اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *`·.الفراشة*`·.
عنيزة الفيحاء
نـَشـَرَ الدُّكـْـتـُورُ عبدالله العثيمين قـَصـِيْـدَة ً بـِعـُـنـْوَانِ (العـــَـوْدَة) يـَتـَعـَشـَّّـقُ فـِيـْهــَا
بـَقـَـاءَ الآثــَارِ فـِي مـَدِيـْـنـَةِ عـُنـَيْزَة عـَلـَى مـَاكـَانـَتْ عـَلـَيْـهِ مِنْ قـَبـْـلُ ، مِـنْ بـُيــُوتِ الطـّـِيْنِ
وَالأَزِقــَّـةِ الضـَّيــّـِـقـَةِ ، فـَكـَانـَتْ هَـذِهِ القـَصـِيـْـدَة ُ مـُعـَارَضـَة ً لـَهُ وَأَنَّ الجـَدِيـْـدَ
لابـُدَّ أَنْ يـَكـُونَ مـَعَ بـَقــَـاءِ القــَدِيــْمِ ،
وقـَدْ نـُشـِرَتْ هَـذِهِ القــَصـِيْـدَة ُفـِي دِيْــوَانِ
(شـَرَارَة الثــَّأْرِ:ص25)..
ماذا على الشعر إن أغفى وإن ذهبـا=مـا دام ينصـح بـالآلام مختضبـا؟
مـاذا عليـه وقـد جفـت منابـعـه=وبـات باليـأس والإمحـال ملتهبـا؟
أللهوى أم الساري الطيـف نضرمـه=أم لليالي التي راشـت لنـا النوبـا؟
كـلا ومـا سـر كـلا فـي متاهتنـا=إلا الفنـاء أراد الحـب أم غضـبـا
يا باعث الجرح من أعمـاق رقدتـه=هلا رسمت علـى أسـراره النصبـا؟
وقمت تطـوي علـى جثمانـه كفنـا=مـن بعـده ينفـض الآلام والتعـبـا
ما ضر لو سار خلف النعش موكبنـا=وحالـم الأنـس فينـا قـام منتحبـا؟
فما لتابوتنـا المسلـول مـن صلـف=إلا وفي قائميـه السـوس قـد لعبـا
فاستبق مافي خيال الدهر من طُـرف=مطلولة واحمـل الكبريـت والحطبـا
وامدد الى بسمـة التاريـخ كـل يـد=وانس الهوى في ركام الطين حيث خبا
ما للصبا وهـو غـض رافـة نغـم=حلو و في مقلتيه الحـب قـد نضبـا
يطوي على الفقر والإملاق شرعتـه=ويزرع اليأس فـي الآفـاق مغتربـا
كأنـه خطـت الأوهــام سيـرتـه=يستبطن الحزن والإفـلاس والسغبـا
ما سام في الليالـي السـود سائمـة=إلا تشـرب مـن أخلافهـا النصبـا
وما أسـدر لخطـب ضرعهـا نكـدا=إلا ودرت لـه الإعــدام والحـربـا
يـا ويـل أوغـذت لليـأس فلذتهـا=فبـات بالويـل والتشريـد منتقـبـا
يطوي علـى الـذل أشـلاء ممزقـة=ويخنـق الذكـر فـي إدلاجـه رهبـا
فامدد إليـه يـد الإلهـام فـي أمـم=واردد إليه مـن الآمـال مـا سلبـا
كذلك النجـم للسـاري يلـوح هـدى=وأنـت نجـم لسـارٍ بـات مكتئـبـا
فمـا العـزاء لركـب أنـت ملهمـه=إذا استكان لعسف الدهـر أو حجبـا؟
ياموغلا في ظـلام الأمـس تمسحـه=بأفقـك الرحـب منسوبـا ومنتسبـا
هلا انطلقت بذكـراك التـي عبـرت=إلى المجاهل تبنـي مهدهـا الخربـا؟
مـا بيـن رس مـن الآمـال ترقبـه=وحالق من غـرار العـز قـد صلبـا
أفديـك بالنفـس لا ترجـع بذاكـرة=فالذكريـات تثيـر الشـك والريـبـا
إني على العهـد لـم أبخـل بقافيـةٍ=مهما انطوى السفر لـلآلاف أو قلبـا
فموكـب المجـد مـا زلنـا نسايـره=ورب يـوم يقيـم الصـرح منتصبـا
