لاستجم ويُعطى فرصة خلفـــــــي
في ساعة الصفر في يدي أمــــلاً * عانقت فيه خياراً سامي الهدف
فيه أعزُّ منـــال عشت أطلبـــــــــه * ليلاي حريــــتي آلـــــتّ إلى كنفـــــي
* وأما في مجال الأعمال الأدبية فقد شارك رحمه الله في تأسيس النادي الأدبي الذي افتتح في مدينة عنيزة في السبعينات لمدة سنتين ثم توقف ، ثم كان عضواً في النادي الأدبي في منطقة القصيم قبل أن يبتعد عنه لطبيعته رحمه الله التي ورثها من أبائه وهو إيثار العزلة والبعد عن التكاليف والرسميات ، ولديّ خطاب مع أوراق الوالد المصورة بتأريخ 9/10/1400هـ خاطب فيه رئيس النادي الأدبي الوالد بصفته عضو النادي الأدبي. لكنه رحمه الله استمر في نشر قصائده وبعض مقالاته في الصحف والمجلات حسب الظروف والوقائع.
* برنامجه اليومي : كان رحمه الله برنامجه رتيباً لا يتغير فهو يتناول فطوره صباحاً مع والدته وزوجته ثم يذهب لعمله ، فإذا عاد تناول غداءه معهما ومع أولاده وكان يأكل بأصابعه الثلاثة لا يزيد عليها ، يأكل بتؤدة عجيبة وبطء ، ثم ينام القيلولة ، فإذا صلى العصر تناول القهوة مع والدته في غرفتها ، ثم يخرج في آخره العصر إلى مزرعة صديق عمره الأستاذ عثمان الحمد القاضي رحمه الله التي هي المنتدى والملتقى اليومي لجميع الأصدقاء ، فيها يتجاذبون أطراف الحديث ويتراوون الأخبار فيصلون المغرب ثم العشاء حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول رجع رحمه الله إلى بيته فدخل غرفة والدته وجلس هنيهة ، ثم خرج وجلس ووالدته مع من حضر من أبنائه للعشاء ، ثم تستمر جلسة السمر مع من بقي حول التلفاز لأنه كان يحرص جداً على مشاهدة المصارعة الحرة ويتفاعل معها ، فإذا انتهت الجلسة رجع لغرفة والدته فسامرها حتى تخلد إلى النوم ثم ذهب هو للنوم. وأما القراءة فكانت في ثنايا أوقاته المعتادة ليس لها وقت معين ، فمثلاً كان يستدني رحمه الله كتاباً قبل أن ينام من ليل أو نهار فيقرأ حتى يأخذه النوم رحمه الله. وفي آخر حياته اشترى أرضاً فسورها وزرع فيها شجراً في حي الروضة وخفف من ذهابه إلى مزرعة عثمان القاضي ، فكان يذهب إلى حديقته كثيراً خاصة في أيام الإجازات الأسبوعية والطويلة فيقرأ وينظم الشعر ويزوره فيها خواص الشعراء المقربين منه. وقد زاره فيها الدكتور طارق الحبيب بمشورتي حين كان طالباً فأخذ من قصائده لنشرها ، وسأله عن بعض أمور حياته وشعره فنشر ذلك في صحيفة جامعة الملك سعود "رسالة الجامعة" ، ثم في صحيفة الجزيرة في عدد(5828) في الشهر الذي توفي فيه الوالد رحمه الله.
* ومما يدل على أن الوالد رحمه الله ممن أخذ الأدب بسليقته وطبيعته الجبلية ، أنه لم يكن له مكتبة أدبية كبيرة كغيره من الناس أو غرفة خاصة للقراءة في البيت ، وإنما تكون كتبه التي يريد قراءتها عند رأسه رحمه الله ، ومما أذكر أنه كان يحدث نفسه كثيراً بوضع مكتبة في طرف البيت قريباً من غرفته لكنه لم يفعل رحمه الله ، ولّما اجتمعت كتبه وكتب كان يشتريها أخي الأكبر في الأدب وغيره وضعتها في مكتبة غرفتي مع كتبي الشرعية التي كنت أبتدأت بجمعها في أول المرحلة الجامعية قبل أن أنتقل بها إلى بيت المسجد المجاور لبيت الوالد الذي صرت إمامه حيث وضعت لها غرفة مستقلة لّما كثرت. ولا زلت أذكر أن الوالد رحمه الله أخذ من مكتبتي تلك كتاباً عن الرافضة اسمه "وجاء دور المجوس" فقرأه وناقشني عن بعض ما جاء فيه ، فكانت معلوماته مرتكزاً لقصائده التي كتبها عنهم ، فمن ذلك ما قاله في قصيدة له بعنوان "مجانين قم" :
هو التاج إلا أنه في عمامــــــــة * وكسرى ولكن في ثياب نفاق
(زاردشت) مستخف بجُّبةِ مسلم * يُطلِّق دين الحق ألف طلاق
تنفس حقد الدهر من صدر فارس * ودقَّ على الأمجاد باب عراقِ
حتى قال رحمه الله :
لقد حلموا بين العمائم واللحى * بمجد هوى إيوانه بمحاق
يريدون بالإغلال أكرم أمة * هدتهم إلى نور وحسن عتاق
وقد نقموا من أمتي حين خلصوا * رقابهم من ضيعة ووثاق
وشقوا عصا الإسلام منذ انبلاجه * وما ضربوا فيه بسهم وفاق
وما كان روحاً غير عيسى فروحُهم * تهادت عليهم من جزائر واق
* وقال رحمه الله حينما هاجموا الحرم المكي في أيام الحج في قصيدة بعنوان "يا ربة الصون" كان في مطلعها : راعوك في خدرك الطهور * ياكعبة النور للدهور
فقال مشيراً لقطع دابر فتنتهم من جهة الدولة وفقها الله :
نحن هنا والخليل فينا * من عاهل أو فتى صغير
حراس من بيته حِمانا * نفديه مــن أثــــــــم وزر
والموت والنصر في لوانا * شهادة المؤمن الجـــــدير
يا صانعي الجرم قد رأيتم * فإنها غضبة الصبور
والموعد الحج إن تعودوا * نعد ولا لبس في المصير
قرآننا حسمنا فلسنا * نحيد عن حكمه البصير
*أصدقاؤه ومقربوه : (يتبع)

