( ذئب و حمل )
حياة المرء في الدنيا شقاءُ = ونفس الحر يقتلها الإباءُ
وأيام السرور مجنَّحات =أرادت طيَّ صفحتها السماء
ومضطرب الجوانح في دجاه= يداجي ثم يطلب ما يشاء
كأن ملاعب الأفراح تهفو =إليه كي يزلّفه الغباء
له في كل خاطئة ولاء=ونحن لنا من الحق البلاء
طلبنا المجد تحملنا نفوس=لها فوق السماكين اعتلاء
وقمنا نُوْدع الأيام سرًا=وندعوها فخاب لنا الدعاء
كأن لها علينا يوم ثأرٍ=وحق لها على الحر العداء
فما طلب المعالي غير مسّ = إذا لم يعتلقْ فيه الرياء
وما نيل العلا إلا اختلاق =إذا لم يُنتظرْ منه الشقاء
بنى الداجون حولي كل بذخ= وحظّي من بنائهم العناء
أراهم كالوحوش تضج حولي=فيختنق الرضا مني البكاء
ويلتهب الفؤاد بنار غيظ=يؤججها من الصلف القناء
شرائعهم تخوّلهم لصوصًا=وإن مات الألوف الأبرياء
فما للحق فيهم من مجير=ألوذ به فيدركني الوفاء
فلا الدنيا بكنزٍ أحتميه=سوى عشٍّ يظلله الخواء
كأني في مساربه عليل =يغاليني لدى اليأس العزاء
فلا داجٍ يؤرقني دجاه =ولا لص يغير ولا اعتداء
ولا مستهتر أبدًا ولكن =ظلام كله أُنس مضاء
بني الدنيا وأيّكمُ المجلّى =أفيقوا نحن في الدنيا سواء
فلا ذئب ولا حمل ولكن =أناس عز في دمنا الصفاء
لنا مِثْل الذي للذئب منا = فأين هي الحقيقة والمراء؟
نشرها الزميل نور البصيرة في مجلس عنيزة