المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخال


روح التميمي
2007, 09:48 AM
عبدالله السليمان بن حسن (الخال )

1326 ـ 1408هـ

هو عبدالله السليمان بن حسن , من النواصر من تميم , ولد في عنيزة سنة 1326هـ , ونشأ وترعرع فيها ,

وغادرها لأول مرة سنة 1341هـ , لطلب الرزق , فعمل في الغوص لمدة سنتين , وفي العسكرية لمدة خمس سنوات ..

وبعد أن ترك العسكرية أخذ في التنقل والترحال بين عدد من مدن المملكة , والأقطار العربية المجاورة سعيا وراء طلب المعيشة ,

إلى أن عاد في السبعينيات الهجرية إلى مسقط رأسه عنيزة , واستقر بها , وعمل بعد عودته في بلدية عنيزة ,

إلى أن ترك العمل سنة 1390هـ بسبب فقد بصره الذي اضطره إلى السفر إلى الخارج بحثا عن العلاج , فسافر إلى الهند ومصر ..

ولكن بلا طائل . توفي رحمه الله عام 1408هـ . ولا شك أن هذا التنقل وتحمل تلك المشاق قد أضافا إليه خبرات حياتية متعددة .

كان رحمه الله صديقا للشعراء , يستقبلهم في منزله بعد ن لزم بيته في نهاية حياته , وكنت بحكم كوني صديقا لابنه حمد

على وجه الخصوص وأحمد ومحمد على وجه العموم أشاهد زواره يفدون عليه كل وقت وعلى الأخص وقت الظهيرة ,

وأبرز من كان يزوره (صناجة عنيزة) الراوية الأعظم للشعر النبطي المرحوم عبدالرحمن البراهيم الربيعي ,

صديقه القريب , والخال هو من أطلق هذا اللقب على الربيعي , والصناجة مأخوذة من الصنج وهوآلة موسقية , صفيحة مدورة

من النحاس يُضرب بها على أخرى , وهذه الآلة لا تستعمل حاليا إلا في الفرق العسكرية كما أظن , وتطلق كذلك على

الصفائح الصغيرة التي تُثبّت في أطراف الدف لتصدر صوتا موسيقيا مع صوت الدف , وهي ما يسميه العامة (الشلش) ,

وتطلق كذلك على الصفائح النحاسية الصغيرة التي تُثبّت في الأصابع وتضُرب إحداها في الأخرى , والصنّاج اللاعب بالصنج ,

والصنّاجة مبالغة صنّاج . والمقصود بالصناجة في الاصطلاح الشاعر جيد الشعر الصالح للتغني به .

و(صناجة العرب) لقب الشاعر الجاهلي الأعشى (أعشى قيس) .

والخال رحمه الله أطلق هذا اللقب على الربيعي إعجابا بشخصيته الأدبية ,فقد كان رحمه

زيادة على سعة اطلاعه , وضبطه ودقته في روايته وإحاطته وحفظه الموثق لدواوين كثير من الشعراء ,

كان شاعرا متمكنا . وأظن أن لقب (أصمعي الشعر النبطي) أكثر دقة في وصفه , فهو وإن كان رحمه شاعرا ,

إلا أن شهرته التي طبقت الآفاق لم تكن مقوماتها شاعريته بقدر ما هي كثرة مروياته الموثقة التي حفظت كثيرا من التراث الشعبي ,

وإذا كان المرحوم منديل الفهيد قد أسهم بصورة كبيرة في حفظ التراث الشفهي المروي , فإنه يختلف عن الربيعي بكونه

اعتمد حفظ القصص والقصائد الفردية , بينما الربيعي اعتمد على توثيق الدواوين الكاملة , ومعظم ما حفظه منديل من التراث الشعبي

كان بدوي الصبغة , والربيعي أكثر ما حفظه دواوين شعراء الحاضرة . فهما حفظا التراث الشعبي شعره ومروياته

كما حفظ االأصمعي والأعلم الشنتمري والمفضل الضبي وأبو حاتم السجستاني .. وغيرهم , التراث العربي الشفهي شعره وقصصه .

يتميز شعرالخال بالجودة والشمول , فقد نظم في كافة الأغراض الشعرية , بمقدرة وكفاءة , ويعرف بين أصدقائه ومحبيه باسم (الخال) ,

ولذا فإنه كثيرا ما يبدأ قصائده بهذا اللقب , كقوله :

يقول الخال يوم إنه تمنى . . وهو بين المحرق والمنامة
بجسر والبحر منّا منّا . . ألا ياالله طالبك السلامة

وقوله :

عذّب الخال دقّات بقلبه خفية . . عند غيري وعندي كنّه النجم هاوي

من أجمل قصائده وأصدقها عاطفة تلك التي وجهها لأبنائه بعد فقده البصر ومطلعها :

ضاقت علي الوسيعة يانظر عيني . . من قل شوفي وأنا بالبيت منهاني

خلف عددا من الأبناء والبنات , وأبناؤه الذكور هم سليمان وأحمد ومحمد وحمد ويوسف وفهد ..

وأرجو ألا أكون نسيت أحدا منهم . وابنه محمد شاعر معروف في القصيد والرد , جزل لا يقل مكانة عن أبيه .

له ديوان مطبوع سنة 1403هـ , وقد كتب مقدمته الأستاذ عبدالرحمن البطحي , ومنها كتب هذا التقديم بتصرف , وأضفت إليه .

وفي ذيل الديوان وضع ترجمة للشاعر الكبير المرحوم ابن دويرج وسبعا من قصائده , وكان له علاقة متينة بابن دويرج رحمهما الله ,

وإن لم يخب ظني فإنه كان بمنزلة الراوية لشعره .