hael1
عضو جديد








* أعماله : الولد رحمه الله لم يسكن غير عنيزة منذ ولادته إلا لسنتين تقريباً انتقل فيهما إلى الرياض قبل زواجه مع والدته عند شقيقيه ، لكن لمّا غلبه الحنــين إلى عنيزة عاد مع والدته وبقي فيها حتى وفاته ، وبعد أن تخرج رحمه الله من المرحلة الابتدائية سنة (1372هـ) تعين مدرساً في المدرسة العزيزية الابتدائية مع أساتذته لتميزه رحمه الله في عقله وعلمه مع قلة المدرسين آنذاك فدرّس بعض أقرانه ، وفي هذه الأيام يصلي خلفي في مسجدي الذي أؤم فيه العم العابد عبد الله الحريقي أبو حمد الذي يذكر لي أن الوالد رحمه الله درّسه تلك الفترة مع أنه من أقران الوالد تقريباً. إن كل من درس على الوالد رحمه الله في تلك الفترة أكن له المحبة وشهد له بالعلم ودماثة الخلق والقدرة الفائقة على إيصال المعلومة. يحكي ذلك الشيخ عبد الله البسام في "علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) حين يقول : "زاول المترجم مهنة التدريس فصار محبوباً من زملائه ومن تلاميذه لحسن أخلاقه وكمال سلوكه وطيب حديثه". لكنه رحمه الله بعد فترة من بداية تدريسه تطلع لإكمال الدراسة في بلدته بعد أن منعته والدته رحمها الله من السفر لإكمال الدراسة متغرباً فالتحق بالمرحلة المتوسطة دارساً أيضاً ، فلما أكملها سنة (1384هـ) انتقل إلى الثانوية العامة إدارياً ولم يتحول عنها ، ومن اللطائف إنه انتقل رحمه الله إلى الثانوية بعيد ولادتي بأشهر فأدركته فيها طالباً في آواخر التسعينات وكذلك أدركه قبلي أخي الذي يكبرني. وبالرغم من إلحاح بعض زملائه رحمه الله على انتقاله لإدارة التعليم فقد آثر الاستمرار في الثانوية حتى قدم تقاعده في شهر صفر سنة (1408هـ) لأمرين : فبالإضافة إلى إيثاره البعد عن المسؤولية قدر المستطاع كان حريصاً جداً على التمتع بالإجازة الصيفية التي يتمتع بها موظفوا المدارس ، ولا زلت أذكر ذهابي معه ــ وأنا صغير ــ في أيام الإجازة للثانوية العامة إذا حلَّ دوره في المناوبة الإدارية ، والتي لا تتعدى بضعة عشر يوماً. لكنه رحمه الله في آخر أيامه في الثانوية كان يتحسر على زملائه من الإداريين السابقين الذين كان يجد منهم كل الإجلال والتقدير طيلة خمس وعشرين عاماً ، فلما تغيرت عليه الحال ـ ودوام الحال من المحال ــ قدم تقاعده فكان مما قال رحمه الله في ورقة تقاعده:
ألقيــت حبلك في يمينـــك فارجعـــي في بيت أهلك قبل يوم عرفتني
ليس الفــراق مــــع الكرامـــة بدعــــة هذا هو القدر الذي أوعدتني
صاحبت فيك على الكفاف قناعتي وبها غنى نفسي وما أغنيتني
ستكون خـــــير هـديـــة نســيـان مــن فيـه على درب الأذاة جمعتــني
* وقال في أول قصيدة بعنوان "إخلاء طرفي" :
ما كان صكاً عنّي تسريح مقترف * بل وردةٌ نفحها إخلاؤها طرفي
كلا و لاهو عتقي في مكاتبــــــة * طويت فيها سنين العمر في الكلف
عانقتها كوسام صرت أحملــــــــه * وقد رجعت من الميدان بالشَّرف
ألقيت عن عاتقي أعباء واجبهــــا * لاستجم ويُعطى فرصة خلفـــــــي
في ساعة الصفر في يدي أمــــلاً * عانقت فيه خياراً سامي الهدف
فيه أعزُّ منـــال عشت أطلبـــــــــه * ليلاي حريــــتي آلـــــتّ إلى كنفـــــي
* وأما في مجال الأعمال الأدبية فقد شارك رحمه الله في تأسيس النادي الأدبي الذي افتتح في مدينة عنيزة في السبعينات لمدة سنتين ثم توقف ، ثم كان عضواً في النادي الأدبي في منطقة القصيم قبل أن يبتعد عنه لطبيعته رحمه الله التي ورثها من أبائه وهو إيثار العزلة والبعد عن التكاليف والرسميات ، ولديّ خطاب مع أوراق الوالد المصورة بتأريخ 9/10/1400هـ خاطب فيه رئيس النادي الأدبي الوالد بصفته عضو النادي الأدبي. لكنه رحمه الله استمر في نشر قصائده وبعض مقالاته في الصحف والمجلات حسب الظروف والوقائع.
