قائمة الجوال

 
التسجيل 

قم بالتسجيل الان فى المنتدى

 
البحث المتقدم  

البحث فى المنتدى

 
التعليمات 

اطلع على تعليمات المنتدى

 
مشاركات اليوم 

المشاركات االجديدة فى المنتدى

 
اتصل بنا 

ساهم فى تطوير المنتدى

مرحبا بك

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


العودة   شعراء عنيزة > شعــــراء الفصحــــــى > عبدالله بن حمد السناني

الملاحظات

عبدالله بن حمد السناني

العودة شعراء عنيزة > شعــــراء الفصحــــــى > عبدالله بن حمد السناني تحديث الصفحة الجزء الثاني من السيرة الأدبية لأمير الشعر المعاصر الجد عبد الله الحمد السناني


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009, 07:19 PM   [2]
hael1
عضو جديد








*حياته وصفاته : ولد رحمه الله سنة (1351هـ) كما هو مثبت في حفيظته التي احتفظ بصورة منها حتى اليوم ، وفيها جميع أبنائه وأمام كل منهم ما عدا الصغير إشارة الإلغا(x) إما لزواج أو لاستقلال ببطاقة. ولكن الشيخ محمد العثمان القاضي يصر على أن الوالد رحمه الله ولد قبل ذلك بسنتين (1349هـ) ، وتبعه على ذلك الشيخ عبد الله البسام في ترجمته للوالد ، ولقد نشأ الوالد رحمه الله يتيماً إذ توفي والده وله أربع سنوات فربته أمه طرفه الصالح الخنيني رحمها الله على الدين والخلق إذ كانت رحمها الله عاشت في بيت الشيخ علي بن محمد السناني فنهلت من معين علمه وتربيته ، وكانت أديبة أريبة حكيمة تقرض الشعر الشعبي وتكثر من رواية الحكم والمواعظ. ثم تعلم بعد ذلك على يد المربي صالح بن ناصر آل صالح فاستفاد منه في صقل موهبته الأدبية ، قال الشيخ عبد الله البسام في "علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) : "ولد المترجم في بلدة عنيزة عام 1349هـ ونشأ فيها وتعلم في مدارسها النظامية ، حتى تثقف ، وصار ملماً من كل علم وفن بطرف إلا أن ميوله إلى الناحية الأدبية شعراً ونثراً . وحصل على شهادة الكفاءة وأكثر من ملازمة مثقفي مدينة عنيزة مثل الاستاذ صالح بن ناصر آل صالح ، فدرس عليه في المدرسة الابتدائية العزيزية ، واستفاد منه ، فقد وجهه إلى الأدب الرفيع والذوق العالي ، كما عدّل بنانه بحسن الخط وجودة الإنشاء ، فصار من كبار شعراء نجد المعاصرين"أ.هـ وفي أستاذه صالح آل صالح يقول الوالد رحمهم الله :
حنانيك أستاذي فما أنا ناكــــــر * جميلك إني فيك كالمغرم الصــب
تعاهدتني في الزهر كما مغلفاً * وفتحته بالسقي من نبعك العذب
تفتحت في أحضان كفك زهــرة * تضوع أريجاً عن شمائلك الحـــدب
فلولاك ما اهتزت غصون وأثمرت * وكنا بوحل الجهل من عفن التـرب

