السلام عليكم ...
خرج الأب للبحث عن رزقه من الصيد ، فطلب منه ابنه الصغير أن يرافقه ، فوافق فحمله على الحمار ، ثم ساروا حتى وصلوا إلى موقع الصيد ، فربط الرجل حماره وطلب من ابنه أن يبقى في مكانه عند الحمار ولا يتحرك .
ذهب الأب حاملاً بندقيته ( مغيظه ) فرأى الريم ( الغزلان ) إلا أنها فرت لما شمت الرائحة عندما قال : ( قانص ريامه ) أي جئت للقنص من ريم الصحراء ، ثم إنه رأى الحبارى ، فبدأ يزحف ببطئ ليقترب ثم يرميها بالبندقية وهو قوله ( صايد حبر ) يعني الحبارى ، وكان الجو يشتد بالحرارة ( والحر زايد بشدّي )، في هذه اللحظات ، نزل الصبي من الحمار وذهب ليستظل بين الأشجار ، فجلس ووضع يديه على رأسه ، فظن الأب أن هذا هو الطير ، فسارع بالعدو ( حفّيت عدوي ) ثم صوّب البندقية نحو الحبارى ، وأطلق الرصاصة ، ، فأصابه الخوف (والقلب من ثار الدخن يا نمر خاف ) ، جاء مسرعاً إلى الصيده ،،، وإذا بابنه مستلقي والدم ينزف من بسرة القلب ، (( ما قدّر الباري على العبد جاري ))
حمله على حماره ثم توجه إلى البيت ، فربط الحمار وترك الصيدة عليه ، ثم جاء إلى أم الولد ( زوجته ) فقال لها :
ياامرأه ، صدت صيده ما صادها أحد قبلي ، وحلفت ما أطبخ هذه الصيده إلا بقدر أهل بيت لم يقرع الموت بابهم ، فاذهبي إلى العرب وابحثي عن أهل بيت لم يصبهم الموت ...
ذهبت المسكينه ولم تعلم سبب هذا الطلب الغريب ، فذهبت ونادت يافلانه ، يافلانه ، ( راحت وصاحت وكثرت بالتصدي ) يمين ويسار ،كل واحده تقول : أنا مات أبي ، أنا مات أخي ، زوجي ، أمي ، عمتي ... فرجعت وقالت ما وجدت المطلوب ، لايوجد احد من العرب إلا وأصاب أحدهم الموت ، ثم قالت :
أنت خلف طلبك مصيبة ، أين فلان ؟؟!!
فما هو الجواب ؟؟!!
قال : يابنت الحلال ، من صاحب الأمانة ؟ قالت : الله .
قال ، صاحب الأمانة أخذ أمانته ، ولكن قومي توضي وصلي ركعتين لله .
ثم قال هذه القصيدة وبعث بها إلى نمر بن عدوان يسليه عن فقد زوجته وضحه ، فقال :
ياراكب اللي فوقها الكور شدّي=قم يانديبي وعتلي فوق هيّاف
وانسف عليها الخرج يومن تمدّي=أسرع من اللي بالسما لوت رفّاف
ودي تدور الهند والسند ودي=وتدور بالدنيا من الكاف للكاف
ويم نمر بن عدوان يالقرم ودّي=علمٍ جرا لي يودع القلب ينلاف
يا نمر قبلك مرود العين مدّي=والعين لاجله تذرف أجواز وارداف
قانص ريامه يا نمر بالتهدي=الريم زوّع وذارف الر يح نساف
صايد حبر والحر زايد بشدّي=مثل اليروم الروح عالبعد ينشاف
طليت كن طير الحبارى مهدي=وناسف جناحه من على الراس رفراف
حفيت عدوي قاصدٍ له مقدي=مولع الفتيل وناهضٍ له بالاكتاف
كانت مغيظه ما تغالط بيدّي=والقلب من ثار الدخن يا نمر خاف
جيته ولنّه نور عيني ممدي=ودمه حمر من بسرة القلب نزاف
شلته وحطيته على فوق زندي=وركبت شهري يقطع الدو بأسلاف
لأم الولد له قلت يابنت لدي=ترا صيدتي ما صادها قبلي أسلاف
ويم العرب يابنت قومي ومدي=وهاتي قدر ما طره البين بأطراف
راحت وصاحت وكثّرت بالتصدي=وقالت ما أظن الموت بأحدً لها عاف
طير النيا في كل ديره مهدي=ويشرف على المخلوق بحقوق وانصاف
فلما وصلت القصيدة لنمر بن عدوان ،رأى مصيبة غيره فهانت عليه مصيبته .
وهكذا انتهت هذه القصة الحزينة .
منقووووله للكاتب ( مشـ2000ــعان ) .. دكات عنيزه . فلهم جزيل الشكر .
تحياتي للجميع ...