* برنامجه اليومي : كان رحمه الله برنامجه رتيباً لا يتغير فهو يتناول فطوره صباحاً مع والدته وزوجته ثم يذهب لعمله ، فإذا عاد تناول غداءه معهما ومع أولاده وكان يأكل بأصابعه الثلاثة لا يزيد عليها ، يأكل بتؤدة عجيبة وبطء ، ثم ينام القيلولة ، فإذا صلى العصر تناول القهوة مع والدته في غرفتها ، ثم يخرج في آخره العصر إلى مزرعة صديق عمره الأستاذ عثمان الحمد القاضي رحمه الله التي هي المنتدى والملتقى اليومي لجميع الأصدقاء ، فيها يتجاذبون أطراف الحديث ويتراوون الأخبار فيصلون المغرب ثم العشاء حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول رجع رحمه الله إلى بيته فدخل غرفة والدته وجلس هنيهة ، ثم خرج وجلس ووالدته مع من حضر من أبنائه للعشاء ، ثم تستمر جلسة السمر مع من بقي حول التلفاز لأنه كان يحرص جداً على مشاهدة المصارعة الحرة ويتفاعل معها ، فإذا انتهت الجلسة رجع لغرفة والدته فسامرها حتى تخلد إلى النوم ثم ذهب هو للنوم. وأما القراءة فكانت في ثنايا أوقاته المعتادة ليس لها وقت معين ، فمثلاً كان يستدني رحمه الله كتاباً قبل أن ينام من ليل أو نهار فيقرأ حتى يأخذه النوم رحمه الله. وفي آخر حياته اشترى أرضاً فسورها وزرع فيها شجراً في حي الروضة وخفف من ذهابه إلى مزرعة عثمان القاضي ، فكان يذهب إلى حديقته كثيراً خاصة في أيام الإجازات الأسبوعية والطويلة فيقرأ وينظم الشعر ويزوره فيها خواص الشعراء المقربين منه. وقد زاره فيها الدكتور طارق الحبيب بمشورتي حين كان طالباً فأخذ من قصائده لنشرها ، وسأله عن بعض أمور حياته وشعره فنشر ذلك في صحيفة جامعة الملك سعود "رسالة الجامعة" ، ثم في صحيفة الجزيرة في عدد(5828) في الشهر الذي توفي فيه الوالد رحمه الله.
* ومما يدل على أن الوالد رحمه الله ممن أخذ الأدب بسليقته وطبيعته الجبلية ، أنه لم يكن له مكتبة أدبية كبيرة كغيره من الناس أو غرفة خاصة للقراءة في البيت ، وإنما تكون كتبه التي يريد قراءتها عند رأسه رحمه الله ، ومما أذكر أنه كان يحدث نفسه كثيراً بوضع مكتبة في طرف البيت قريباً من غرفته لكنه لم يفعل رحمه الله ، ولّما اجتمعت كتبه وكتب كان يشتريها أخي الأكبر في الأدب وغيره وضعتها في مكتبة غرفتي مع كتبي الشرعية التي كنت أبتدأت بجمعها في أول المرحلة الجامعية قبل أن أنتقل بها إلى بيت المسجد المجاور لبيت الوالد الذي صرت إمامه حيث وضعت لها غرفة مستقلة لّما كثرت. ولا زلت أذكر أن الوالد رحمه الله أخذ من مكتبتي تلك كتاباً عن الرافضة اسمه "وجاء دور المجوس" فقرأه وناقشني عن بعض ما جاء فيه ، فكانت معلوماته مرتكزاً لقصائده التي كتبها عنهم ، فمن ذلك ما قاله في قصيدة له بعنوان "مجانين قم" :
هو التاج إلا أنه في عمامــــــــة * وكسرى ولكن في ثياب نفاق
(زاردشت) مستخف بجُّبةِ مسلم * يُطلِّق دين الحق ألف طلاق
تنفس حقد الدهر من صدر فارس * ودقَّ على الأمجاد باب عراقِ
حتى قال رحمه الله :
لقد حلموا بين العمائم واللحى * بمجد هوى إيوانه بمحاق
يريدون بالإغلال أكرم أمة * هدتهم إلى نور وحسن عتاق
وقد نقموا من أمتي حين خلصوا * رقابهم من ضيعة ووثاق
وشقوا عصا الإسلام منذ انبلاجه * وما ضربوا فيه بسهم وفاق
وما كان روحاً غير عيسى فروحُهم * تهادت عليهم من جزائر واق
* وقال رحمه الله حينما هاجموا الحرم المكي في أيام الحج في قصيدة بعنوان "يا ربة الصون" كان في مطلعها : راعوك في خدرك الطهور * ياكعبة النور للدهور
فقال مشيراً لقطع دابر فتنتهم من جهة الدولة وفقها الله :
نحن هنا والخليل فينا * من عاهل أو فتى صغير
حراس من بيته حِمانا * نفديه مــن أثــــــــم وزر
والموت والنصر في لوانا * شهادة المؤمن الجـــــدير
يا صانعي الجرم قد رأيتم * فإنها غضبة الصبور
والموعد الحج إن تعودوا * نعد ولا لبس في المصير
قرآننا حسمنا فلسنا * نحيد عن حكمه البصير
*أصدقاؤه ومقربوه : (يتبع)

