الله يعطيك العافية يابو سحر على هالتعريف الموجز بشاعر نجد الكبير المرحوم محمد العبدالله القاضي . . وأحب فقط أن أعلق على القصة المصاحبة لقصيدة القهوة وأأكد على أنها مختلقة وغير صحيحة . . هذا كلام موثق , ويكفي فقط نظرة تأمل وتعقل فيها لتتبين حقيقة وضعها , وفي الاعتقاد الجازم بصحتها إهانة كبرى للشاعر ولأهل البلد . . ومن هذا الذي يرضى بأن تكون ابنته أوأخته أو أمه أو زوجته أداة لفتن الشاعر والحاضرين من خلال إبراز شيء ولو قليل من مفاتنها !! ثم إن ذلك يوجب انقطاعا نفسيا ومعنويا مفاجئا نتيجة هذا الادعاء وانتقالا غير سلس من الوصف ألى الغزل , وهذا لم يحدث مطلقا ارجع إلى القصيدة وسترى أن الرجل أحضر القهوة ثم حمسها ثم طحنها ثم طبخها ثم بهرها ثم صبها ثم شربها وكيفه طعمها اللذيذ فتحققت له المتعة وأراد أن تكتمل متعته ولا يكون ذلك إلا بملاعبة (طفل ثشف شفاه والعنق مفهوق) , يقول :
خمرٍ إلـى منّـه تسلسـل بالاريـاق وعليه من مــا صافـي الـورد مذلـوق
راعيه كنّـه شـارب ريـق تريـاق كاس الطرب وسرور من ذاق له ذوق
يقول الملفقون إن الشاعر عندما وصل إلى هنا خرجت المرأة المزعومة فتحول فورا إلى الغزل وخسر الرهان . . فماذا قال؟ قال :
يحتاج من خمر السكارة إلى فـاق غـروٍ تـمـز اشفـاه والعنـق مفــهـوق
هل تحس شيئا من الانقطاع النفسي أو المعنوي بين هذا البيت والذي قبله؟ أنا لاأحس , الرجل يصف تلذذه بطعم القهوة بأنه أحدث له من المسرة ما يحدثه الأفيون( وهو الترياق حسب تفسير خالد الفرج في ديوان النبط إن لم تخني الذاكرة) لمتعاطيه فرأى أن اللذة لاتكتمل إلا بالتمتع بملاعبة فتاة جميلة وهو ما أشرت إليه قبل قليل , فقال : يحتاج من خمر السكارة . . إلخ , فهو ضم متعة إلى متعة أخرى وهوالمشهور بحساسيته المفرطة في التذوق العاطفي وفلسفة العشق . تقبل تحياتي واعذرني على هذا الاستطراد في توضيح قضية متعلقة بمفخرة عنيزة وأسرة القاضي في الشعر النبطي محمد العبدالله القاضي . وللمعلومية هذا الرأي ينشر ـ حسب علمي ـ لأول مرة ,وهو أول انتصار للشاعر من تلفيق الرواة الذين أرادوا أن بقدموه بصورة أسطورية تثير الإعجاب ولم يفطنوا إلى أنهم أهانوه وأهانوا مجتمعا أهم سماته المحافظة والالتزام الأخلاقي , فضروه من حيث أرادوا أن ينفعوه .