نجني به من جنـى الآمـال كـل يـد=للمنجديـن ونبنـي فيـه مـا صعبـا
فمـا الدعـاء لأرض النـور مغفـرة=ولا البكـاء عليهـا يفتـن الذهـبـا
لو كان للشعر فـي (فيحائنـا) سبـب=تزهـو بـه لابتدرنـا ذلـك السببـا
أو كان للنـدب فيهـا موكـب غـرد=لكـان منـا إليهـا النـدب محتسبـا
فارفق بنا فـي متـاه اللـوم إن لنـا=عذراً وأنت الذي تستكشـف الحجبـا
خذ من سنا العز مـا يحلـو لرائـده =وانس الهوى في غبار الجهل معتصبا
فموكب النور فـي أرضـي طلائعـه=تستبدل الأمس باليـوم الـذي قربـا
يوم لـه فـي رؤى التاريـخ بـادرة=مشبوبة الذكر تحمي الحـظ والأربـا
تطالـع المجـد فـي إبـان ثورتـه=وترسـم الخلـد فـي إدلالـه طربـا
فهذه مـن سنـا بـرق العـلا شعـل=تستهدف الطين والأنقـاض والقببـا
وتبعث الفن فـي تشييـد مارسمـت=أيدي البناة الذين استأصلـوا العتبـا
ياموسـع الفـن والعمـران موجـدة=لاتقطع الرأس كـي تستنبـت الذنبـا
فما ادكار القديم السمج فـي وطنـي=(عنيـزة) اليـوم إلا عبـرة ونـبـا
فاستبق فـي موكـب الآثـار نـادرة=من غابر الدهر واطلب بعدها الشهبـا
فالنور لا يفقـد الديجـور فـي فلـك=يستمريء الصعب أو يستعذب الطلبـا
سيمسح الغيمـة السـوداء باسطهـا=وينشـر الفـن والإبـداع والعجـبـا
فما بلادي التـي فـي الغيـم سدتهـا=إلا الجديد الـذي لا يعـرف العطبـا
لهـا مـن الموفـد البانـي ملامسـة=يخضر منهـا فجـاج عامـر وربـى
تميس فـي حيلهـا الميـاس حالمـة=وتسبق الفجـر فـي آمالهـا صببـا
لهـا علـى صفحـة التاريـخ واردة=من الفضائل زانـت باِسمهـا الكتبـا
أيـام كانـت صبـا نجـد تروقـهـا=بالمكرمات وكـان الحـظ قـد غلبـا
تعنو إليهـا مـن الآفـاق كـل يـد=للطيبـات ويزهـو سوقهـا حسـبـا
كأنـهـا للمغـانـي درة شـرقــت=بنورها الأرض زهـواً فاتنـا وصبـا
لكـل أفـق عليهـا مـورد عـطـرٌ =يستقبـل الخيـر والإدرار والنشـبـا
فمـا لبغـداد أو للشـام فـي وطنـي=من صائب الخيـر إلا بعـض ماندبـا
وما لساحات عمـرٍو وهـي عامـرة=بالخير في مصر إلا ما اجتبـى وجبـا
فسوقها المورد الصافـي لكـل نـدى=وساحها من نمير العـز قـد شربـا
وأهلها المنجـدون استلهمـوا سننـا=للعالميـن بحبـل الله قـد عصـبـا
لهم علـى كـل نجـم سابـح فلـك=في طرتيه رهـان المجـد قـد كتبـا
يبنون في كـل بيـت عـز قاصـده=ويستجيبـون للـداعـي إذا طلـبـا
أَسْدٌ كما تعشق (الفيحـاء) دوحتهـم=وسـادة يحكمـون العلـم والأدبــا
لا الجهل يطمس عن ماضي فضائلهم=عين الرضى أو يقول الحق ما ذهبـا
فأمسهم بالهـدى والفضـل معتصـم=ويومهم للغـد الزاهـي قـد انتسبـا
يستلهمون مـن الماضـي عزائمهـم=ويضرمـون مـن المستقبـل اللهبـا
لا يعثـرون وفـي أردانهـم شـمـم=هامـت (عنيـزة) فيـه عـزة وإبـا
|
منقول عن الزميلة في مجلس عنيزة (الفراشة)