hael1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
hael1 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 2009, 09:37 PM   [7]
hael1
عضو جديد







افتراضي

تعديل قول الشاعر : ما كان صكاً عنّي تسريح مقترف ، والصواب
ما كان صكاً عنى تسريح مقترف ..............................

hael1
عضو جديد







افتراضي

تعديل قول الشاعر : ما كان صكاً عنّي تسريح مقترف ، والصواب
ما كان صكاً عنى تسريح مقترف ..............................

hael1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
hael1 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 2009, 10:39 PM   [8]
hael1
عضو جديد








*أصدقاؤه ومقربوه : تقدم أن الوالد رحمه الله كان له اجتماعات مع أصدقائه في فترة شبابه ونحن صغار ، وهذه الاجتماعات على دوائر مختلفة :
* (الأولى) الاجتماع اليومي في مزرعة الأستاذ عثمان القاضي رحمه الله والذي يجتمع فيها الأصدقاء من المساء حتى ذهاب جزء من الليل ، وربما جاءوا بأبنائهم فيلعبون الكرة ويسبحون في البرك ، فكانت من أجمل الأيام.
* (الثاني) الاجتماع الاسبوعي وذلك أن هؤلاء الأصدقاء صنعوا لهم ما كنا نسميه ونحن صغارٌ "بالصندقة" ، وهي أشبه بالغرفة المربعة الكبيرة المبنية من الحديد الخفيف الذي يسمى "الشينكو" على هيئة الخيام الكبيرة اليوم ، كان الوالد والأصدقاء يجتمعون فيها في كل ليلة جمعة ويكون العشاء على أحدهم بالتناوب.
* (الثالث) : الاجتماع الموسمي حينما تكثر الأمطار وتزهر الأرض كان الوالد والأصدقاء يخرجون برحلات "الكشتات" من ارتفاع النهار إلى المساء ، ولا زلت أذكر بعض صور التي تحكي هذه الرحلات للوالد ومن معه كنا نتداولها بيننا. والوالد رحمه الله محب للسحب والأمطار إلى درجة الهيام حتى إنه إذا أقبل السحاب من بعيد أخذ صديقه وجاره أحمد الصائغ يتلقيان السحاب إذا أقبل ، فتجود قريحته بالشعر. وللوالد رحمه الله قصيدة يتغنى بها في مثل هذه الأجواء فهو يقول :
لا شيء في طب النفـــوس * كنزهة في ضاحيـــة
أو روضــــــــــة ممطــــــــورة * مـعزولة في ناحيـة
تاه الضجيج طــــريقهــــــــــا * وسماؤها لك ساجية
فتكاد تسمع همـس نفسك * للضمير مناجيـــــــــــة
وتكاد تسمع نقر قلبــــــــك * في الضلوع الغافيــــة
وتحس وسوسة الرمـــــال * على النسيم مناغيــــة
ما أجمل الصحراء لـــــــــــــو * قالوا حياة البـــــــــادية
مهد التأمل والهــــــــــــــــوى * وقصيدة متصابيـــــــة
* (الرابع) : الرحلة السنوية ، بذهابه رحمه الله مع ثلة من أصدقائه في كل إجازة إلى لبنان لمدة شهر يزيد أو ينقص ، و في آخر سنوات رحلاته إلى لبنان قبل الحرب قال لي رحمه الله : إنه كان ينتظر نزول العقوبة على أهل لبنان ؛ لأن سب الله سبحانه وسب دينه صار شيئاً عادياً جارياً على ألسنتهم في ثنايا كلامهم ، وحكى لي رحمه الله بعض تلك العبارات الشنيعة. وقد كان رحمه الله يتحسر على أيامه في لبنان لذا كتب قصيدة سماها "لبنــان" مما قاله فيها :
لبنان ملك الناس ليس لمن هـم * نعمــــــوا بجنتــــه وما شكـروه
لبســــوا النضـــــارة والمـــــــنى * وعليــــل نسمتـــه فهل قــدروه
واليــوم وحــدي بالحنيــن بعهـده * أفــــلا أحــــنّ ولا يحــــــن بنـوه
وإذا عتبــت على ذويـــه فإنمـــــا * باللــــوم أقـــرصهم بمـا اقترفـوه
إن لم يكـونوا مثلـــــه فـي برِّهـم * فالحــق يقضــي أن أقول دعــوه
