الأديب الشاعر
صالح الأحمد العثيمين
وطني الصغير ولا إخالك ناسيا=صبًّا له في ناظريك مسار
لوحاتك الخضراء تعصر نفسها=وبها تموت معاقل وديار
وظلال وادريك العتيد ونخله=طلل بأيدي الحادثات دمار
لا الظل ممدود ولا أمواهه=تُروي ولا أشجاره أشجار
هو الأستاذ صالح الأحمد العبدالرحمن العثيمين , ولد في عنيزة سنة 1360هـ على وجه التقريب
درس الابتدائية في مدرسة العزيزية بعنيزة , كما كانت درساته المتوسطة فيها
وتخرج منها سنة 1381هـ .. عمل في مجال التربية والتعليم مدة خمسة وعشرين عاما
منها ثلاث سنوات في التفتيش الفني في الرياض .. تقاعد مبكرا عام 1396هـ
وعمل في عدد من المجالات التجارية ..
صدر له ديوان باسم (شعاع الأمل) وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة , وطبع في مصر في أواخر السبعينيات الهجرية ..
له مشاركات شعرية وأدبية في الصحف والمجلات السعودية والعربية في لبنان ومصر
تم تكريمه مؤخرا في مهرجان عنيزة الأول للثقافة والتراث الذي عقد في مركز ابن صالح
خلال الفترة من 21/3 ـ 2/4/1428هـ الموافق 9ــــ 19/4/2007م .
وفي تلك المناسبة أصدر المركز ديوان الشاعر (الشواطىء العطشى)
الذي استقينا منه هذا التعريف .. وجاء في التقديم :
" يأتي الأستاذ صالح الأحمد العثيمين في مقدمة مثقي وطنه تفاعلا مع شجونه وشؤونه
منذ نصف قرن حين أصدر ديوانه الأول (شعاع الأمل) .
وتقديرا لمكانة الشاعر الأدبية , وبمناسبة مهرجان عنيزة الأول للثقافة والتراث , نقدم
الجزء الأول من ديوانه (الشواطىء العطشى) على أمل أن يكون خطوة تليها خطوات
لوضع إنتاجه الغزير الجيد في مكانه المناسب في المكتبة العربية , لما يحتويه من فكر
ناضج , وتجربة ثرية , ومشاعر صادقة , ورؤية موضوعية , وتطلع وطموح" .
والأستاذ صالح العثيمين شاعر فصيح , وأتوقع أن له اهتماما بالشعر النبطي , وربما كان له فيه قصائد
لكنه يفضل الشعر الفصيح على النبطي .. "لأنه اللغة التي يتقبلها على امتداد الوطن العربي ,
وربما غير العربي , جمهور كبير كثيف , نستطيع من خلاله أن ننشر أدبنا , وأن نؤدي رسالتنا
الوطنية والفكرية , ونعمقها , ونغرسها في كل تربة من بقاع العالم , لتنمو وتزدهر معها
الحضارة العربية كما ازدهرت في الماضي .." من مقدمة ديوان العليوي (بقايا شوق)
وهو إلى ذلك كله كاتب صاحب رأي , وناقد أدبي أصيل , وله عبارة إنشائية أنيقة آسرة ..
قال في تقديمه لديوان الشاعر عبدالله العليوي " في عنيزة التي تتوسد ساعد الرمل
الأشقر , وتحتضن التلال الجبلية الصغيرة التي تنهل من خضرتها , وتشرب من عينها
المساحات الداكنة , التي تبخر فوق نداها الندى , ويلهث التاريخ من احراشها ونخيلها .
على قمة هذا الزورق الأخضر تفتق برعم الشاعر عبدالله بن عبدالعزيز العليوي" .
وفي لفتة نقدية تنم عن عمق , ورغبة في شمولية الطرح الإبداعي للشاعر المرحوم
عبدالله العليوي , قال مقدم الديوان الأستاذ صالح العثيمين " آمل من الشاعر في
المستقبل أن يزيد من مساحات شعره ويلونه , فهو يفتقر إلى الوصف والتفريع ,
وأن يقلل من إيقاعات القصائد السلبية المتكررة , ويحد من انهزامه امام جبروت الحب"
وهذا النص ـ وإن كنا لا نوافقه على محتواه لأسباب ليس هذا مجال بحثها ومناقشتها ـ
يدل ـ من حيث الشكل ـ دلالة واضحة على صدق التقديم , فلم يجنح إلى المجاملة
كما يفعل كثير من مقدمي الدواوين .. بل قال رأيه بكل صراحة ووضوح ..
ولا شك في أن التقديم للدواوين يجب أن يطرح أفكارا نقدية تثريها .. ولا يقتصر على
بيان روائعها , وبلاغة قائلها .. هذه الأمور تقولها القصائد ..