* وكان الوالد رحمه الله طويلاً باعتدال يميل إلى السمرة قليلاً ، تعلو على محياه هيبة تبدو للناظر من أول وهلة ، وكان حليماً وقوراً حيياً ذا تؤده يبتسم دون ابتذال أو علو صوت ، تعد كلماته في المجلس الذي يجلس فيه لقلة حديثه وكثرة إنصاته لمن يتكلم ، فإذا تكلم لا يمل السامع حديثه. وكان رحمه الله ندي الصوت في قراءة القرآن ، عجيباً في استحضار الآيات في مظانها من المصحف. وكان رحمه الله رجّاعاً إلى الحق لا يأنف من إبداء الملاحظات عليه حتى وإن كان ذلك من أحد أبنائه ، فإني لا أذكر أني ناقشته في أمر قرنته بالدليل الشرعي إلا فاء وسمعت استغفاره. فمن ذلك أني وإياه كنّا في مجلس الجدة والدته رحمهما الله وأنا في بداية دراستي الجامعية فجرى ذكر بعض ما حصل بين معاوية وعليّ رضي الله عنهما فجرى على لسانه رحمه الله شيء مما ذكرته بعض كتب الأدب ، فانتقدته رحمه الله لنقل هذه العبارة التي تنقلها عادة كتب الأدب "كالعقد الفريد" ممن عرف أصحابها بالتشيع ، وتكلمت عن عقيدة أهل السنة والجماعة في تعظيم مقام الصحابة كلهم والإمساك عمّا شجر بينهم ، وهو في ذلك منصت بأدب عجيب مع أني أسلوبي كان حماسياً فما زاد ــ والله ــ على أن أبدى الندم واستغفر ، وكان الجدة رحمها الله تستمع الكلام وتبتسم.
*والدته مدرسته الأولى : كانت الجدة بالنسبة للوالد رحمهما الله هي الأم والأب والأخ ؛ لأنه رحمه الله عاش يتيماً ، فهي مربيته ومدرسته وملهمته لم يفارقها يوماً إلا لسفر عارض ، ولما اختير للسفر لمكة في شبابه مع بعض زملائه لإكمال الدراسة أبت عليه فترك ذلك من أجلها ، فقد كان رحمه الله بَراً بها بِراً لا أعرف له نظيراً في المعاصرين بل كنت استحضر بأفعاله معها وصف النبي صلى الله عليه سلم في وصف أويس القرني : "لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ" ، ولذا فهو لا يدخل البيت أو يخرج إلا ودخل غرفتها وجاذبها الحديث ، ولا يأكل إلا معها في غرفتها إلا نادراً ، ولا يدخل للبيت شيئاً إلا بعد أن تراه وبعد أن عميت بأن تمر يدها عليه فتختار منه ما تريد ، ولا ينام حتى تأوي إلى فراشها فيغطيها ببردته "بشته" الذي على كتفيه فوق أغطيتها خشية عليها من البرد. فإذا غضبت ذات يوم فلا يعرف نوماً حتى ترضى ، حتى إنه في شبابه إذا أغلقت على نفسها حجرتها "الروشن" وهي غضبى كان يتسور السطح "الطاية" على منور غرفتها فيقبل يديها ورأسها حتى ترضى كما حكت لي ذلك والدتي حفظها الله. لقد كانت تمثل له كل شيء في الحياة ، ولذا فعنها يقول رحمهما الله تعالى :
قدست من أنت يا أمــــاه آيتـــــــــه * تفيض فلسفة كبرى لمعتبــــــر
هاأنت طول حياتي لــــي معلمـــة * أسمى التعاليم من باقاتك الغرر
صرت الطريق إلى ربــــي وفاتحــة * ذهني على كوة الكتاب والسـور
رعيتني زهرة وقت الجفاف وبــــي * أصيص حضنك يغري غيرة الزهر
حممتني بالندى واليتم يعصف بي * في باقة ذدت عنها لسعة الدَّبــر

* ويقول في آخر قصيدة أخرى بعنوان "أنـــــــا" :
وفقـــــــدت عمــــلاقي أبي * ووجدت عمــــــلاقــــي الكـــــريم
أمــــــي الــتي في حضنهـا * نــــــوم أنـــــــسي والرقيـــــــــــم
بأنـــــــوثـــــــة جبــــــــــــارة * تخـــــــتال بالصــــبر الأليــــــــــــم
لا الـــــيأس حــــدّر أنفهــــــا * كـــــــلا ولا صلـــــــف اللئــــــــــــم
عاشــــت مدرّســـتي وجـــا * معـــــتي ومــــــأوي الحمـــــــــيم
الله أرســــلها إلـــيّ ومــــن * ســـــوى الـــــــربّ الرحــــــــــــــيم

* ولذا لم يلبث بعد موتها رحمها الله إلا يسيراً حتى ابتدأ به المرض الذي انتهى بموته رحمه الله بعد سنتين ونيف من فراقها فلم يبق معافى فيها إلا أياماً معدودة. فقد كان يرى أنه كالطفل الذي فقد أمه ، والمسافر في دار غربة بعيدة تركه صحبه بلا عودة. لقد تغير طعم الحياة بفقدها فهو يقول بعد وفاتها في قصيدة بعنوان "وداعاً يا أعز حبيبة" :
فقد بك الدنيا التي قد كسيتهــــا * جمالاً وكانت ذات معنى به أهــــــوى
فقد صارت الأيام في غير لونهــــا * فلا طعمها منٌّ ولا ريحها سلــــــــوى
وغرفة ناديك المضيئة اعتمــــــت * وآلت كربـــع بعــد مؤنسـه أقـــــــوى
تذكرني الآثـــــار فيـــــك فانثــني * ولا شيء غير الدمع والعبرة القصوى
قدمت إلى الدنيا وأنت مضيفتــي * فكنت جناحاً ضمد اليتم والشكـــــوى
عرفت بك الله الذي أنت آيــــــــــة * له فعــرفت القلب واللطف والسلـوى
وما زلت بعد الفراق مقيمـــــــــــة * بقلبــي روحــــاً لا تزايلنـــــي نجـــوى
سأبقى على عهد الوفاء لــــبرتي * إلى أن يوافيــــني الذي بـك قد ألــوى