أمسيت لا أخشى أن يُمزّق تخته * أو ينطــــوي وإذا بهـــــم فقـــدوه
حســـدوا به جـــاراً يرتــل شعره * بجمالـــه وبطبعهـــم حســــــدوه
* وقد أخبرني زوج الخالة الأستاذ عبد الله النهابي أنهم كلما دخلوا على الوالد رحمه الله في سكنه بلبنان وجدوه جالساً على زاوية يتأمل الطبيعة ومعه قلمه وقرطاسه يكتب شعراً. وأما هو فحدثني رحمه الله ذات مرة عن شيء مما كان يدور في منتدياتهم الثقافية بلبنان بعد حين ذكرت له بعض المثقفين الذين انحرفوا في دينهم ، فكان مما قاله لي : إن أحد هؤلاء قال له وهم في لبنان : أنت يا أبا سامي! مثقف لكنك رجعي. ولذا قال رحمه الله في الرد عليه بقصيدة بعنوان "إلى صديق تاه عن أمر ربه" :
من لم يقده العقل بين شكوكه * نحو الإله فذاك كالنسناس
كل الحقيقة كلها بوجــــــــــوده * فليذهب الإيمان بالوسواس
يا طاعن الأديان في إلحـــــــاده * قد راج أفيون الشعوب الخاسي
الدين حق الله في ملكوتــــــــه * هو واضع الأديان والآساسي
أديانه اجتمعت إلى قرآنـــــــــــه * ومحمد فيه إمام الناســـــي
آمن بربك فهو مفتاح الهـــــــدى * والبس من الإسلام خير لباس
فهناك تصبح آدمياً عاقلاً * لا عابثاً كالمنتشي بالكأس
* فلما دمرت الحرب لبنان كان الوالد وصحبه يذهبون إلى أرض الكنانة مصر ، وأحياناً إلى المغرب ، وكان من محفوظاتي التي بقيت عالقة في ذهني منذ ثلاثين سنة بيتان من مطلع قصيدة نبطية سمعتها من فيه قالها في نهاية رحلة لمصر سكنَ في حيٍّ معروف يدعى "الدقيّ" هما :
يا شقة الدقيّ عليك السلامي * قرب السفر ادعي لنا بالتوافيق
عشرين واربع طرفن بالتمامي * انبهر الدلــــة وانتلاه بابــــــريق
* وكان رحمه الله كتب قصيدة بعنوان "رسالة الأهرام" فمما جاء فيها :
قصدت مقابــــر الأهــرام يومـــــــــاً * لأكتــــب فكــــــــــرة عــــــبرت ببــــــالي
رأيت قبور شعب في حضيــــــض * (ومنق) و(خف) و(خوفو) في الأعالــــــى
أيجـــــدر بالبنـــاة نــزول تـــــــرب * وهــــم رفــــعوا المــــقابـــر كالجبــــــــــال
عبيد الشمس تاهـــوا في حيـــاة * وبعـــد المـــــوت تاهــــوا في التعـــــــالي
يرون النـــــــاس مــن وحـل وطينٍ * وهـــــم مــــن عنصـــر عالــي المنـــــــال
فشادوا من مقابرهم صــــروحـــاً * على أشــــــــــــلاء وأكتـاف الرجـــــــــــال
فمـــــــا تحنيطهـــــم إلا جـــــــــزاء * لِمَا اقترفـــــــــــــوه أُمعــــــن بالــــــــوبال
ترى الفرعون معروضــاً مسـجـى * بأقفــاص التفـــاهــــة بالريــــــــــــــــــال
فلو سكنوا التراب وفيــــه ذابـــــوا * فمــــــا صـــــار الملـــوك لشــــر حــــــال
ولكــــن الإلـــــــــــه لــــه انتقــــام * بمــن شركــــــوه أرديـــــــــة الجــــــلال
ولو أنـــــي وجـــــدت بعصر خــوفو * جهــــرت بمــــــا اعتقــــدت ولا أبــــالي
فما الأحجار وهــــي على ضــــريح * تـــدل علـــى جــــلالتــــــه بحــــــــــــال
ولكـــني أسفــــت علــــى زنـــــود * مسخـــــــــــرة بنَتـــْهـــــــا بابتـــــــــذال
* وفي المغرب له قصيدة بعنوان "طنجة" وأخرى بعنوان "ذكرى طنجة" قال في مطلع الأولى :
رشيقة بسامة حلوة * رقيقة تعزف لحنة الصور
مضيافة بيضاء مياسة * أنسامها روح نسيم السحر
عانقتها بعد طول المدى * كنت وكانت كالندى والزهر
حيتك يا طنجة مني المنى * في غمرة الشوق وبوح الذكر

