باقة من ورد*
يا شبابا أعظم به مـن شبـاب=لم يُدنـس طموحـه بانحـلال
كيف شيّدت عالما لبني الإنسـا=ن لـم يُشيّـد بسيـف ومـال؟
رُوّضتْ أعنـف الجبـلات فيـه=فتلاقت في صورة مـن كمـال
كيف وطّدت في الحيـاة كيانًـا=كان بالأمس من قبيل المحـال!
حين راح البناء يعلـو مجيـدا=مشمخرًّا فـي قـوةٍ واحتمـال
فتسامت حضارة الخير تُحيـي=ما أمات الهـوان مـن أفضـال
فإذا العيـش بالسعـادة يزهـو=بعد أن كان حفنةً مـن رمـال
وإذا الأمـة الشقيّـة بالـجـه=ل تنيـر السبـيـل للجـهـال
وإذا العالم الكسيح الـذي يـحْ=بُو على الشوك والحصى والنبال
عالـمٌ يحمـل السـلام إلـيـه=كـل مـا يبتغيـه مـن آمـال
إيهِ يا موكب الفضيلة والحـقْ=قِ ورمـز الخلـود والإجـلال
كلما راعني من الدهـر خطـبٌ=وتخبّطت في طريـق الضـلال
كلما غالني مـن اليـأس ليـلٌ=وتجرّعـت صابَـه بانفـعـال
شدّنـي منـك للعزيـمـة روحٌ=عبقريُّ الـرؤى بهـيُّ الجـلال
فتبسّمـت للـوجـود طـويـلا=وتعشّقـت سـرَّ ذاك الجـمـال
وتطلعـت نحـو عهـدٍ جديـدٍ=نحو مستقبلٍ من الشـرِّ خـال
تُغرسُ الرياحينُ فـي جانبيـه=أيكـةٌ تـرتـوي بـمـاء زلال
يستظل الظِّماء فيهـا وتـؤوي=كل قلـبٍ يعيـش فـي أمحـال
* من ديوان أزهار وأشواك