اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة A-8
أستاذنا المفضال : روح
إنزالك لهذه الدرة النادرة من مخطوطة الربيعي عمل جليل تستحق عليه تيجان الشكر وأوسمة التقدير وعواصف التصفيق
كم نحن بحاجة ماسة -حقا - لهذه الدرر المكنونة في تراثنا الشعبي الذي يضم نوادر الحكم وعجائب المعاني , وبديع الصور , بعد أن سيطرت على مشهدنا الأدبي – الشعبي – في الآونة الأخيرة قوالب متهالكة وصورا ممسوخة , أفسدت أو كادت أن تفسد الذائقة الأدبية لأجيالنا الطالعة ..
وهذا هو الدور المنوط بك وبأمثالك من ذوي الغيرة الأدبية والأصالة المتجددة .
قرأت – بتمعن - ياسيدي ما نقلته هنا , وكنت أحفظ مسبقا بعض أبيات هذا النص الممتع في مدح أمير الجبل المثير .. فأحسست بوجود نقص في ألفاظ لم توردها لعدم وضوحها في الأصل كما أشرت , وهو ما دفعني للبحث عن القصيدة المخطوطة التي أحتفظ بها منذ زمن , لمقارنتها بنقلك , فتفاجأت بوجود اختلاف في عدد من ألفاظها وبعض أبياتها تقديما وتأخيرا ..
فما كان مني إلا أن قمت بنسخ القصيدة التي تفضلت مشكورا بإظهارها للنور , ثم عملت على تعيين ما اختلف فيه من الألفاظ والأبيات بلون مغاير جعلته اللون الأحمر ..
ولعل ذلك يكون وسيلة سهلة للمقارنة بين النسخ المختلفة لدي ولديك أو لدى القراء الكرام , لو عملوا نفس العمل , ليتم الاتفاق فيما بعد على نص قريب من الأصل بمعانيه ومبانيه وألفاظه .
* ملاحظة : القصيدة التي لدي مصورة , ولست أدري إن كان مصدرها نسخة أخرى لمخطوطة الربيعي أم أنها لناسخ آخر , سأتأكد من ذلك وأوافيكم به بعون الله .
تحياتي الزكية مرة أخرى لجهدك العظيم هنا , وهذه هي القصيدة حسب النسخة التي لدي :
مما قال عبدالله بن جابر راعي عنيزة يمدح محمد بن رشيد رحمه الله :
بدا باليرا من عايـق البيـن عايقـه
ينمّـق بيـوتٍ للفواريـز لايـقـه
في كاغـد كلـون جنحـان زنجـي
من الحبر فيـه مـزاج زاجٍ ملابقـه
قيلٍ عذيٍّ وافخر مـن اللولـو الـذي
زها النظم في عقدٍ تلالـى لواهقـه
كتمته إلى ما هيّضـه طـاري طـرا
نهض هاض من قفلٍ شقا البين فاهقه
قلته وانا روحي مـن الهـم والهوا
تحشرج لجت في فرع صدر مفارقه
برتني همومه بالهوى ليـن سمّنـي
هوايا هموم في لجا الـروح مارقـه
أبصر بما دهاني مـن داهـي الدهـر
ولا دبـرةٍ للعبـد مـن دون خالقـه
( اشوف ) اعيوب الوقت لاهلـه امرسّمـه
والأيام من يوم آدمٍ بـاق بايقـه
وذا زمان ظــاهرٍ له دولــه
دواليب حيف با مر شرع مطابقه
لا طاعـةٍ خـلّـص ولازهد دنيا
مذاهـبٍ تذهـب قصـاها متضايقـه
(استثني ) اهل الخير مــا نـيـب أعِمّـهـم
لومي على أهل الحيف ناسٍ سبارقه
( يردونك) عـن تطـرّبـك (تفتفه )
ولو كـان كِـلاّتّـه بـالأزْر مْتزانقـه
( يختلون ) دنيـاهـم بـديـن نبيّـهـم
بالصبـح عبّـادٍ وبالليـل أسـارقـه
( مناظرك ) للدنـيـا بعـدلـه وميـلـه
كثره يضيّع شوف الأبصـار سارقـه
اصادم وازايم لـي ثـلاثٍ امْعانـي
حداهن لا بدها علـى العمـر لاحقـه
الأولـه منهـن عسري وحسـرتـي
حيث عـن فِـرْقٍ بـالأول معانقـه
فارقت خلانـي كمـا فـارق القطـا
فريـدٍ قعد قـصّ العـنـادي سبايـقـه
ترفعـوا عنـي وفـازوا بعصـرهـم
دنيا لهـم مـع كـل فـجٍ موافقـه
وأنا قعدت وصـرت للعسـر مسنـد
وكم طلْق يمنى عسر الأيـام عايقـه
ولا الموت باقشر من حياةٍ بهـا الفتـى
إلى نوى الجود إلى العسر خانقـه
والثانية حث الطلب عـن (نضوتـي)
بالاقفا ولو هرولـت مانيـب لاحقـه
وجيت أبي نجعـه ثم ردّيـت مفلـس