* لكن في آخر حياة الوالد رحمه الله خاصة منذ مرض والدته أقل من السفر جداً ، وأقل من مثل هذه الاجتماعات الأربعة السابق ذكرها وصار يأوي كثيراً إلى حديقته الصغيرة ، فيجتمع إليه فيها طائفة من الأصدقاء الذين يشاركونه بالشعر والأدب كالأستاذ الفاضل عبد الرحمن المساعد المنير الذي كان زميلاً للوالد في الثانوية العامة ، ثم زاملته أنا بعد وفاة الوالد بست سنوات في ثانوية ابن سعدي في عام (1415هـ) لسنتين قبل أن انتقل إلى الجامعة فكان من خير من عرفت فضلاً وعقلاً ، وكان يحمل حباً وحنيناً عجيباً للوالد رحمه الله. وذلك أن علاقة الوالد بأصدقائه علاقة تقوم على الاحترام والمحبة ، فكل من عرفه رحمه الله وصاحبه أحبه واحترمه لخلقه وتواضعه وتودده للناس وكونه موسوعة في الأدب والشعر يؤنس بذلك من جالسه.
* ومن أصدقاء الوالد القدماء الذين استحضرهم الآن وقد عرفتهم صغيراً : الأستاذ عثمان الحمد القاضي رحمه الله صاحب المزرعة الشهيرة والصديق الملازم الذي كان الوالد يكن له الاحترام حتى إنه رحمه الله ذهب في مرض موته ليعايده بمناسبة العيد قبل موته بأشهر وهو يتوكأ على عصاه ، والأستاذ الفاضل عبد الرحمن بن صالح العليان مدير التعليم السابق ، والأستاذ عبد الله الخلف الخنيني وهو من ركبّ أول مكيف صحراوي جلبه الوالد لبيتنا الطيني على قاعدة خشبية فجزاه الله خيراً ، ولا يزال يصلي معي أحياناً فأذكر به الوالد رحمه الله لأن به من أخلاقه وطبيعته ، وجارا الوالد الأستاذان أحمد بن عبد العزيز الصائغ ، وعبد العزيز بن سليمان الزيداني ، والمربي الأستاذ أبو سامي محمد السيوفي ، والأستاذ عبد العزيز العمر ، والأستاذ محمد الكريداء مدير الثانوية العامة قديماً.
يتبع (أصدقاء الشعر ) :