* ويقول في قصيدة بعنوان "زين المحسنات" :
تحملــت الترمــــل والمآســــي * وثكلــــــــك بالـــــذكور وبالإنــــــــاث
وللمــــــت اليتامــى في جنــاح * مهيــــض دافــــــــــئ بالمرحمــــات
تساووا ستــــــــــة وهم ضعاف * بلا ريـــــش كأفــــــــراخ القطـــــــــاة
ولم يهزمك ثقل الصـــبر لمّــــــا * وقفـــــت وأنت وحــــدك في ثبــــات
مــن الإيمـــــــان كان عليك درع * حمـاك ومـا حمـــــــــــــاك مـن الأذاة

* أبناؤه : تزوج رحمه الله امرأتين أحدهما طلقها ولم تنجب منه شيئاً ، والثانية هي : والدتي مضاوي بنت عبد الكريم المرزوقي حفظها الله من قبيلة البقوم رزق منها بأربعة من الذكور وأربع من الإناث ، تزوجوا في حياته وأنجبوا إلا أصغر الأولاد الذكور فقد توفي رحمه الله وهو دون الخامسة عشر ، وقد كنت آخرهم زواجاً قبل وفاته ؛ حيث توفي رحمه الله بعد ولادة أكبر أبنائي عاصم بنحو أربعين ليلة ، وكان قد حمله بيديه قبل موته بليال وهو يردد "جُمَيّل جُمّيْل" أي جميل ، وعاصم الآن قريباً بإذن الله سيتخرج من الجامعة. ولقد كانت علاقة الوالد رحمه الله بأبنائـه علاقة عجيبة متجاذبة بين الحب والهيبة ، والأبوة والصداقة ، كان رحمه الله له هيبة عجيبة إذا دخل البيت كأن على رؤوسنا الطير ، مع أني لا أعرف أنه رحمه الله استعمل الضرب مع أحدٍ مع أبنائه ولا الزجر الشديد ، إنما كانت المعاتبة الهادئة منه أقوى وأقسى من كل ضرب أو زجر ، فإذا رأى أمراً قد استعصى جلس مع المراد تأديبه وناقشه مناقشة فيها الوعظ والحكمة والإقناع وبيان العاقبة السيئة لمّا هو فيه. وكان رحمه الله لا يأنف أن يعتذر لأبنائه إذا رأى أنه تجاوز في التأديب أو العبارة فقد أنبّ أحد أبنائه ذات يوم على أمر ما فأحس بأنه تجاوز وليس كذلك ، فاعتذر منه بعدها وقبل رأسه ، وقال : إذا قسوت عليك يوماً فاعذرني فأنا اليوم قد كبرت وأنا اليوم أرجوكم كما كنتم ترجونني صغاراً. ومما قاله رحمه الله بعد أن اتفق غياب غالب أبنائه للدراسة أو العمل أو لزواج البنات ، وكنت آخرهم سفراً حينئذ إذ فارقته رحمه لله في منتصف سنة (1405هـ) أي قبل موته بثلاث سنوات ونصف ، ففي تلك السنة من شهر شوال قال (وكان في العام الذي قبله قد صلى خلفي في رمضان) :
عليكم يابني ودي سلامـــــــــاً * يعبر عن مدى إشعاع حبي
إذا اختلفت رقاع الأرض فينـــــا * فإن الحب وحد كــــــل قلب
نقابلكم فيشفى كل شــــــوق * ونحيا في البعاد بقلب صبٍ
سلوا في بعدكم خفقات قلبي * فنقر قلوبكم عنهــا سينبي

