وفيما يلي تعريف مختصر بـ (العنيزية) كنت كتبته قبل نشرها في المنتديات ..
وأنا أعيد نشره هنا بعد تهذيبه , لعلاقته الوثيقة بالموضوع
العنيزية .. منظومة تاريخية كتبها الأديب الشاعر الأستاذ / عبدالعزيز بن محمد بن حمد القاضي , وجده حمد أحد أبناء
شاعر نجد الكبير المرحوم محمد العبدالله القاضي .. ووالده أحد وجهاء البلد , ومن المناسب الإشارة هنا إلى حادثة طريفة
وهي أن تاريخ المرحوم مقبل الذكير الشهير ( مطالع السعود في أخبار دولة آل سعود ) أظن اسمه هكذا , وله اسم آخر
هو (تاريخ مكة) وربما كان له اسم ثالث لا يحضرني الآن ؛ كان في حوزة محمد الحمد القاضي والد شاعرنا
وصودر منه من قبل السلطات العراقية على الحدود في وقت كانت العلاقات فيه بين حكومتي العراق والمملكة
ليست على ما يرام , لذلك لا يزال هذا التاريخ الشهير في مكتبة جامعة بغداد , وعنها تم تداوله بين المهتمين .
كتب أبو خالد أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية قصيدته العنيزية وهو لم يتم ربيعه العشرين
وكان آنذاك مقيما في البحرين . كتبها حبا في عنيزة وغيرة عليها وحرصا على توثيق تاريخها .
سألته عندما كنت طالبا في الثانوية : لماذا سميتها بهذا الاسم الذي يخالف قواعد الصرف , لأن النسب القياسي
إلى عنيزة يكون بحذف الياء فيقال (عُنزيّ) , فقال حينها مبتسما لو سمّيتها كذلك لانصرف الذهن إلى أنها العَنزية
نسبة إلى عنزة القبيلة العربية الأصيلة الشهيرة , وأنا أريد أن أوجه الأنظار إلى عنيزة , ولا بأس من غضب الصرفيين !
فقلت له :خيرا فعلت وعنيزة أحب إلينا من الهرّاء ورفاقه !
ثم سألته سؤالا آخر وهو : لماذا تحولت بعد البيت الرابع والستين في المنظومة من البحر الطويل إلى البحر الكامل !
فقال : أولا أنا لا أعرف العروض وأسماء البحور , وأنا شاعر أقول بالسليقة لا بالتعلم ! ثم إني كنت بدأت فيها
ثم تركتها فترة وعدت إليها ولم أشعر باختلاف البحر !
وقال لي أيضا : كتبتها وأنا لم أر عنيزة , ولم أعش فيها , إذ انتقلت أسرتي إلى البحرين وأنا في الرابعة من عمري !
ويبلغ عدد أبيات المنظومة (235) مائتين وخمسة وثلاثين بيتا .. وقد طبعت في مطبعة الصباح ببغداد عام 1367هـ (1947م)
أي قبل أكثر من ستين عاما . وقد طبعت في كتيّب عدد صفحاته (32) اثنتان وثلاثون من القطع المتوسط
وصُدرت بإهداء جاء فيه (إلى أبناء عنيزة شيبا وشبانا أهدي هذه النفحة الشعرية التي ضمت موجز تاريخ بلادهم ,
ولعلهم أن يستعيدواعلى صفحات هذا التاريخ وفي ثنايا أبيات هذه القصيدة ذكريات الكفاح المجيد الذي تخطت مراحله
لإثبات وجودها وتدعيم كيانها وسط الصحراء العربية الكريمة .. إلخ) , ثم مقدمة ذكر فيها أسباب إنشاء القصيدة
وقال بعد حمد الله والصلاة على نبيه (حداني إلى نظم هذه القصيدة في تاريخ عنيزة حرصي على هذا الوطن العربي الكريم
أن يحيط أبناؤه ـ وأنا أحدهم ـ بالمعلومات التاريخية عنه مجموعة في سفر واحد تناولها سهل لدى الجميع ) ثم قال
(تعرضت لبعض حوادث نجد وأمرائها ولكن هذا التعرض هو أشبه باللمحة الخاطفة , فلم أعمد إلى تفصيل شيء منها
بل ولا إلى ترتيب حوادثها , لأن هذا شيء خارج عن قصدي في نظم هذه القصيدة , ولأنه موجود في الكتب التي
عن تاريخ نجد مفصلا يرجع إليه من شاء .
ولما كانت هذه القصيدة وشرحها تاريخا موجزا لعنيزة لا يتطرق إلى التفصيل فقد رأيت أن أورد في هذه المقدمة نبذا
موجزة جدا ـ بقدر ما يتسع المجال ـ عن هذا التاريخ مجتهدا في تضمينها على الأخص الحوادث التي لم ترد في خلال
القصيدة وشرحها , ولكن قبل أن أورد هذه النبذ أود أن أورد قبلها نبذة مقتضبة عما وصل إليّ من أخبار هذا الوطن
في أخبار العرب الأقدمين ) .
ثم أورد ـ وهو ما ذكره في المقدمة ـ فصلا من صفحتين بعنوان ( عنيزة في أخبار العرب الأولين ) , تناول فيه سبب
تسمية عنيزة بهذا الاسم , وموقعها , وما ورد من ذكرها في كتب التاريخ نثرا وشعرا . ثم كتب فصلا آخر ـ كما أشار
في المقدمة ـ بعنوان ( نبذ عن عنيزة في التاريخ الحديث ) في ثلاث صفحات , وقد أورده على شكل نقاط مختصرة ,
بلغ عددها اثنتين وعشرين فقرة .
ثم سرد القصيدة وعنونها بالعنيزية , وكتب تحت العنوان توضيحا يقول ( قصيدة تضم مختصر تاريخ عنيزة منذ تأسيسها
حتى وقتنا الحاضر ) , وكان يورد أبياتا , ويكتب توضيحا وشرحا وتعريفا ببعض الأعلام والحوادث التي ترد فيها
وفي آخر الكتيّب ثبت بالخطأ والصواب على عادة الكتب التي كانت تُطبع آنذاك بطرق يصعب معها تعديل الآخطاء في مواقعها .
والعنيزية لا تخلو من بعض الأخطاء العلمية واللغوية والعروضية , ونحن نقدمها هنا لسبقها التاريخي في توثيق التاريخ
الخاص بعنيزة نظما , ولتقديم تعريف موجز بشاعرها الذي عبر من خلال الإقدام على نظمها في الظروف التي
تم التلميح إليها أعلاه , عن نموذج حي لطبيعة العلاقة الروحية بين الوطن والإنسان المتجسد في تفاني الإنسان في
خدمة الوطن , والتعبير عن محبته إياه بأساليب تهتز لها القلوب إعجابا واحتراما وتقديرا