الإخوة الأكارم الأعضاء والزوار . . أحييكم أجمل تحية , ثم إني هذه المرة سأخالف اختصاصي بالتعليق وسأذكر لكم القصة التالية :
يقولون إن رجلا توفيت زوجته فتزوج امرأة توفي زوجها , وكانت امرأة عاقلة رزينة تقوم بواجباتها على أكمل وجه إلا أنها كانت قليلة الكلام ( خوش عذروب !!) , وفي يوم من الأيام دخل زوجها فرآها منهمكة في أداء أعمالها اليومية منشغلة فيها , فوقف متكئا على الباب ينظر إليها متعجبا من حالها ثم قال :
قلت آااه ياوجدي على فايت فات . . . والبـل وإن بـوي لـهن يدلـهـني
ويقصد بـ(فايت فات ) زوجته السابقة , والبل : الإبل , بوي لهن ـ بضم الباء وكسر الواو المشددة ـ : البو , جلد الحواروهو ولد الناقة يحشى تبنا ويقرب من أمه لتدر عليه ( فصيحة ). ومعنى البيت أن هذه المرأة ليست كزوجته السابقة ذات مشاعر وأحاسيس , فهي في نظره امرأة فقدت زوجها واستعاضت عنه بزوج آ خر يقوم مقامه !!
ولم يكد يفرغ من إلقاء بيته حتى نهضت غاضبة كالملسوعة قائلة على الفور :
هــااات الـثلاث وخـل عنـك التـنهات . . . والـكـل مـن فـارق خلـيله يوني
كان أنت تبكي لك على فايت فات . . . دونك جروحي ما بعـد ديويني!!
والبيتان واضحا المعنى والدلالة كما يبدو لي , فتعجب الرجل من فيض مشاعرها ورقة أحاسيسها وعرف أنها كتلة هائلة من المشاعر , ولكن غلبة العقل والرزانة تكبح جماحها .
هذه القصة من التراث المروي وسمعتها من الولدة أمد الله في عمرها ومتعها بالصحة والعافية , ولم أقرأها ـ على كثرة اطلاعي ـ ولم أسمعها ـ على كثرة سماعي ـ , وفي يقيني أنها تنشر لأول مرة , ومن يعرف عنها أو عن أبطالها أو زمان أو مكان حدوثها شيئا فليفدنا مشكورا . ولكم تحياتي