hael1
عضو جديد








*حياته وصفاته : ولد رحمه الله سنة (1351هـ) كما هو مثبت في حفيظته التي احتفظ بصورة منها حتى اليوم ، وفيها جميع أبنائه وأمام كل منهم ما عدا الصغير إشارة الإلغا(x) إما لزواج أو لاستقلال ببطاقة. ولكن الشيخ محمد العثمان القاضي يصر على أن الوالد رحمه الله ولد قبل ذلك بسنتين (1349هـ) ، وتبعه على ذلك الشيخ عبد الله البسام في ترجمته للوالد ، ولقد نشأ الوالد رحمه الله يتيماً إذ توفي والده وله أربع سنوات فربته أمه طرفه الصالح الخنيني رحمها الله على الدين والخلق إذ كانت رحمها الله عاشت في بيت الشيخ علي بن محمد السناني فنهلت من معين علمه وتربيته ، وكانت أديبة أريبة حكيمة تقرض الشعر الشعبي وتكثر من رواية الحكم والمواعظ. ثم تعلم بعد ذلك على يد المربي صالح بن ناصر آل صالح فاستفاد منه في صقل موهبته الأدبية ، قال الشيخ عبد الله البسام في "علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) : "ولد المترجم في بلدة عنيزة عام 1349هـ ونشأ فيها وتعلم في مدارسها النظامية ، حتى تثقف ، وصار ملماً من كل علم وفن بطرف إلا أن ميوله إلى الناحية الأدبية شعراً ونثراً . وحصل على شهادة الكفاءة وأكثر من ملازمة مثقفي مدينة عنيزة مثل الاستاذ صالح بن ناصر آل صالح ، فدرس عليه في المدرسة الابتدائية العزيزية ، واستفاد منه ، فقد وجهه إلى الأدب الرفيع والذوق العالي ، كما عدّل بنانه بحسن الخط وجودة الإنشاء ، فصار من كبار شعراء نجد المعاصرين"أ.هـ وفي أستاذه صالح آل صالح يقول الوالد رحمهم الله :
حنانيك أستاذي فما أنا ناكــــــر * جميلك إني فيك كالمغرم الصــب
تعاهدتني في الزهر كما مغلفاً * وفتحته بالسقي من نبعك العذب
تفتحت في أحضان كفك زهــرة * تضوع أريجاً عن شمائلك الحـــدب
فلولاك ما اهتزت غصون وأثمرت * وكنا بوحل الجهل من عفن التـرب

* وكان الوالد رحمه الله طويلاً باعتدال يميل إلى السمرة قليلاً ، تعلو على محياه هيبة تبدو للناظر من أول وهلة ، وكان حليماً وقوراً حيياً ذا تؤده يبتسم دون ابتذال أو علو صوت ، تعد كلماته في المجلس الذي يجلس فيه لقلة حديثه وكثرة إنصاته لمن يتكلم ، فإذا تكلم لا يمل السامع حديثه. وكان رحمه الله ندي الصوت في قراءة القرآن ، عجيباً في استحضار الآيات في مظانها من المصحف. وكان رحمه الله رجّاعاً إلى الحق لا يأنف من إبداء الملاحظات عليه حتى وإن كان ذلك من أحد أبنائه ، فإني لا أذكر أني ناقشته في أمر قرنته بالدليل الشرعي إلا فاء وسمعت استغفاره. فمن ذلك أني وإياه كنّا في مجلس الجدة والدته رحمهما الله وأنا في بداية دراستي الجامعية فجرى ذكر بعض ما حصل بين معاوية وعليّ رضي الله عنهما فجرى على لسانه رحمه الله شيء مما ذكرته بعض كتب الأدب ، فانتقدته رحمه الله لنقل هذه العبارة التي تنقلها عادة كتب الأدب "كالعقد الفريد" ممن عرف أصحابها بالتشيع ، وتكلمت عن عقيدة أهل السنة والجماعة في تعظيم مقام الصحابة كلهم والإمساك عمّا شجر بينهم ، وهو في ذلك منصت بأدب عجيب مع أني أسلوبي كان حماسياً فما زاد ــ والله ــ على أن أبدى الندم واستغفر ، وكان الجدة رحمها الله تستمع الكلام وتبتسم.
*والدته مدرسته الأولى : كانت الجدة بالنسبة للوالد رحمهما الله هي الأم والأب والأخ ؛ لأنه رحمه الله عاش يتيماً ، فهي مربيته ومدرسته وملهمته لم يفارقها يوماً إلا لسفر عارض ، ولما اختير للسفر لمكة في شبابه مع بعض زملائه لإكمال الدراسة أبت عليه فترك ذلك من أجلها ، فقد كان رحمه الله بَراً بها بِراً لا أعرف له نظيراً في المعاصرين بل كنت استحضر بأفعاله معها وصف النبي صلى الله عليه سلم في وصف أويس القرني : "لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ" ، ولذا فهو لا يدخل البيت أو يخرج إلا ودخل غرفتها وجاذبها الحديث ، ولا يأكل إلا معها في غرفتها إلا نادراً ، ولا يدخل للبيت شيئاً إلا بعد أن تراه وبعد أن عميت بأن تمر يدها عليه فتختار منه ما تريد ، ولا ينام حتى تأوي إلى فراشها فيغطيها ببردته "بشته" الذي على كتفيه فوق أغطيتها خشية عليها من البرد. فإذا غضبت ذات يوم فلا يعرف نوماً حتى ترضى ، حتى إنه في شبابه إذا أغلقت على نفسها حجرتها "الروشن" وهي غضبى كان يتسور السطح "الطاية" على منور غرفتها فيقبل يديها ورأسها حتى ترضى كما حكت لي ذلك والدتي حفظها الله. لقد كانت تمثل له كل شيء في الحياة ، ولذا فعنها يقول رحمهما الله تعالى :
قدست من أنت يا أمــــاه آيتـــــــــه * تفيض فلسفة كبرى لمعتبــــــر
هاأنت طول حياتي لــــي معلمـــة * أسمى التعاليم من باقاتك الغرر
صرت الطريق إلى ربــــي وفاتحــة * ذهني على كوة الكتاب والسـور
رعيتني زهرة وقت الجفاف وبــــي * أصيص حضنك يغري غيرة الزهر
حممتني بالندى واليتم يعصف بي * في باقة ذدت عنها لسعة الدَّبــر

