هاتان قصيدتان متبادلتان بين كل من أمير بريدة في وقته المرحوم
محمد العلي العرفج (ت 1258هـ), ومحمد العبدالله القاضي, وذكرت
بعض المصادر أن القاضي أرسل قصيدته إلى العرفج سنة 1243هـ
فاستلمها العرفج بعد أن اعتلى صهوة جواده يريد السفر إلى الرياض
تناول ورقة وقلمًا وكتب الرد عليها في الحال وناوله الرسول وهو على
ظهر الفرس .. وقد استبعد مؤلف كتاب (شاعر نجد الكبير) تحديد
تاريخ القصيدتين بـ 1243هـ, بعد مناقشة منطقية ..
ومن المهم الإشارة إلى أن كتاب (شاعر نجد الكبير) انفرد بنشر 19 بيتا
من رد العرفج, في حين انه لم يُنشر له من قبل سوى 13 بيتا ..
ومعلوم أن الكتاب نشر ديوان القاضي برواية شيخ الرواة المرحوم
عبدالرحمن إبراهيم الربيعي 1309 ـ 1402هـ
قال القاضي:
البارحة يوم المخاليق ظلّوا=نيّام والهاجوس للقلب فاجا
أركبت ربعٍ فوق الانضا تعلوا=عيرات يَـطـْون موحشات الزراجا
من جورة الفيحا بليل استقلوا=والصبح عند الليث سَفـْر الحجاجا
أبوزيد مقدمهم إلى غَزّو اللو=وقربت خطى ربعه وكثر المناجا
يثني خلاف الربع الى ما استذلوا=ربعه إلى ثار الدخن والعجاجا
عيد الهجافى ريفهم وان تحلوا=زوله عقب قطع الحزم والفجاجا
عدٍّ يجونه من بعيد وملّوا=صميلهم لانشّ خطو الهماجا
عطـُوه خطي واسمعوا لا تملـَوا=وقولوا عشيرك فيه مثل الخلاجا
على الذي بين المعاليق حلـَّوا=حليّها بالجيل ما ظِنّ داجا
وحش الحمى عنها الدعابيل ذلوا=وبدر البها في غرته كالسراجا
ونهود كالرمان للثوب قـلـَّوا=وبرق الدجى له بالحجاج التعاجا
ولفه محنـِّي داخل القلب خلـَّوا=رمح الهوى من بين الاضلاع لاجا
ياما نـْهلـَوا زرعِ بقلبي وعلـّوا=وياما دهاني بالمعايا ولاجا
وياما خطف قلب الهواوي وشلـّوا=جيش الجفا والهجر وقلَّ المراجا
للروح يا عيد المراميل سلـّوا=بالعون جافيني اظـْبَيّ الزراجا
يابو علي حِيّان قلبي تغلوا=وتبدلوا بالصد عقب المعاجا
ولا قط فينا يا نهى السد جلـّوا=ولا يرحم المجمول من له تلاجى
مصيونةٍ كل الملا ما تحلوا=زوله ولا يوم على الشين عاجا
دونه شغاميمٍ عصاةٍ وسلـّوا=حدبٍ مضاريبه لهن انثجاجا
افزع لمشغوف قواديه ضلوا=وانا امتحنت وصاحبي بانبهاجا
جرحي عنه كل التخاتير كلـَّوا=وأنت الطبيب لجرح قلبي علاجا
افزع لمن له يافتى الجود خلوا=قلبه لميدان العذارى مداجا
وقال ابن عرفج يجاوب القاضي:
حي الجواب وحي من عوسر اللو=حيّه عدد ما ساج بالموج ساجا
أو عِدّ ما هلت مزون وهلوا=أهل الصخا والجود بالضيف لاجا
ترحيب أحلى من حليب وتلوا=سكر نبات ذوب قندٍ وكاجا
وافخر من العنبر مع اللي تغلوا=مني عدد ما ذار الأرياح فاجا
يهدى لمن دل العرب واستدلوا=من نظم ملفوظه وفكره إلى جا
ذرب النبا كان النشاشيد كلوا=عدّال بالقيفان ماكان عاجا
عدل الغرايب من ضميره تحلوا=مثل المطر بامر الولي باندراجا
عينيك باللي يوم جا النبّْ هلوا=ولا خير باللي ما يهلي بما جا
إن كان أهَلْ عدم الوصايف تغلوا=سقنا لهم ما كان ناجد وماجا
عسلوجة ما منه الادحاش علوا=قعّد نهوده مثل بيض الدجاجا
اللي على دم المحبين صلوا=كادن يوسف يوم جَنّه مفاجا
كم كدّرن قبلك نفوس وغلوا=بالكبد لو صارن إليهم حواجى
فان كان مالك يافتى الجود اجلوا=وشان الحكا من عقب زين المناجا
وعن منهج تبغيه صدَّوا وولـَّوا=فابشر بصبيان امْناه العلاجا
لا ثار مثلوث الدوا واستقلوا=كم راس شيخ عن علابيه ماجا
كم طلقوا من عيطموس وخلوا=شوقه عليه مسلهب الريش راجا
لو كان من دونه عيال وسلـّوا=حِدْبٍ ثعوله باللحم ما تعاجا
نجيبها كرهٍ عداك استذلوا=ضحكت لك أيام الكدر بانبلاجا
وما قل دل وما كثر منه ملـَّوا=والهرج كثره بالقطامي سماجا