hael1
عضو جديد








*أصدقاؤه ومقربوه : تقدم أن الوالد رحمه الله كان له اجتماعات مع أصدقائه في فترة شبابه ونحن صغار ، وهذه الاجتماعات على دوائر مختلفة :
* (الأولى) الاجتماع اليومي في مزرعة الأستاذ عثمان القاضي رحمه الله والذي يجتمع فيها الأصدقاء من المساء حتى ذهاب جزء من الليل ، وربما جاءوا بأبنائهم فيلعبون الكرة ويسبحون في البرك ، فكانت من أجمل الأيام.
* (الثاني) الاجتماع الاسبوعي وذلك أن هؤلاء الأصدقاء صنعوا لهم ما كنا نسميه ونحن صغارٌ "بالصندقة" ، وهي أشبه بالغرفة المربعة الكبيرة المبنية من الحديد الخفيف الذي يسمى "الشينكو" على هيئة الخيام الكبيرة اليوم ، كان الوالد والأصدقاء يجتمعون فيها في كل ليلة جمعة ويكون العشاء على أحدهم بالتناوب.
* (الثالث) : الاجتماع الموسمي حينما تكثر الأمطار وتزهر الأرض كان الوالد والأصدقاء يخرجون برحلات "الكشتات" من ارتفاع النهار إلى المساء ، ولا زلت أذكر بعض صور التي تحكي هذه الرحلات للوالد ومن معه كنا نتداولها بيننا. والوالد رحمه الله محب للسحب والأمطار إلى درجة الهيام حتى إنه إذا أقبل السحاب من بعيد أخذ صديقه وجاره أحمد الصائغ يتلقيان السحاب إذا أقبل ، فتجود قريحته بالشعر. وللوالد رحمه الله قصيدة يتغنى بها في مثل هذه الأجواء فهو يقول :
لا شيء في طب النفـــوس * كنزهة في ضاحيـــة
أو روضــــــــــة ممطــــــــورة * مـعزولة في ناحيـة
تاه الضجيج طــــريقهــــــــــا * وسماؤها لك ساجية
فتكاد تسمع همـس نفسك * للضمير مناجيـــــــــــة
وتكاد تسمع نقر قلبــــــــك * في الضلوع الغافيــــة
وتحس وسوسة الرمـــــال * على النسيم مناغيــــة
ما أجمل الصحراء لـــــــــــــو * قالوا حياة البـــــــــادية
مهد التأمل والهــــــــــــــــوى * وقصيدة متصابيـــــــة
* (الرابع) : الرحلة السنوية ، بذهابه رحمه الله مع ثلة من أصدقائه في كل إجازة إلى لبنان لمدة شهر يزيد أو ينقص ، و في آخر سنوات رحلاته إلى لبنان قبل الحرب قال لي رحمه الله : إنه كان ينتظر نزول العقوبة على أهل لبنان ؛ لأن سب الله سبحانه وسب دينه صار شيئاً عادياً جارياً على ألسنتهم في ثنايا كلامهم ، وحكى لي رحمه الله بعض تلك العبارات الشنيعة. وقد كان رحمه الله يتحسر على أيامه في لبنان لذا كتب قصيدة سماها "لبنــان" مما قاله فيها :
لبنان ملك الناس ليس لمن هـم * نعمــــــوا بجنتــــه وما شكـروه
لبســــوا النضـــــارة والمـــــــنى * وعليــــل نسمتـــه فهل قــدروه
واليــوم وحــدي بالحنيــن بعهـده * أفــــلا أحــــنّ ولا يحــــــن بنـوه
وإذا عتبــت على ذويـــه فإنمـــــا * باللــــوم أقـــرصهم بمـا اقترفـوه
إن لم يكـونوا مثلـــــه فـي برِّهـم * فالحــق يقضــي أن أقول دعــوه
أمسيت لا أخشى أن يُمزّق تخته * أو ينطــــوي وإذا بهـــــم فقـــدوه
حســـدوا به جـــاراً يرتــل شعره * بجمالـــه وبطبعهـــم حســــــدوه
* وقد أخبرني زوج الخالة الأستاذ عبد الله النهابي أنهم كلما دخلوا على الوالد رحمه الله في سكنه بلبنان وجدوه جالساً على زاوية يتأمل الطبيعة ومعه قلمه وقرطاسه يكتب شعراً. وأما هو فحدثني رحمه الله ذات مرة عن شيء مما كان يدور في منتدياتهم الثقافية بلبنان بعد حين ذكرت له بعض المثقفين الذين انحرفوا في دينهم ، فكان مما قاله لي : إن أحد هؤلاء قال له وهم في لبنان : أنت يا أبا سامي! مثقف لكنك رجعي. ولذا قال رحمه الله في الرد عليه بقصيدة بعنوان "إلى صديق تاه عن أمر ربه" :
من لم يقده العقل بين شكوكه * نحو الإله فذاك كالنسناس
كل الحقيقة كلها بوجــــــــــوده * فليذهب الإيمان بالوسواس
يا طاعن الأديان في إلحـــــــاده * قد راج أفيون الشعوب الخاسي
الدين حق الله في ملكوتــــــــه * هو واضع الأديان والآساسي
أديانه اجتمعت إلى قرآنـــــــــــه * ومحمد فيه إمام الناســـــي
آمن بربك فهو مفتاح الهـــــــدى * والبس من الإسلام خير لباس
فهناك تصبح آدمياً عاقلاً * لا عابثاً كالمنتشي بالكأس
* فلما دمرت الحرب لبنان كان الوالد وصحبه يذهبون إلى أرض الكنانة مصر ، وأحياناً إلى المغرب ، وكان من محفوظاتي التي بقيت عالقة في ذهني منذ ثلاثين سنة بيتان من مطلع قصيدة نبطية سمعتها من فيه قالها في نهاية رحلة لمصر سكنَ في حيٍّ معروف يدعى "الدقيّ" هما :
يا شقة الدقيّ عليك السلامي * قرب السفر ادعي لنا بالتوافيق
عشرين واربع طرفن بالتمامي * انبهر الدلــــة وانتلاه بابــــــريق
* وكان رحمه الله كتب قصيدة بعنوان "رسالة الأهرام" فمما جاء فيها :
قصدت مقابــــر الأهــرام يومـــــــــاً * لأكتــــب فكــــــــــرة عــــــبرت ببــــــالي
رأيت قبور شعب في حضيــــــض * (ومنق) و(خف) و(خوفو) في الأعالــــــى
أيجـــــدر بالبنـــاة نــزول تـــــــرب * وهــــم رفــــعوا المــــقابـــر كالجبــــــــــال
عبيد الشمس تاهـــوا في حيـــاة * وبعـــد المـــــوت تاهــــوا في التعـــــــالي
يرون النـــــــاس مــن وحـل وطينٍ * وهـــــم مــــن عنصـــر عالــي المنـــــــال
فشادوا من مقابرهم صــــروحـــاً * على أشــــــــــــلاء وأكتـاف الرجـــــــــــال
فمـــــــا تحنيطهـــــم إلا جـــــــــزاء * لِمَا اقترفـــــــــــــوه أُمعــــــن بالــــــــوبال
ترى الفرعون معروضــاً مسـجـى * بأقفــاص التفـــاهــــة بالريــــــــــــــــــال
فلو سكنوا التراب وفيــــه ذابـــــوا * فمــــــا صـــــار الملـــوك لشــــر حــــــال
ولكــــن الإلـــــــــــه لــــه انتقــــام * بمــن شركــــــوه أرديـــــــــة الجــــــلال
ولو أنـــــي وجـــــدت بعصر خــوفو * جهــــرت بمــــــا اعتقــــدت ولا أبــــالي
فما الأحجار وهــــي على ضــــريح * تـــدل علـــى جــــلالتــــــه بحــــــــــــال
ولكـــني أسفــــت علــــى زنـــــود * مسخـــــــــــرة بنَتـــْهـــــــا بابتـــــــــذال
* وفي المغرب له قصيدة بعنوان "طنجة" وأخرى بعنوان "ذكرى طنجة" قال في مطلع الأولى :
رشيقة بسامة حلوة * رقيقة تعزف لحنة الصور
مضيافة بيضاء مياسة * أنسامها روح نسيم السحر
عانقتها بعد طول المدى * كنت وكانت كالندى والزهر
حيتك يا طنجة مني المنى * في غمرة الشوق وبوح الذكر