* ويقول في آخر قصيدة أخرى بعنوان "أنـــــــا" :
وفقـــــــدت عمــــلاقي أبي * ووجدت عمــــــلاقــــي الكـــــريم
أمــــــي الــتي في حضنهـا * نــــــوم أنـــــــسي والرقيـــــــــــم
بأنـــــــوثـــــــة جبــــــــــــارة * تخـــــــتال بالصــــبر الأليــــــــــــم
لا الـــــيأس حــــدّر أنفهــــــا * كـــــــلا ولا صلـــــــف اللئــــــــــــم
عاشــــت مدرّســـتي وجـــا * معـــــتي ومــــــأوي الحمـــــــــيم
الله أرســــلها إلـــيّ ومــــن * ســـــوى الـــــــربّ الرحــــــــــــــيم

* ولذا لم يلبث بعد موتها رحمها الله إلا يسيراً حتى ابتدأ به المرض الذي انتهى بموته رحمه الله بعد سنتين ونيف من فراقها فلم يبق معافى فيها إلا أياماً معدودة. فقد كان يرى أنه كالطفل الذي فقد أمه ، والمسافر في دار غربة بعيدة تركه صحبه بلا عودة. لقد تغير طعم الحياة بفقدها فهو يقول بعد وفاتها في قصيدة بعنوان "وداعاً يا أعز حبيبة" :
فقد بك الدنيا التي قد كسيتهــــا * جمالاً وكانت ذات معنى به أهــــــوى
فقد صارت الأيام في غير لونهــــا * فلا طعمها منٌّ ولا ريحها سلــــــــوى
وغرفة ناديك المضيئة اعتمــــــت * وآلت كربـــع بعــد مؤنسـه أقـــــــوى
تذكرني الآثـــــار فيـــــك فانثــني * ولا شيء غير الدمع والعبرة القصوى
قدمت إلى الدنيا وأنت مضيفتــي * فكنت جناحاً ضمد اليتم والشكـــــوى
عرفت بك الله الذي أنت آيــــــــــة * له فعــرفت القلب واللطف والسلـوى
وما زلت بعد الفراق مقيمـــــــــــة * بقلبــي روحــــاً لا تزايلنـــــي نجـــوى
سأبقى على عهد الوفاء لــــبرتي * إلى أن يوافيــــني الذي بـك قد ألــوى

* ويقول في قصيدة بعنوان "زين المحسنات" :
تحملــت الترمــــل والمآســــي * وثكلــــــــك بالـــــذكور وبالإنــــــــاث
وللمــــــت اليتامــى في جنــاح * مهيــــض دافــــــــــئ بالمرحمــــات
تساووا ستــــــــــة وهم ضعاف * بلا ريـــــش كأفــــــــراخ القطـــــــــاة
ولم يهزمك ثقل الصـــبر لمّــــــا * وقفـــــت وأنت وحــــدك في ثبــــات
مــن الإيمـــــــان كان عليك درع * حمـاك ومـا حمـــــــــــــاك مـن الأذاة

