قصيدة للشاعر الأستاذ ( أحمد بن صالح الصالح - مسافر )
بعنوان يــــــــــوم العِـــلـــــــم
اقرأ,, اضاء بها الورى التنزيلُ *** ودعا لها في الخافقين رسولُ
اقرأ,, تبارك من ابان حروفها *** عربيةً,, يحلو بها الترتيل
اقرا دعا الله النبيَّ بآيها *** واليه بلَّغ وحيَه جبريل
اوحى الامينُ الى الامين رسالةً *** فوعى المبلَّغُ واستبان سبيل
واليه أفئدة هفت فتضوَّعت *** عَبَقَ الرسالة فتيةٌ وكهول
والتف من ام القرى اخيارُها *** ولهم من الهادي البشير دليل
وسرى لطيبة نوره فاضاءها *** هديُ الرسالة وارف وظليل
حتى اذا في كل دارٍ آيةٌ *** تُتلى,, وفيها للهدى تبجيل
واذا بمن هجروا الضلال ومن همو *** انصار صدقٍ في الوغى وعدول
صنوانِ في درب الجهاد وقادةٌ *** دالت بهم دول وعزَّ قبيل
وامتدَّ نور الله من حيث انتهى *** غيثٌ,, فلا مطل ولات غلول
ومشى الزمان بأهله متقلبا *** عزٌّ عريض تارة وافول
واظل دنيا الناس جهلٌ فاحش *** وضلالة واستفحل التَّدجيل
وبكل قطر حاكم وخلافة *** ولكل قوم مُدَّعٍ ضلِّيل
حتى اذا شبه الجزيرة اصبحت *** دولا يفرقهم هوى ودخيل
والناس لا أَمنٌ يقيم حياتهم *** وصغيرهم وضعيفهم مخذول
قام الموحِّد ربَّه,, وبلادَه *** فاذا الجزيرة مجدها موصول
حكم البلاد بحزمه ودهائه *** وله من الشرع الحنيف دليل
وببره ملك القلوب فأخبتت *** والبر في ملك القلوب كفيل
قرن مضى,, والذكريات حفيَّةٌ *** وحديث ذكر المصلحين جميل
عفواً,, حديث الذكريات يشوقني *** مهما حديث الذكريات يطول
ذكرى الاحبة عذبة ونديَّةٌ *** وبها الصبا مُستملح مقبول
امِّ المدارس,, بي اليك تلفتت *** عينٌ,, وقلب بالهوى متبول
اسم الموحد فوق صرحك شاهد *** فله من الحمد الجميل فصول
سبعون عاما,, تحملين رسالة *** للعلم,, قام بها رجالُ عدول
سبعون عاما,, بالكفاح تزينت *** وثمار غرسك يانع وجزيل
سبعون عاما,, والرحاب مضيئة *** بالعلم والورد النميرُ هطول
سبعون عاما والمعلم شعلة *** تهدي السُراة وماخبا القنديل
ايام كان هنا الحبيب,, معلماً *** يرعى الشباب فينبعُ المحصول
ورفاق درب كان ملء اهابهم *** نصح,, فنعم معلِّم وخليل
فاذا الشباب عزيمة وثّابة *** ما فاز في درب الكفاح كسول
ساروا على النهج القويم وادلجوا *** فهم المربي والفتى المسؤول
فيحاء - عفوا - قد اضرّ بي الجوى *** طول النوى بالعاشقين يحول
وعنيزة,, عنها الحديث محبَّبٌ *** والشوق يكبر اذ يحين رحيل
عانقت طيب هواك في نفح الصَّبا *** ولدى الرواح يطيب فيك اصيل
ما بين باسقةٍ وروض مُمرع *** طابت بغيِّ الباسقات مقيل
شيب وشبان ثراك زهى بهم *** بيض الوجوه وبرُّهم موصول
رضعوا هواك مع الطفولة سلسلا *** ولهم لديك ملاعب وطلول
امَّ المدارس,, ايُّ عمر حافل *** هَرِمَ الشباب وانت بعد خجول
غيداءُ,, ما اكل الزمانُ شبابَها *** عشاقها جيل نماهم جيل
نهلوا معين العلم صفوُ وردُهٌ *** صدروا وقد وَعَت العلوم عقول
عفوا - عنيزةُ - للمودع وحشة *** ان الوداع على الحبيب ثقيل
كيف الوداع وانت في القلب الهوى *** العَودُ أحمدُ واللقاء جميل
____________________________
* ام المدارس: مدرسة الملك عبدالعزيز في عنيزة التي اكملت ثلاثة وستين عاما حكومية وقرابة السبع سنوات اهلية قبل الحكومية.
صحيفة الجزيرة