قصيدة الدكتور" عبدالرحمن بن عبدالله الواصل " التي ألقاها في حضور( وزير الثقافة والإعلام ) الدكتور : إياد مدني , يوم زار عنيزة ,
وفيها يشير إلى أحقية محافظة " عنيزة " في نادٍ أدبي خاص بها , خاصة أنها كانت ومازالت محضن الشعر والشعراء والأدباء منذ العصر الجاهلي :
لكَ فِينَا كُلُّ العُيُـونِ مَضافَـهْ=مَا أقَمْتُم وَكُـل قَلْـبِ شِغَافَـهْ
فِيكَ مَاسَتْ عُنَيْزةٌ فِـي لِقـاء=مَدَّ مِنْ حَولِها السُرورُ ضِفافَـهْ
مَرْحَباً مَرْحَباً وأهْـلاً وسَهْـلاً=مَرْحَبا فِيكَ يا وزِيـرَ الثقَافَـهْ
حَدَّثْتنا بالأمْسِ عَنْـكَ الأمَانِـي=بِحَديثِ تَرْوي القَوافي طَوافَـهْ
عَـمَّ نَجْـدا فَرَامَـةٌ تَتَغـنـى=فِيه حَتى رَوَتْ صَداه الرَّصافَهْ
فإذا أنْتَ فـي عُنَيْـزة ضَيْـفٌ=يَعْبِقُ الحُـبَّ خَطـوُه بِكثَافَـهْ
فَبِكَ الفِكْـرُ والمُثقـفُ يَزْهُـو=وبِكَ الفـنُّ حافِـلٌ بالإضافَـهْ
حَيْثُ تَرْعى آدابنا سَوفَ نَسْمو=في رُؤاكُمْ ونَرتقِـي لا مَخَافَـهْ
وبِهَا يَحْتفِـي سِوانَـا فَنَلْقَـى=مِنْه فيهَا إعْجابَـه واعْتِرافَـه
قِفْ هُنا فَالغَضَا يُنادِيكَ شَوقـاً=يتَعالَى أمَـا سَمِعْـتَ هُتافَـهْ؟
أنْـتَ يازَائِـراَ يَحُـثُّ خُطَـاهُ=كَيْفَ يَبْدُو المسارُ دَرْبَ قِيافَهْ؟
كَيْفَ تَمْضي وَلَمْ تُسامِرْ بَلَيْـلٍ=شُعرائي وأنْتَ رَبُّ الحَصَافَـهْ؟
يا وزِيرَ الإعْلامِ هَـذا بِعُرفِـي=مَوقِفٌ يَسْتِثيرُ أهْلَ الصَّحافَـهْ
شُعَرائي مِن جَاهِليـةِ قَومِـي=بامْتدّاد إلـى زَمَـان الخِلافـهْ
واتصَـالٍ إلـى زَمَانِـكَ هَـذا=مَشْهدٌ نابِضٌ وَليْـسَ خُرافـهْ
كُلُّهُـم سَامِـرٌ لَـديْ فَـهـذا=يَكْشِفُ الحولُ شِعْره واحْتِرافَهْ
فاسْتَمِعْ مَا يَقُولُ فارِسُ عَبْـس=فَهْوَ يَحْكي انِطلاقَه وانْعِطافَـهْ
مَالِكُ ابنُ الرَّيْبِ اعْترَاه شُعُـورٌ=كَدَبيبِ جَرَى بِه مِـنْ سُلافَـهْ
قَدْ تَمَنَّى لَو أنَّـه بـاتَ لَيْـلا=في دِيَار الغَضَا فَألْقـى لِحَافَـهْ
ذاكَ حِينَ اجْتارَ الغضَا في رِكَابٍ=غازِياً بعدَتْـه عَنْـه المسَافَـهْ
فَتَمَنَّـى أن الغَـضَـا لِلـيـالٍ=بَعْدُ مَاشَى مَسَارَه وانْصرافَـهْ
ولأهْلِ الغَضَـا تَمَنـى مَـزَارا=ليْلَةً لَو دَنا الغَضَا فاسْتضَافَـه
كَيْفَ تَمضي إيـادُ دُونَ لِقـاءِ=بِالغَضَا؟ فالمُحِبُّ يَنْسَى خِلافَـه
رُبَّمَا قَدْ خَشِيْتَ مِن شُعَرَائـي=مَطْلَباً يَرْسِـمُ الزَّمـانُ غِلافَـهْ
مَطْلَباً يسْألُونَـكَ اليـومَ فِيـهِ=نَادِياً يجْمَعُ الهَـوَي وَقِطافَـهْ
حِينَ يأتي سُؤالُهُم سَوفَ يَأتي=دُونَ رَيْـب مُوشَّحـاً بِلَطَافَـهْ
إنْ تَكُنْ تِلْك خَشْيةً مِنْكَ فاعْلَـمْ=شُعرائِي لا يَعْرفُونَ السَّخافـهْ
سَامِر القَوم مُطمَئنّـاً بِقُربـي=نَاعِمَ البَالِ يَـا وزيـرَ الثقافَـهْ
ولكَ الأمْـر والقـرَارُ اجتهَـادٌ=فالغَضاَ لا يُجِيـزُ إلا الضِّيافَـهْ
-