* أبناؤه : تزوج رحمه الله امرأتين أحدهما طلقها ولم تنجب منه شيئاً ، والثانية هي : والدتي مضاوي بنت عبد الكريم المرزوقي حفظها الله من قبيلة البقوم رزق منها بأربعة من الذكور وأربع من الإناث ، تزوجوا في حياته وأنجبوا إلا أصغر الأولاد الذكور فقد توفي رحمه الله وهو دون الخامسة عشر ، وقد كنت آخرهم زواجاً قبل وفاته ؛ حيث توفي رحمه الله بعد ولادة أكبر أبنائي عاصم بنحو أربعين ليلة ، وكان قد حمله بيديه قبل موته بليال وهو يردد "جُمَيّل جُمّيْل" أي جميل ، وعاصم الآن قريباً بإذن الله سيتخرج من الجامعة. ولقد كانت علاقة الوالد رحمه الله بأبنائـه علاقة عجيبة متجاذبة بين الحب والهيبة ، والأبوة والصداقة ، كان رحمه الله له هيبة عجيبة إذا دخل البيت كأن على رؤوسنا الطير ، مع أني لا أعرف أنه رحمه الله استعمل الضرب مع أحدٍ مع أبنائه ولا الزجر الشديد ، إنما كانت المعاتبة الهادئة منه أقوى وأقسى من كل ضرب أو زجر ، فإذا رأى أمراً قد استعصى جلس مع المراد تأديبه وناقشه مناقشة فيها الوعظ والحكمة والإقناع وبيان العاقبة السيئة لمّا هو فيه. وكان رحمه الله لا يأنف أن يعتذر لأبنائه إذا رأى أنه تجاوز في التأديب أو العبارة فقد أنبّ أحد أبنائه ذات يوم على أمر ما فأحس بأنه تجاوز وليس كذلك ، فاعتذر منه بعدها وقبل رأسه ، وقال : إذا قسوت عليك يوماً فاعذرني فأنا اليوم قد كبرت وأنا اليوم أرجوكم كما كنتم ترجونني صغاراً. ومما قاله رحمه الله بعد أن اتفق غياب غالب أبنائه للدراسة أو العمل أو لزواج البنات ، وكنت آخرهم سفراً حينئذ إذ فارقته رحمه لله في منتصف سنة (1405هـ) أي قبل موته بثلاث سنوات ونصف ، ففي تلك السنة من شهر شوال قال (وكان في العام الذي قبله قد صلى خلفي في رمضان) :
عليكم يابني ودي سلامـــــــــاً * يعبر عن مدى إشعاع حبي
إذا اختلفت رقاع الأرض فينـــــا * فإن الحب وحد كــــــل قلب
نقابلكم فيشفى كل شــــــوق * ونحيا في البعاد بقلب صبٍ
سلوا في بعدكم خفقات قلبي * فنقر قلوبكم عنهــا سينبي

hael1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
hael1 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لأمير , من , الأدبية , المعاصر , الثاني , الحي , الجزء , السيرة , الشعر , عبد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أوسع ترجمة لشاعر عنيزة الكبير عبد الله الحمد السناني مع قصائد تنشر لأول مرة hael1 منتدى المواضيع العــــامة 16 2009 04:53 AM
الجزء الأول من السيرة الأدبية لأمير الشعر المعاصر الجد عبد الله الحمد السناني hael1 عبدالله بن حمد السناني 0 2009 06:42 PM
أوسع ترجمة لشاعر عنيزة الكبير عبد الله الحمد السناني مع قصائد تنشر لأول مرة hael1 جديد شعراء عنيــــزه 0 2009 03:55 AM
أبو حمد .. (الجزء الثاني) روح التميمي سليمان العليان 1 2008 02:14 AM
رثاء عبدالله الحمد السناني روح التميمي عبدالرحمن العبدالله الهقاص 0 2007 12:43 PM

الساعة الآن 09:59 PM
   
 
الساعة الآن 09:59 PM
Powered by vBulletin™ Version 4.1.9 Copyright © 2014 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 Des By YsOrI
الحقوق محفوظة لشعراء عنيزة 2004-2024