وانيني وعيني لأزرق الدمـع دافقـه
وأنا قول ذا سَلْمٍ قديـمٍ مـن اغتنـى
شمخ للعلا لو حِسْبِته مـن بواشقـه
ولا لي على ما صابنـي مـن منـادم
ولا من يشاكي حايـرٍ فـي غرادقـه
أبي لي سند أفضي له السـد وأقتـدي
بقداه واللي يطـرق الحـال طارقـه
وثيقٍ على ما يبتلـغ مـن سرايـري
ايماميٍ حضرة نبايَ يوافقـه
والثالثـه مـن ذا المعانـي مصيبتـي
هبّ الهوىلي وأغرقـن سيـل بارقـه
أزازي بحملٍ باهضٍ مثل مـا بهـض
من الثقـل جـوديٍ تدانـى دوانقـه
خطْـرٍ الى دورج تهصّـر قوايمـه
يطحطح نجيره غاطسٍ فيـه لاحقـه
أبنحر بحورٍ لي من الغـي طاميـه
إلى هف به قلبي طبع فـي مفارقـه
أوصّفـه كوصـف خرعـوب عنـدل
إلى دلعت كـن السجلـه (عواتقـه)
خليل بعد ما ذعـذع الوصـل بيننـا
فزنا بهـا والنفـس نالـت مشافقـه
أجي له بجلباب الدجى يوم لي رجـا
واهش له وعينه في كرى النوم غارقـه
وأفهق عـن المبسـم زمـامٍ شـارع
في ذِبّلٍ مـن ديـرم القـرف لاهقـه
أجـي لهـا شفـقٍ وأورّد نواجـذي
بحمّ الشفـا والجيـد بالكـف فاهقـه
يدبـر وأتلّـه بالعسيلـي ومقـدمـه
بالرفق عن تفريـط لولـو عشارقـه
أتله بعرفٍ من ندا المسـك خمـري
عكاريشٍ كَـرْشية السبرتـاة فارقـه
واليوم جذ حبال وصلـه وبـار بـي
صده وحبه دقـرش القلـب خارقـه
وخلاف ذا يـا راكبٍ شدقميـه
فجّـا النحر مـا نـاش زوره مرافقـه
رياحيّـة تشـدي لمحنيّـة الحـنـى
لطفٍ شواكلهـا مـن القفـل خافقـه
(اشملة) كنـه إلـى فاجـت النـدق
فريـد قـرٍّ سايـق الريـح سايقـه
وإلا ظليـم شــاف زولٍ وخـافـه
روّح يبـا المدحـل ونهّض سبايقـه
تسهي سفايفها بالاقفا إلى أوثبـت
من الخف ما تستاثـره فـي ذوالقـه
لك الرشد فال إلـى اعتليت فـردّ لـي
جريرهـا مـقدار تـركت علايـقـه
أحملـك يـا نجّـاب لا عاقـك النيا
سلامٍ عدد زهرٍ زهـى فـي حدايقـه
وانوج من العنبر مع المسك الأذفـر
وأحلى من السلسال في ريـق ذايقـه
وألذ من القرقف علـى فاقـة الظمـا
بيـومٍ يثـوّر لابـث المـا حرايقـه
سـر فـوق وجنـا عثافـرٍ تلحظ
تشبـه لديـرات المدامج روامقـه
تلفي نهـا سـدي وملفـا مثايلي
(ايشبشب) إلى ما شاف عانيه رامقه
لشيـخ الجبـل ابـن رشيـدٍ محمـد
بصير النظر باللـي زمانـه معاوقـه
بالأيـام ديوانيتـه مــا تجـافـى
فيها ثريّا الشمع كالشمـس شارقـه
وفيهـا ثمـانٍ واضـحـات يقلـطـن
على جـال نـارٍ للمساييـر شاعقـه
أندى من الرعّاد لا ربـرب الطهـا
عطا بانعطافٍ جـرّح الخـد دافقـه
وألطف من النسناس لا شوّب الجسد
إلى لاوح السرجوف والبـرد طارقـه
حاش الثنا والجود والعرف والصخـا
ولا الشنا من شاني النـاس لاحقه
ولا كـون إلا ملبـسٍ جبـة الثـنـا
لا قطمر وشحص الرمك فـي معارقـه
إلـى تعلاّ باللقـا فوق ملبـس
ماهي على أولاد السناعيـس ضايقـه
له عادةٍ يركب على الخيل يصرعه
كما يصرع النـادر خوافي خرانقـه
كـم من ذليـلٍ يلتـفـت باول الـفـزع
يداني الخطـا ثـمٍّ يناظـر لسابقـه
يا مـا عـدا بمعـاديٍ بـات آمـن
إلى سار سـار العـز يتلي بيارقـه
حريبهـم مـا يهتنـي فـي رقـوده
والـذل مـن دارٍ لــدارٍ يلاحـقـه
يا شيخ جيتك عاثـرَنْ عاثـر القـدر
بي سكّ الأيـام ياشيـخ ضايقـه
وصلوا على سيد قريش الذي وقـف
على البيت واقفت عنه الأصنام زاهقه
مني على جالي دجى الشرك بالهـدى
عدد ما تحلتم بالسما مـن صواعقـه
هذا مالدي الآن , ولعله يتسنى لي إنزال -صورة زنكوغرافية- للقصيدة إن تمكنت من ذلك قريبا .
مودتي 
|
قال روح التميمي : نقلناه للفائدة ..
********************