* لكن في آخر حياة الوالد رحمه الله خاصة منذ مرض والدته أقل من السفر جداً ، وأقل من مثل هذه الاجتماعات الأربعة السابق ذكرها وصار يأوي كثيراً إلى حديقته الصغيرة ، فيجتمع إليه فيها طائفة من الأصدقاء الذين يشاركونه بالشعر والأدب كالأستاذ الفاضل عبد الرحمن المساعد المنير الذي كان زميلاً للوالد في الثانوية العامة ، ثم زاملته أنا بعد وفاة الوالد بست سنوات في ثانوية ابن سعدي في عام (1415هـ) لسنتين قبل أن انتقل إلى الجامعة فكان من خير من عرفت فضلاً وعقلاً ، وكان يحمل حباً وحنيناً عجيباً للوالد رحمه الله. وذلك أن علاقة الوالد بأصدقائه علاقة تقوم على الاحترام والمحبة ، فكل من عرفه رحمه الله وصاحبه أحبه واحترمه لخلقه وتواضعه وتودده للناس وكونه موسوعة في الأدب والشعر يؤنس بذلك من جالسه.
* ومن أصدقاء الوالد القدماء الذين استحضرهم الآن وقد عرفتهم صغيراً : الأستاذ عثمان الحمد القاضي رحمه الله صاحب المزرعة الشهيرة والصديق الملازم الذي كان الوالد يكن له الاحترام حتى إنه رحمه الله ذهب في مرض موته ليعايده بمناسبة العيد قبل موته بأشهر وهو يتوكأ على عصاه ، والأستاذ الفاضل عبد الرحمن بن صالح العليان مدير التعليم السابق ، والأستاذ عبد الله الخلف الخنيني وهو من ركبّ أول مكيف صحراوي جلبه الوالد لبيتنا الطيني على قاعدة خشبية فجزاه الله خيراً ، ولا يزال يصلي معي أحياناً فأذكر به الوالد رحمه الله لأن به من أخلاقه وطبيعته ، وجارا الوالد الأستاذان أحمد بن عبد العزيز الصائغ ، وعبد العزيز بن سليمان الزيداني ، والمربي الأستاذ أبو سامي محمد السيوفي ، والأستاذ عبد العزيز العمر ، والأستاذ محمد الكريداء مدير الثانوية العامة قديماً.
يتبع (أصدقاء الشعر ) :

hael1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
hael1 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 2009, 11:02 PM   [9]
hael1
عضو جديد







افتراضي

تعديل في البيت أمسيت لا أخشى أن يمزق تختهم ........
الصواب : أمسيت أخشى أن يمزق تحتهم أو ينطوي وإذا بهم فقدوه

hael1
عضو جديد







افتراضي

تعديل في البيت أمسيت لا أخشى أن يمزق تختهم ........
الصواب : أمسيت أخشى أن يمزق تحتهم أو ينطوي وإذا بهم فقدوه

hael1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
hael1 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 2009, 11:56 PM   [10]
hael1
عضو جديد







افتراضي

تعديل البيت ................. ومحمد فيه إمام الناسي والصواب
.................. ومحمد فيه إمام الناس

hael1
عضو جديد







افتراضي

تعديل البيت ................. ومحمد فيه إمام الناسي والصواب
.................. ومحمد فيه إمام الناس

hael1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
hael1 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لشاعر , مع , أوسع , الله , الحمد , السناني , الكبير , ترجمة , عبد , عنيزة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجزء الثاني من السيرة الأدبية لأمير الشعر المعاصر الجد عبد الله الحمد السناني hael1 عبدالله بن حمد السناني 9 2009 05:27 AM
الجزء الأول من السيرة الأدبية لأمير الشعر المعاصر الجد عبد الله الحمد السناني hael1 عبدالله بن حمد السناني 0 2009 06:42 PM
أوسع ترجمة لشاعر عنيزة الكبير عبد الله الحمد السناني مع قصائد تنشر لأول مرة hael1 جديد شعراء عنيــــزه 0 2009 03:55 AM
سيرة الشاعر الكبير عبد الله بن حمد السناني وشيء من سيرته وقصائدة hael عبدالله بن حمد السناني 1 2008 10:24 PM
رثاء عبدالله الحمد السناني روح التميمي عبدالرحمن العبدالله الهقاص 0 2007 12:43 PM

الساعة الآن 01:20 AM
   
 
الساعة الآن 01:20 AM
Powered by vBulletin™ Version 4.1.9 Copyright © 2014 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 Des By YsOrI
الحقوق محفوظة لشعراء عنيزة 2004-2024
 

جميع المواضيع و الردود لا تعبر عن وجهة نظر ادارة المنتدى بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها فعلى كل عضو تحمل مسئولية نفسة إتجاة مايقوم بة

شعراء عنيزة
www.3naizah.net