.
.
في ردهة من الوجع
تقولب الألم
فغرد النهار
بصيحة التفاح في عمق الرذاذ
فأشفقت عيون ذلك الجدار
وأمطرت تلك الصحارى بالأنين
واستنكرت عقارب الكتاب
وحدقت تلك الأيادي في انحدار
كأنما اغتالت سمائي ثورة
فيها الكثير من عتاب
مازجه تورّمٌ من العدم
على زجاج من ضباب
يشق ذلك الستار
..
لمَ الفجور؟
لمَ الجنون؟
يا من فتكت في طيف الصهيل
وطرت في ماء ترامى في ضياء
أعتق سواد ذلك الحليب
وحرر الوسن
من ظهر ذلك الغبار
فقد قرأت في منامي سورة
من مصحف الخجل
تقول أيها المرتاح دُم في وجل
وعانق الكسل
على وثير ذلك النشاط الملتحي
برونقٍ
من نكهة القبح الجميل المستحي
حلق على انحدار بئري وامتثل
فربما
وجدتَ في عمق المياه جذوة
تخلقت فيها أجنة الأمل
يحوطها خرير نار
..
أسرفت في القرب البعيد
فانتشت
روح انهيار
وارتوت
خلف المسار
تلك الزهور المالحة
على شفا شفير ذلك الصديد
بالوعد والوعيد
وغنت الموال تلك النائحة
فأسعدت وأطربت
ما أجمل الحزن الممضَّ
يجتلي
وينجلي
عن طيف ذلك السعار!
..
أفق!
فقد همشت في وصل انقطاعي مرفقا
له أصابع سبعٌ
وخمسة من الأظفار
ماست تجلت رونقا
أفق وقل متى؟
متى؟
تشمّني؟
تأكلني؟
تشربني؟
تصيد في دوح الفؤاد عقعقا؟
قل لي متى؟
وأطعم الشعور من
مرارة الهوى
وحلو هجرٍ قاتلٍ
علّق على لسان قلبي قطرة
من شيرة الصدود
وعلقم الجمال
يا أيها الفنار
فقد مكثت حقبة
في ردهة
من الوجع
وساحة
فيها تقولب الألم
وغرد النهار
..